حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون مؤخرا نظيره الفلسطيني احمد قريع من انه سيتخذ إجراءات أحادية الجانب لحل الصراع مع الفلسطينيين اذا لم يعد قريع الى طاولة المفاوضات. خلال تلك التصريحات، رحب شارون بقرارات اللجنة الرباعية وهذه اول مرة مما اتاح الفرصة لاستئناف المحادثات القائمة على اساس اللجنة الرباعية. بالإضافة الى وجود عوامل تساعد على نجاح تلك المفاوضات، اولها وجود احمد قريع في السلطة بتاريخه الطويل في المفاوضات مع الإسرائيليين وبانتقاده الشديد للإرهاب، الى جانب دعوة شارون نظيره الفلسطيني احمد قريع للعودة الى طاولة المفاوضات، اضافة الى مساعي مصر الحثيثة ودورها الجاد مع الفلسطينيين والفصائل الفلسطينية بغرض العودة الى طاولة المفاوضات. وقد أثبتت اتفاقات جنيف وغيرها من الاتفاقات غير الرسمية قدرة الجانبين على الوصول للحل الأمثل. هذا الحل الأمثل يتمثل في إنهاء الصراع القائم بين الجانبين و القضاء على الإرهاب ومن ثم إقامة دولتين فلسطينية وإسرائيلية تعيشان جنبا إلى جنب في أمن وسلام. واخيرا مباركة مجلس الأمن خارطة الطريق مما جعل الوصول للسلام هدفا دوليا. ولكن هناك احتمالات تجعل هذه المفاوضات فاشلة أولها بدء المفاوضات بدون تقديم أي تنازلات او تقديم إجراءات فعالة لتبادل الثقة بين الطرفين مما سيؤدي الى نفس مصير المفاوضات السابقة وسوف يبعدنا اكثر عن الطريق الصحيح. ثانيا: قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي الانسحاب أحادي الجانب من بعض المناطق في الضفة الغربية وقطاع غزة إذا لم يعد قريع الى طاولة المفاوضات لن يحقق صفة المشاركة بين الجانبين ولن يرضي طموح الفلسطينيين مما سيهدد بعودة الإرهاب والعنف. من هنا فان السير في الطريق الصحيح بالاعتماد على قرارات الأممالمتحدة واللجنة الرباعية وتقديم القليل من التنازلات سيؤدي الى الحل الأمثل وهو تحقيق الأمن وتحرير الأرض. تريد إسرائيل القضاء على الإرهاب الذي سيؤدي الى الأمن الشامل، بينما يريد الفلسطينيون أرضهم المحتلة منذ عام 1967 دون مماطلة من جانب إسرائيل. كما يريدون ان تنتهي تلك المفاوضات بإعلان دولة فلسطينية ذات سيادة. بذلك نستطيع العودة الى المفاوضات. والظروف الآن مواتية لذلك. فعلينا اقتناص الفرصة لان الوقت ليس في صالحنا فان انتظرنا فربما لن نعوض هذه الفرصة. * الكاتب هو المبعوث الخاص للامم المتحدة فى الشرق الاوسط ومهندس اتفافية اوسلو وخارطة الطريق الهيرالد تريبيون