بدأت أمس بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية بالقاهرة أعمال مؤتمر المشرفين على شؤون فلسطين برئاسة زكريا الاغا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس دائرة شؤون اللاجئين وبمشاركة وفود من كل من مصر وسوريا ولبنان والاردن وفلسطين ومنظمة المؤتمر الاسلامي والجامعة العربية . وقال السفير سعيد كمال الامين العام المساعد لشؤون فلسطين بالجامعة العربية في كلمته في الجلسة الافتتاحية انه يجب التعامل بحذر بالغ مع الموقف الاسرائيلي الذي يريد أن يجعل من الانسحاب الاسرائيلي من غزة موقفا متفردا دون تنسيق متكامل مع الجانب الفلسطيني وهو مابدا في لقاء شارون - أبومازن في 21 يونيو الماضي ونية شارون عدم الدخول في عملية تنسيق من أجل الانسحاب منبها إلى أن ذلك يعني أن الجانب الاسرائيلي لايريد الالتزام بأية اجراءات أو ترتيبات تعقب الانسحاب وتؤدي لتفعيل خطة خارطة الطريق . وأشار إلى الموقف الامريكي الذي يميل نحو التباطؤ في الحركة على صعيد التسوية السياسية للقضية الفلسطينية في وضعها الراهن والترويج للاكتفاء بالتنازل الاسرائيلي «المؤلم» الذي يتمثل في الانسحاب من غزة واخلاء المستوطنات فيها . وأضاف أن الموقف الامريكي هو الموقف الفاعل الاساسي ان لم يكن الوحيد القادر على اقناع او اجبار اسرائيل على تنفيذ التزاماتها لكنه لن يصل على وجه التأكيد إلى الضغط على اسرائيل بل يكتفي باطلاق التصريحات والتحذيرات خصوصا في موضوع الاستيطان والجدار دون ان يرتفع إلى مرحلة الضغط والالزام . وأعرب عن خشيته من ان تؤدي التفجيرات الاخيرة التي وقعت في لندن وعمليات الاغتيال السياسي في بعض الدول الاخرى إلى جعل الحملة ضد الارهاب ذريعة لتجنب التعامل الجدي مع القضية الفلسطينية منبها إلى تزايد الضغوط الدولية التي اصبحت تمارس ازاء الموقف العربي الفلسطيني حتى بالنسبة لقضايا فرعية مثل قضية عقد مؤتمر دبلوماسي لوضع بروتوكول ثالث يرفق باتفاقية جنيف الرابعة حول ايجاد شارة دولية جديدة للدلالة والحماية إلى جانب الصليب والهلال الاحمر بحيث تمكن اسرائيل من استخدام «شارة داوود الاحمر» وهو الامر الذي ترفضه الدول العربية والاسلامية حتى الان مما يستوجب المزيد من التنسيق وتوحيد المواقف . واكد ضرورة استمرار جهود توحيد الصف الفلسطيني والحوار بين الفصائل الفلسطينية وتدعيم اجهزة الامن والمؤسسات التشريعية والتنفيذية والالتفاف حول سلطة القانون وممارسة المزيد من ضبط النفس ازاء الاستفزازات الاسرئيلية معتبرا ان الانسحاب الاسرائيلي فرصة امام النضال الفلسطيني لاقامة حكم مؤسسي ديمقراطي مستقر على الاراضي المحررة دافعا وحافزا ونواة لاقامة الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة . ومن جانبه اكد الدكتور زكريا الاغا رئيس دائرة اللاجئين بمنظمة التحرير الفلسطينية ان الاعمال التي تمارسها حكومة شارون تستهدف افشال المساعي الرامية لاعادة عملية السلام وتهدئة الاوضاع في المنطقة وقال ان السلطة الفلسطينية تنفذ حاليا عملية اصلاح اداري ومالي داخل المؤسسة الامنية والمدنية بالتوافق مع الحركة الوطنية الفلسطينية الا ان السياسة العدوانية للحكومة الاسرائيلية لايروق لها ذلك وتعمل على دفع المنطقة إلى التأزم وفقدان السيطرة وابقاء دوامة العنف مستمرة . ودعا الدكتور زكريا الاغا الدول العربية والاسلامية واعضاء اللجنة الرباعية الدولية إلى العمل على وقف المخططات الاسرائيلية بتعديل مسار الجدار الفاصل حول مدينة القدس والذي سيؤدي إلى ضم العديد من الاراضي الفلسطينية إلى داخل حدود المستوطنات ومن شأنه تهويد القدس وتدمير عملية السلام في المنطقة وافشال المساعي الرامية لاقامة الدولة الفلسطينية ورحب بقرار الحكومة اللبنانية اعطاء الفلسطينيين الحق في فرص العمل تأكيد حقهم في العودة إلى ديارهم التي هجروا منها وتسهيل الحياة على اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في لبنان وطالب اللجنة الرباعية الدولية ودول الاتحاد الاوروبي بان تلعب دورا فعالا وضاغطا على الجانب الاسرائيلي لالزامة ودفعه للجلوس على طاولة المفاوضات وتطبيق قرار الشرعية الدولية واعادة تفعيل خارطة الطريق. يناقش المؤتمر قضايا عدة مهمة على رأسها دعم جهود السلطة الوطنية الفلسطينية في توحيد الصف الفلسطيني ومواصلة الحوار والتنسيق بين جميع الفصائل الفلسطينية في اطار سيادة القانون الفلسطيني استعداد للانسحاب الاسرائيلي احادي الجانب من غزة وبعض مستوطنات الضفة الغربية ووضع اسس ومقومات الدولة الفلسطينية المستقلة والمتصلة جغرافيا والقابلة للحياة وعاصمتها القدسالشرقية والتي تدار على اساس ديمقراطي ومؤسسي . كما يناقش القضايا المتعلقة بجدار الفصل العنصري لاسيما في محيط القدس وقضية اللاجئين وقضية القدس ودعم الاقتصاد الفلسطيني بالاضافة إلى موضوع عقد مؤتمر دبلوماسي لاقرار البوتوكول الثالث الاضافي لاتفاقية جنيف الرابعة حول شارات الدلالة والحماية وجهود تفعيل اتفاقية جنيف الرابعة . ويرفع المؤتمر توصياته حول هذه الموضوعات وغيرها من القضايا ذات العلاقة إلى مجلس الجامعة العربية الذي يعقد في مطلع شهر سبتمبر المقبل .