ذكر الفنان السوري ياسر العظمة انه سبق ان نصح الفنانين السعوديين ناصر القصبي وعبدالله السدحان بالكتابة لأنهما أدرى بمشاكل المجتمع وعاداته وتقاليده، وبعد فترة بسيطة شاهد على الشاشة مسلسل جميل اسمه (طاش ما طاش). وأوضح العظمة انه كتب للنجمين مسلسل (الغربال) ولما حقق نجاحا كبيرا طالباه بكتابة المزيد من الاعمال، لكنه اسدى إليهما النصح بالكتابة لأن (أهل مكة ادرى بشعابها). وأشار الى ان مشروع (مرايا) الذي سار على مدى اكثر من عشرين عاما من نجاح الى آخر وأصبح مدرسة تخرج منها الكثير من نجوم الشاشة السورية، واقتبس فكرته الكثير من الفنانين العرب بعد التجربة المتميزة التي اخرجت المشاهد العربي من ايقاع المسلسلات الطويلة، ويتعرض العظمة لهجوم من الذين تخرجوا من مدرسته ويتهمونه بالافلاس الفكري (اليوم) التقت العظمة واجرت معه الحوار التالي: بعد تجربة تقارب العشرين عاما كيف ترى (مرايا)؟ * منذ بداية انطلاق مشروع مرايا في عام (1981) حاولت الخروج من الطابع التقليدي للعمل التلفزيوني.. مسلسلات الطويلة ذات طابع تقليدي تدور حول محور واحد مطروق ولمعرفتي ان هذه النوع من البرامج لم يعد يلائم العصر والجمهور لا يحب الإطالة بل يجب تقديم شىء مختلف مواقف حياتية قصيرة وبشكل نقدي ساخر واعتمدت القصة القصيرة (قل كلمتك وامش) وابتعدت عن الرواية التي سارت عليها المسلسلات وبعد سنوات تنبه بعض الفنانين الشباب وسار على خطى (مرايا) واقتفوا أثرها فخرج من عباءة مرايا الكثير من المسلسلات والبرامج أمثال (طاش ما طاش) ،(بقعة ضوء) ،(عالمكشوف) ،(حكايا ساخنة)، وغيرها وبعد كل هذا اعتقد إنني حققت الكثير مما كنت أصبو اليه. ولكن هل هذه الأعمال التي ذكرتها شكلت لك تحديا، والذين خرجوا من تحت عباءتك كما تقول حاولوا سحب البساط من تحتك؟ * التنافس الشريف وارد وجميل إذا قصد الوصول للأفضل والأجود وقد أعجبت كثيرا ببعض حلقات (بقعة ضوء) و(علمكشوف) لأنها قدمت شيئا متميزا ولكن يجب ألا نعمل بخبث تجاه بعضنا، الحقيقة أنني ممتن أنني استطعت من خلال مرايا ان اوجه نظر الآخرين الى هذا النوع من الأعمال لكي يقدموا أعمالا مشابهة له. يتهمك البعض بأن (مرايا) تعاني من التكرار فهل أفلست فنيا؟ * هذا الكلام غير صحيح بدليل أن (مرايا) لاتزال الاكثر تسويقا من غيرها ولا يزال الجمهور يتابعها بشغف وشوق واحترام اريد ان اقول هنا أن مرايا لم تعان ابدا من التكرار الممل بل على العكس كانت كالنهر الذي تتجدد ماؤه كل لحظة وترفد نفسها بدماء جديدة ونقدم الجديد الذي يحبه الجمهور وطالما هناك حياة فأن مرايا ستنافس وستقدم الجديد ما يقوله الزملاء فيه الكثير من التجني والظلم لمرايا وللعلم فقط في هذا العام بيعت (مرايا) الى تسع محطات عربية. اذا بحثكم عن التجديد هو ما دفعكم للتعاون مع مخرج شاب، ولماذا لم يستمر المخرج مأمون البني بعد تعاون دام سنوات؟ * الجدة دائما مطلوبة في التأليف والإخراج وحتى في الوجوه. عمل مع مرايا خلال الاعوام الماضية نجوم كثيرون وعرفت بنجوم كثيرين جعلت منهم نجوما دائما افسح المجال امام المواهب الشابة لانها عنصر تجديد للعمل والمخرج سيف الدين سبيعي طموح ولديه رؤية جديدة وهذا ما نبحث عنه، أما لماذا لم يخرج العمل هذا العام المخرج مأمون البني فقد انشغل هذا العام في اخراج مسلسله الضخم (سيف بن ذي يزن) وهو صديق عزيز شارك معنا في اخراج خمسة اجزاء من مرايا ولا وجود لأي خلاف بيننا كما أشيع. يقول الكاتب مازن طه بأنك سرقت جهده؟ * هذا غير صحيح ومازن جهده مشكور خلال الفترة الماضية لكنني وجدت نفسي هذا العام لست بحاجة الى خدماته. ما أهم ما يميز (مرايا) في طرحها الأخير؟ * القصص الجديدة غير المطروحة واعتمادنا على مخرج جديد يحاول ألا تبدو مرايا كبحيرة راكدة يريد أن يخلق بعض الموجات. يتهمك الكثير من الفنانين الذين عملوا معك بأنك صارم ودكتاتور؟ * العمل الفني يحتاج الى الجد والحزم والالتزام وهذا يفسره البعض ممن لم يتعودوا على الانضباط بأنه ديكتاتورية ومع ذلك أنني أطبق الجد بكل لطف واحترام. كيف تنظر الى الدراما السورية وما أنتجته هذا العام؟ * اخشى ان يتحول النجاح الذي حققته الدراما والقفزات النوعية التي اختصرت المسافات والمراحل ان تكون فورة ليس الا أريد لهذه الدراما ان تتقدم وألا يأخذنا الغرور وتكون نجاحا مؤقتا يجب ان نتطلع دائما الى الأمام. أكثر ما شد الجمهور لمتابعة المرايا هو تجاوزها للخطوط الحمراء ألم تتعرض للمساءلة من جراء ذلك. * أبدا لم اتعرض لاي مساءلة لعلم الجهات المسؤولة ان (مرايا) تمتلك حسا وطنيا والنقد عندي هو مر المذاق ولكنه يشفي والرقابة تقف معي على ضفة واحدة وليس على ضفتين مختلفتين متناحرتين ليس همنا النقد الجارح بل النقد البناء. حققت مرايا انتشارا واسعا وعرضت في اغلب المحطات العربية كيف استطعت تجاوز قائمة الممنوعات العربية؟ * هموم المواطن العربي واحدة والنقد الذي أطرحه معنى به أي مواطن عربي وكما قلت اقف مع الرقابة وليس ضدها لأنني أريد إيصال الفكرة الى كل مواطن عربي. في بداية عملك الفني عملت مع دريد لحام هل من مشروع مستقبلي يجمعكما؟ * اتمنى ان يجمعنا عمل فني لأن الاستاذ دريد فنان كبير ونجم ساطع تربع على عرش الشهرة لمدة أربعين عاما، اشتركت معه في مسرحيتين مطلع السبعينات هما (ضيعة تشرين) و(غربة). لماذا تكرس عملك الفني فقط لمشروع المرايا؟ * مسلسل المرايا يستمر تحضيره مع الكاتب نور الدين الهاشمي لمدة عام كامل من التدقيق والتمحيص وغربلة المواد وعدم الوقوع في مطب التكرار. هل من أعمال جديدة بعد الانتهاء من مرايا 2003م. * مشروع مسرحية (الكراسي) ا لتي أرجئت طويلا إضافة لمسلسل يختلف عن خط المرايا ذو طابع بوليسي نبدأ تصويره بعد عيد الأضحى. عبدالله السدحان ناصر القصبي