يبدو أن المسلسل العتيق طاش ما طاش، بات قاب قوسين أو أدنى من استمراره في المواسم المقبلة، بعد اختلاف بطليه ناصر القصبي وعبدالله السدحان، على الهواء مباشرة، بشأن مواصلة العمل، التي أصبحت غير حتمية أو معروفة حتى هذه اللحظة. وتنافر عبدالله السدحان وناصر القصبي في الرأي، عندما حلا ضيفين على شاشة العربية للحديث عن مسلسلهما "طاش" ومستقبله، بعد ظهوره بصورة باهتة في محطته ال18 في شهر رمضان الماضي. فبينما رأى السدحان أن العمل وصل من التألق والشهرة، ما يجعله يستمر ويتواصل في المواسم الماضية، رأى زميله ورفيق دربه ضرورة توقفه، والحفاظ على نجاحاته التي حققها في السنوات الماضية. الاختلاف نفسه حدث بين فنانين سعوديين، بين مؤيد لاستمراره، ومعارض ومتحفظ، وبين من يطالب بإدخال تطويرات وأفكار جديدة عليه. والبداية كانت من الفنان بشير غنيم، أحد أبطال طاش السابقين، الذي علق على أمر استمرار العمل بقوله: "أهل مكة أدرى بشعابها"، مضيفاً "مازال لدى السدحان والقصبي الشيء الكثير الذي يقدمانه في طاش، الذي اكتسب شهرة كبيرة في خارطة الدراما السعودية والخليجية"، مضيفاً "أعتقد أن هناك ظروفا معينة، هي التي حكمت السدحان والقصبي في تقديم هذا المستوى من العمل، وكنت أتمنى أن يكون هناك تخطيط خاص لطاش، لتقديم عمل فني، بعيد كل البعد عن النقد الجارح، من فئات المجتمع كافة". واستبعد غنيم أن يكون عمر العمل الكبير، واستمراره 18 عاماً، عائقاً في التألق، وقال: "دعنا ننظر إلى أبطال الدراما في الخليج، مثل سعد الفرج، وحسين عبد الرضا، اللذين يواصلان التألق رغم ظهورهما المتكرر على الشاشة طيلة السنوات الماضية، وفي الدراما العربية، هناك الفنان السوري دريد لحام، الذي ظل 30 عاما يقدم شخصية غوار الطوشي، ورغم ذلك لم تمل منه الناس، وأحبته، لأنه يجدد نفسه بأفكار جديدة وحديثة"، موضحاً "أرى أن ناصر القصبي قدم شخصية فؤاد في طاش 18 عاماً، والناس أحبته ولم تشعر بالملل منه، وهذا يؤكد أن تكرار الشخصيات ليس عائقاً في نجاح العمل وتألقه، طالما تحمل الجديد الذي تقوله للناس"، مشيرة إلى أن "طاش اعتاد أن يكون حلقات منفصلة، وشخصيات منفصلة، ولو أنه مسلسل، لتغير الوضع". وعزا بشير عدم مشاركته في طاش 18، إلى عدم تلقيه الدعوة من المسؤولين عن العمل، وقال: "أعتقد لو لي دور يناسبني في العمل، لطالبوا مشاركتي معهم، خاصة أنني شاركت في طاش في المواسم الماضية، ولست غريباً عليه". وطرحنا سؤالا هل تؤيد استمرار "طاش" على الممثل السعودي فايز المالكي، الذي قدم عمل "سكتم بكتم" في رمضان الماضي، وتردد أنه سينافس "طاش" في المواسم المقبلة، فامتنع عن الإجابة عن السؤال، أو مجرد التعليق عليه. ومن جانبه، رأى المخرج السعودي عبد الخالق الغانم، الذي سبق وأخرج "طاش" أن العمل فقد لياقته وجاذبيته في المواسم الأخيرة، وقال: "المشاهد السعودي على مدار السنوات الماضية، بات لديه تشبع من هذا العمل وشخصياته المكررة، وطاش في السابق كان يجدد نفسه بنفسه، بأفكار جديدة وحديثة، وكان أكثر رشاقة، بانتقاله في أماكن عدة للتصوير، سواء داخل المملكة أو خارجها، أما الآن، فلا يخرج التصوير عن المنازل والمكاتب المغلقة التي مل منها المشاهد". وتابع الغانم "كلامي السابق، لا ينفي أن طاش مازال سفير الدراما السعودية حتى هذه اللحظة، وينال التقدير والاحترام، لتاريخه الكبير، إلا أنه يحتاج إلى تجديد، خاصة أن الفترة الأخيرة، شهدت أعمالا عدة، تقلد فكرة طاش، وتحاكيه، ومن هنا أؤيد ما ذهب إليه ناصر القصبي بأن العمل لابد أن يتوقف"، مضيفاً "طاش وإن صار الآن شيخاً كبيراً، لابد أن يستريح، ولكن بعد أن يتم تكريمه نظير ما قدم للساحة الفنية السعودية".