(نحن نستثمر في هؤلاء الشباب، وهو استثمار ذو عائد كبير لكل من أرامكو السعودية والمملكة).. بهذه الكلمات يختصر مدير التوظيف في أرامكو السعودية، فاروق الجناحي فلسفة الشركة في سعودة التوظيف، وبرنامج التدرج الذي تطبقه لتأهيل الشباب السعودي للعمل في مرافقها. وفي اطار جهود الشركة هذه يبدأ فريق من الشباب الموهوبين خطواتهم الأولى في برنامج التدرج لإعدادهم لمستقبل مهني واعد ولتأمين مستقبل آمن لهم ولأسرهم. البرنامج الذي يستمر عامين ينخرط فيه حاملو الثانوية أو ما يعادلها في التخصص العلمي أو المهني أو الاتصالات، إضافة إلى خريجي الكليات الفنية والصناعية ممن تحتاج الشركة لخبراتهم. العام الأول من هذا البرنامج موحد لجميع الطلبة، ويتضمن فصولا دراسية لتكوين المهارات المطلوبة للنجاح في أرامكو السعودية، وفي عالم العمل والصناعة المعاصر على نطاق أوسع. وفي تعليقه يصف أحمد الزهراني وهو أحد الطلبة، البرنامج ومركز التدريب الصناعي بأنهما (مفيدان جدا للطلبة). ويضيف الزهراني: في هذا المركز تعلمت الكثير من قواعد اللغة الانجليزية وتحسنت حصيلة الكلمات لدى أكثر مما تعلمت في المدرسة الثانوية أو حتى في دراستي في الكلية التقنية. أحمد الكثيري من جدة، وهو أحد الطلبة الذين يدرسون تكييف الهواء يقول: قبل أن آتي إلى هنا كنت أظن أنني أبلي بلاء حسنا في اللغة الانجليزية، ولكن الفصول الدراسية هنا أصعب بكثير مما درسته في السابق. وقد تحسنت كثيرا في اللغة الانجليزية كما أن لدينا أيضا ناديا للمحادثة نتدرب فيه على التخاطب، وهو ما يتيح الفرصة لاكتساب الثقة في قدراتنا اللغوية. بعد إتمام العام الأول من البرنامج الذي يخضع فيه الطلاب لمراقبة دقيقة، يتم توجيههم إلى التدريب على وظائف محددة حسب القدرات والمهارات الخاصة التي يتمتع بها كل منهم. بعض الطلبة سيدرسون للالتحاق بوظائف في معامل الزيت والغاز أو للعمل على أجهزة الحفر في المناطق المغمورة، فيما يتم توجيه طلاب آخرين للعمل في مجال وظائف الكتبة أو الاتصالات ليسهموا جميعا في إدارة واحدة من أكبر الشركات تطورا من الناحية التقنية في العالم. ويقول الكثيري: لم آت إلى هنا صدفة، وانما أتيت لأثبت لنفسي أن بإمكاني أنأكون فني تكييف جيدا، وعندما أبدأ في العمل أريد أن أثبت لجميع رؤسائي أنني جدير بالقيام بمهام وظيفتي. والبرنامج بطبيعة الحال صعب ويتطلب عملا شاقا والتزاما تاما من الشباب السعوديين الموهوبين. ومع أنه يطلب من الطلاب الذين لا يبذلون قصارى جهدهم ترك البرنامج، فإن نظار البرنامج يذكرون أن عددا قليلا جدا ممن يبدأون هذا البرنامج التعليمي يفشلون في إتمامه. ويقول حسن البحر أحد طلاب العام الثاني في البرنامج وهومن تاروت: طموحاتي لا تقتصر على إنهاء دراساتي هنا ثم أعمل لمدة ثلاثين عاما وإنما أريد أن أستمر في برنامج دراسة جامعية. كما يذكر القائمون على ادارة البرنامج أيضا ان النجاح في إتمام البرنامج لا يعني بالضرورة ضمان الحصول على وظيفة في أرامكو السعودية، على الرغم من أن الشركة قد وظفت جميع خريجي البرنامج حتى الآن. ويعتبر بدر الغامدي، وهو طالب يدرس في أبها، نفسه وزملاءه محظوظين لوجودنا فيث أرامكو السعودية لانها تساعدنا على التركيز في دراستنا. فالدراسة ستقودنا للحصول على وظيفة واذا قررنا الالتحاق بالجامعة فإن الشركة ستساعدنا على ذلك وهذا شيء جيد. أرامكو السعودية التزمت على مدى تاريخها الطويل يتعليم وتوظيف أكبر عدد ممكن من السعوديين، وبقي هذا الأمر من أولويات الشركة منذ ان أقيمت مدرسة مكونة من فصل واحد في الخبر منذ عشرات السنين ونهاية بالعشرات من المرافق التدريبية والتعليمية التي أقامتها أو قامت برعايتها حتى الوقت الحاضر. وتخصص الشركة الآن 10 ملايين ساعة عمل كل عام لتدريب السعوديين، وفي كل يوم يحضر نحو 7000 شاب سعودي البرامج التدريبية أو التطويرية. وعندما يكمل هؤلاء الطلاب دراستهم يحل محلهم آخرون من الشباب السعودي سيرا في نفس الاتجاه نحوحياة سعيدة ومثمرة. وبدورها، تستفيد أرامكو السعودية من الاسهامات الفكرية لموظفيها من الشباب السعودي. فخلال جولة السلامة التي قام بها أعضاء ادارة الشركة في منطقة أعمال الشركة في بقيق، مؤخرا، قدم كل من يعقوب الضيف من المبرز، وخالد القناص، وكلاهما يدرسان في برنامج التدرج الوظيفي عرضا بعنوان (المخدرات: الطريق إلى الهلاك)، أمام أعضاء ادارة الشركة. وقد أثنى رئيس الشركة، كبير ادارييها التنفيذيين الاستاذ عبدالله بن صالح بن جمعة على جهود هؤلاء الشباب وعلى جهود المنسق عبدالعزيز السعدون من التدريب وتطوير الكفاءات الوظيفية في بقيق. تعلمك وتعطيك المال..! ويبدي رئيس وحدة المتدرجين، عبداللطيف العرفج، اهتمامه الشخصي بهؤلاء الطلاب. فعندما يقرأ سجل أحد الطلاب المتزوجين ويلاحظ عدم تغيب هذا الطالب عن البرنامج الذي تستمر الدراسة فيه بصورة يومية لمدة عشرة أشهر إلا لساعتين فقط طيلة هذه الفترة فإنه يعبر عن مدى سعادته وشعوره بالفخر قائلا: لدى هؤلاء الطلبة عزم وتصميم. والعرفج بطبيعة الحال خير من يدرك ذلك فقد بدأ متدرجا في الشركة. واستطرد العرفج قائلا: مازلت أحمل رسالة والدي منذ ثلاثين عاماحين قال إنه لم ير أبدا في العالم بأكمله مكانا يعلمك ويعطيك المال في نفس الوقت. وقد عمل العرفج لدى الشركة منذ ذلك الحين. المرشحون أثناء حضورهم لقاء تحضيريا قبل انضمامهم للبرنامج الجمعة أثناء تعليقه على أحد العروض التي تناولت أخطار المخدرات في بقيق