البديوي: إحراق مستشفى كمال عدوان في غزة جريمة إسرائيلية جديدة في حق الشعب الفلسطيني    منع تهريب 1.3 طن حشيش و1.3 مليون قرص خاضع لتنظيم التداول الطبي    جمعية(عازم) بعسير تحتفل بجائزة التميّز الوطنية بعد غدٍ الإثنين    مراكز العمليات الأمنية الموحدة (911) نموذج مثالي لتعزيز الأمن والخدمات الإنسانية    الهلال يُعلن مدة غياب ياسر الشهراني    جوائز الجلوب سوكر: رونالدو وجيسوس ونيمار والعين الأفضل    الفريق الفتحاوي يواصل تدريباته بمعسكر قطر ويستعد لمواجهة الخليج الودية    ضبط 23194 مخالفاً لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود.. وترحيل 9904    بلدية محافظة الاسياح تطرح فرصتين استثمارية في مجال الصناعية والتجارية    حاويات شحن مزودة بنظام GPS    الأونروا : تضرر 88 % من المباني المدرسية في قطاع غزة    زلزال بقوة 5.6 درجة يضرب الفلبين    مهرجان الحمضيات التاسع يستقبل زوّاره لتسويق منتجاته في مطلع يناير بمحافظة الحريق    سديم "رأس الحصان" من سماء أبوظبي    أمانة القصيم توقع عقد تشغيل وصيانة شبكات ومباشرة مواقع تجمعات السيول    «سوليوود» يُطلق استفتاءً لاختيار «الأفضل» في السينما محليًا وعربيًا خلال 2024    الصين تخفض الرسوم الجمركية على الإيثان والمعادن المعاد تدويرها    المكسيك.. 8 قتلى و27 جريحاً إثر تصادم حافلة وشاحنة    بعد وصوله لأقرب نقطة للشمس.. ماذا حدث للمسبار «باركر» ؟    الفرصة مهيأة لهطول الأمطار على معظم مناطق المملكة    انخفاض سعر صرف الروبل أمام الدولار واليورو    أدبي جازان يشارك بمعرض للتصوير والكتب على الشارع الثقافي    دبي.. تفكيك شبكة دولية خططت ل«غسل» 641 مليون درهم !    «الجوير».. موهبة الأخضر تهدد «جلال»    ابتسامة ووعيد «يطل».. من يفرح الليلة    رينارد وكاساس.. من يسعد كل الناس    رئيس الشورى اليمني: نثمن الدعم السعودي المستمر لليمن    مكي آل سالم يشعل ليل مكة بأمسية أدبية استثنائية    جازان تتوج بطلات المملكة في اختراق الضاحية ضمن فعاليات الشتاء    الرويلي يرأس اجتماع اللجنة العسكرية السعودية التركية المشتركة    مدرب ليفربول لا يهتم بالتوقعات العالية لفريقه في الدوري الإنجليزي    رئيس هيئة الأركان العامة يلتقي وزير دفاع تركيا    لخدمة أكثر من (28) مليون هوية رقمية.. منصة «أبشر» حلول رقمية تسابق الزمن    السعودية تقدم دعمًا اقتصاديًا جديدًا بقيمة 500 مليون دولار للجمهورية اليمنية    ضبط 3 مواطنين في نجران لترويجهم (53) كجم "حشيش"    وزير «الشؤون الإسلامية»: المملكة تواصل نشر قيم الإسلام السمحة    خطيب الحرم: التعصب مرض كريه يزدري المخالف    مآل قيمة معارف الإخباريين والقُصّاص    الصندوق السعودي للتنمية يموّل مستشفى الملك سلمان التخصصي في زامبيا    مهرجان الرياض للمسرح يبدع ويختتم دورته الثانية ويعلن أسماء الفائزين    عبقرية النص.. «المولد» أنموذجاً    مطاعن جدع يقرأ صورة البدر الشعرية بأحدث الألوان    99.77 % مستوى الثقة في الخدمات الأمنية بوزارة الداخلية    أميّة الذكاء الاصطناعي.. تحدٍّ صامت يهدد مجتمعاتنا    نائب أمير مكة يفتتح ملتقى مآثر الشيخ بن حميد    «كليتك».. كيف تحميها؟    3 أطعمة تسبب التسمم عند حفظها في الثلاجة    فِي مَعْنى السُّؤَالِ    دراسة تتوصل إلى سبب المشي أثناء النوم    ثروة حيوانية    تحذير من أدوية إنقاص الوزن    ضرورة إصدار تصاريح لوسيطات الزواج    رفاهية الاختيار    وزير الدفاع وقائد الجيش اللبناني يستعرضان «الثنائية» في المجال العسكري    وزير الخارجية يصل الكويت للمشاركة في الاجتماع الاستثنائي ال (46) للمجلس الوزاري لمجلس التعاون    حلاوةُ ولاةِ الأمر    منتجع شرعان.. أيقونة سياحية في قلب العلا تحت إشراف ولي العهد    نائب أمير منطقة مكة يطلع على الأعمال والمشاريع التطويرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أحياء ضائعة بين الدمام وسيهات
جولة في مدينة
نشر في اليوم يوم 29 - 12 - 2003

ما يفرق بين البيوت والأبنية ، وكوم الحجارة .. ان الاولى تسكنها أرواح تفرح وتحزن وتتألم .. لها طموحات وآمال ولها مشاكل واحتياجات ، ما قيمة مدينة بيوتها جميلة ، ولكن بدون ماء أو كهرباء أو هاتف أو شوارع أو مستوصف .. كيف سيكون البيت جميلا وفيه عليل .. ( جولة في مدينة) هي جولة في الحياة تنقل ما يبهج كما انها لا تغفل المنغصات التي يشتكي منها الناس ، ونسعى لأن تكون مرآة المدينة كما يراها ساكنوها .أحياء جديدة وأخرى مضى عليها أكثر من 20 عاماً؛ تبحث عن حقوقها الضائعة بين دوائر مدينتي الدمام وسيهات، التي كان لها أثر كبير في تدني مستوى الخدمات الأساسية فيها من نظافة ومياه وصرف صحي ومدارس وسفلتة.. وقد تأثرت هذه الاحياء من سوء تلك الخدمات، بحيث أصبحت أحياء السكن فيها غير مرغوب، نتيجة غياب الجهة المسؤولة.
(اليوم) استطلعت آراء عدد من سكان هذه الأحياء، الذين قدموا قائمة بأمانيهم للمسئولين في الأجهزة المختلفة، وتمنوا أن تجد آذانا صاغية، وتجاوبا سريعا من أصحاب القرار والمسؤولية.
حي الكويت.. الحلم النموذجي
كان من المفترض أن يكون حي الكويت من أرقى وأفضل الأحياء.. حيا نموذجيا في جنوب غرب سيهات، وكان هذا الشعور يداعب كل من اشترى أرضا وأقام منزلا فيه، ولكن بعد سنوات طويلة من الانتظار والتأمل اكتشفوا أن أحلامهم وأمانيهم ما هي إلا أضغاث أحلام وخيالات، حيث إن الحي لا يزال على حاله، بل ازداد سوءا، لدرجة إن بعض أهله تركوه، والبعض الآخر يفكرون في الانتقال منه إلى الاحياء الأخرى، نتيجة افتقاده للأساسيات الضرورية.
دور البلدية السلبي
عبدالله المرشود واحد من أوائل الذين بنوا في حي الكويت، الذي كان في تلك الفترة هو الحي الجديد للبلد، والذي سيكون بداية لتوسع المدينة والانطلاق.. يقول المرشود: اشترينا الأرض بمبالغ عالية، ومعظم الذين اشتروا هم من الموظفين في شركة أرامكو السعودية.. ولكن للأسف بعد سنوات من البناء اكتشفنا إننا نعيش في عزلة عن البلد، بسبب سوء تخطيط البلدية، التي أوقفت التوسع والامتداد من الناحية الغربية الجنوبية، وفضلت ودعمت التوسع والبناء من الناحية الشرقية الساحلية، بل ساهمت البلدية في ذلك، من خلال إعطاء الاحياء الشرقية الأفضلية والأولية في الخدمات والاهتمام، بعكس المناطق الغربية الجنوبية، التي صاحبها النسيان والإهمال، وبذلك فقدت أحياؤنا الخدمات.. وأصبحت أحياء جديدة الإنشاء، جميلة المنظر، متخلفة الخدمات.
المياه.. صورة مأسوية
من الخدمات السيئة التي سببت في السابق إزعاجا كبيرا لأهالي الحي مشكلة المياه المالحة والمليئة بالكلور.. عن ذلك يقول المرشود: عانينا لسنوات طويلة شدة الكلور في المياه التي تصل إلى أحيائنا، التي تغير الألوان، وخسرنا لذلك الكثير من الملابس والأقمشة، التي لا تعد، ومن المواقف المؤلمة والمؤثرة التي لن أنساها، ان أحد أبنائي اشترى ملابس جديدة غالية الثمن، وكان سعيدا بها، إلا إن تلك الفرحة لم تستمر إلا أياما معدودة، فمع أول غسلة تغيرت ألوان الملابس وفقدت بريقها.. وكان هذا الموقف واحدا من المواقف الكثيرة التي مرت علينا من هذه المياه، وكل فرد في هذا الحي له حكايات ومواقف مع هذه المياه المالحة ذات الرائحة السيئة.
ويوضح المرشود ان هذه الأزمة سببت لهم ارقا ومعاناة كبيرة.. غير أنه يستدرك: وضع المياه الآن تحسن كثيراً عن السابق.
التصريف.. المشكلة الكبرى
الصرف الصحي مشكلة أخرى، لا تقل أهمية عن المياه، يقول عنها عوض القطان: مشكلة الصرف الصحي في حيي الكويت والسلام تتفاقم وتزداد مع زيادة المباني وزيادة عدد السكان، حيث تطفح مياه الصرف في كل شارع ونافذ، وتخيم الروائح الكريهة على الحي، وهذا الوضع أدى استبعاد فكرة البناء لدى الكثير من أصحاب الأراضي, وبسبب طفح الصرف الصحي الدائم بات يصعب على أهل المنازل غسيل بيوتهم بشكل مستمر، خوفا من تسرب المياه إلى الشارع وزيادة الطفح.. ويضيف عوض: قبل 8 سنوات اشتريت بركة سباحة صغيرة متنقلة للأطفال، ولكن للأسف لم يتمكن أبنائي من استخدامها، والتمتع بالتقلب فيها، والاستمتاع بالسباحة في مياهها، لعدم وجود تصريف للمياه, وأولادي كبروا وهم ينظرون لهذه البركة، ويتساءلون متى يحين موعد اللقاء, ومن الجيل الذي سيستمتع بالسباحة في مياهك؟ ويرجع احمد العيد أسباب طفح البيارات إلى الشركة المسؤولة عن شفط البيارات.. يقول: هي السبب في هذا الطفح، حيث إن السيارات لا تشفط البيارات إلا بعد فترة طويلة جدا، وبعد ان تسيل مياه الصرف الصحي في الشوارع، وبعد تعب شديد واتصالات متكررة. مستغلة غياب الرقابة. ويضيف القطان: منذ 18 عاما ونحن نعاني نقص الخدمات، خاصة الصرف الصحي.. وخلال هذه الفترة ظهرت أحياء جديدة وصلت لها خدمة الصرف الصحي.. فإلى متى يا إدارة المياه ننتظر بحسرة وأمل، ونحن نرى أحياء تحظى بكافة الخدمات، بينما تحرم أحياء أخرى؟
روائح كريهة تطوق الأحياء
في شمال الحي توجد مناطق زراعية، تكثر فيها مزارع الدواجن والبيض وتربية المواشي، وتصدر منها روائح كريهة.. عن هذه الروائح ومشكلة وجودها يقول حسين السيهاتي: منذ بداية البناء في هذا الحي ونحن نعاني الروائح الكريهة الصادرة من المزارع القريبة من الاحياء السكنية. وبسبب هذه الروائح يحرم أهل هذه الاحياء من نعمة الاستمتاع بالأجواء الجميلة اللطيفة النادرة في بلادنا، عندما تهب نسمة هواء عليلة من الجهة الشمالية، فتثير الرغبة لدى السكان بالاستمتاع بهذه الأجواء، بالجلوس في حديقة المنزل وفتح النوافذ لتلطيف وتغيير الهواء العليل، هذا يحدث طبعا في الإحياء الأخرى، وليس في حينا، الذي يتحول في هذه الفترة إلى نقمة، بسبب الروائح السيئة التي تهب علينا، والممزوجة بالروائح المنبعثة من المزارع، والتي تزكم الأنوف، بل عندما نفتح النوافذ لتلطيف الأجواء تدخل إلينا الروائح الكريهة.. ويضيف السيهاتي: في أيام الرطوبة العالية تزداد الروائح, وأغلب أهل الحي مصابون بحساسية وبجيوب أنفية، تتضاعف معاناتهم مع الروائح الكريهة التي تهب على هذه الاحياء من كل صوب، فمن وسط الحي تنبعث روائح الصرف الصحي، ومن الناحية الشمالية تهب رائحة المزارع والحظائر، ومن الجهة الغربية تهب رائحة المحارق والمنطقة الصناعية.
المزارع مصدر ضرر
وحول ما تمثله مزارع الدواجن والبيض وتربية المواشي القريبة من الاحياء السكنية من ضرر يقول ناصر العبداللطيف: وجود المزارع والحظائر بالقرب من الأحياء له أضرار كبيرة على الصحة العامة وعلى صحة المواطنين، وتساهم بشكل كبير في زيادة عدد المصابين بالحساسية والجيوب الأنفية، حيث تزداد بسببها حالات الإصابة بهذه الأمراض في هذه الاحياء. ويطالب العبداللطيف الجهات المسؤولة عن صحة الإنسان وصحة البيئة من وزارة الصحة والبلدية الإسراع في إيجاد الحل المناسب المتمثل في إغلاق هذه المزارع والحظائر وإبعادها إلى خارج المنطقة السكنية.. ويضيف العبداللطيف: قمت بزيارة إلى إحدى المزارع القريبة للاطلاع على أوضاعها، وشاهدت مناظر غير صحية وغير لائقة، مثل عدم الاهتمام بالنظافة وتراكم الأوساخ والقذارة والأسمدة التي تملأ المكان.
مستنقعات وحشائش وكلاب
ولعدم وجود صرف صحي في هذه الاحياء، ونتيجة للطفح الدائم للبيارات التي بمثابة ألغام أرضية مزروعة أمام كل منزل، تحولت الأراضي الفضاء إلى مستنقعات ومسطحات خضراء من الحشائش، تنمو على المياه القذرة، حيث إنه يصل ارتفاع بعض الحشائش إلى مترين، وتحتفي فيها الحيوانات الضالة، كما أصبحت موقعا مناسبا لإخفاء المسروقات، وكذلك للأهداف المشبوهة من قبل أصحاب النفوس الضعيفة, ومصدرا لانتشار الروائح الكريهة والأوساخ والحشرات الضارة, التي تتكاثر بشكل كبير.
ويقول احمد العيد: في المساء تكثر الحيوانات الضالة، خاصة في الساعات الأخيرة من الليل، حيث يكثر نباح الكلاب وتجولها بحرية وأمان.. يقول محمد عايش: عندما اخرج من منزلي في ساعات متأخرة من الليل، للذهاب إلى العمل، أجد عند بوابة المنزل كلابا تجلس مسترخية، وعندما اقترب منها لتجاوز البوابة، تبدأ بالتلاعب عند قدمي، مما يثير اشمئزازي وخوفي في آن واحد.
ويأمل العيد أن تقوم البلدية بمحاربة هذه الظاهرة، من خلال القضاء على البيئة، التي تساهم في تكاثر الحشرات والحيوانات في الحي، مثل المستنقعات وبعض المصانع المهجورة القريبة من الحي.
مخلفات.. ورقابة مفقودة
من المناظر المزعجة والمؤثرة التي تساهم كثيرا في تشويه صورة الحي، هي رمي المخلفات في الأراضي الفضاء، خاصة خلف نادي الخليج، حيث تحولت إلى ظاهرة واضحة للعيان, تزعج الأهالي والزائرين، وتساهم بشكل كبير في تشكيل منطقة ردم ورمي للأحجار والأوساخ وأنقاض البناء والهدم، نتيجة قلة الوعي والثقافة والشعور بالمسؤولية والمواطنة الصادقة من قبل المواطنين، وفي ظل غياب الرقابة من قبل البلدية، التي أعطت لنفسها إجازة عن القيام بواجبها.
مركز رعاية صحية
يقدر عدد سكان جنوب غرب سيهات بأكثر من 10 آلاف نسمة، وعدد المنازل التي تقام في هذه الاحياء في ازدياد، وكذلك السكان، ومنذ 20 عاماً، وهذه الاحياء تفتقد إلى مركز رعاية صحية أولي، يقول عيسى القلاف: اغلب أبناء هذه الاحياء، وطوال الفترة الماضية، يراجعون مركز الديرة للرعاية الصحية الأولية، الذي يشهد ازدحاما كبيرا من قبل أهل الديرة وحدهم فقط، فكيف يمكن ان يقدم خدماته لأهل الاحياء الأخرى، ولهذا من الصعب على المريض الحصول على رقم للعلاج، خاصة في عيادة الأسنان، التي تشهد ازدحاما كبيرا، نتيجة ضغط المرضى وقلة الأطباء في العيادة.
ويقول احمد العيد: لولا إن اغلب القاطنين في هذه الاحياء من الموظفين في الشركات الكبرى مثل أرامكو السعودية، ويتم علاجهم على حساب الشركة لكان الوضع أسوأ، وربما لا يحتمل.. ويتساءل العيد: متى نرى مركزاً صحيا حكوميا في الحي؟
حرج مع الجوال
وتحدث محمد آل كرم عن سوء شبكة هاتف الجوال، فقال: شبكة الهاتف الجوال في أحياء الكويت والسلام والمسحلية ضعيفة جداً، وفي داخل المنازل تنقطع بشكل تام، ويصبح الجوال خارج نطاق التغطية، وهذا يسبب حرج ومعاناة كبيرة لنا وللضيوف.. ولقد طالبنا مرارا وتكرارا من شركة الاتصالات السعودية ضرورة إيجاد أبراج تقوية إرسال في هذه الاحياء و حتى الآن لم يتغير الحال ولكن لا حياة لمن تنادي .. وبسبب سوء هذه الخدمة نضطر لوضع أجهزة الجوال بشكل دائم عند النوافذ لعل وعسى تصل ذبذبة توقظه من السبات العميق!
ومن المعاناة التي تقلق المواطن المقيم في حي السلام الجديد عدم وجود خدمة الهاتف الثابت.. عن ذلك يقول عبدرب الأمير الشخص: اسكن في هذا الحي منذ 3 سنوات، وقضيت كل هذه الفترة من دون هاتف ثابت, وحتى الآن لم تصل الخدمة. وقد تقدمنا أكثر من مرة لمكتب الاتصالات بسيهات بضرورة إيصال هذه الخدمة لمنازل الحي، فرد المسئول إن الحي تابع لمكتب الدمام، وعليكم الذهاب إلى هناك, ومكتب الدمام يقول إن الحي تابع لمدينة سيهات، وأصبحنا نبحث عن الجهة المسؤولة عن المنطقة.. مع إن هذا الأمر لا يعنينا، فالذي يهمنا هو وصول الخدمة بأسرع وقت.
حيرة في التبعية
ومن حي المسحلية يقول كاظم الطويل: نحن في حيرة في أمرنا، لمن نتبع الدمام أم سيهات؟ ترخيص البناء نحصل عليه من الدمام، والهاتف من سيهات، والكهرباء من القطيف.. نحن نطالب بضرورة تحديد جهة معينة للمتابعة والمراجعة.. ويقدم كاظم شكره للبلدية على سفلتة الشوارع الداخلية للحي، ويأمل أن تقوم البلدية بإنارة الحي المظلم.
حفرة في كل شارع
عن شوارع الاحياء المهملة والمكسرة يقول ناصر العبداللطيف: يقع حي الكويت عند المدخل الرئيسي لمدينة سيهات، وهو بمثابة البوابة الغربية للمدينة الجميلة، إلا أن هذا المدخل المهم يفتقد العناية والاهتمام، فمنذ إنشائه وتعاقب الأعمال الدائمة عليه والحفريات التي لا تتوقف، والتي كانت بمثابة عمليات تشويه وتخريب، لم يجد الشارع الرئيسي والشوارع الموازية له في الأحياء المجاورة أي عملية صيانة شاملة.. ولقد تحولت الشوارع الداخلية في حي الكويت وحي السلام بالذات إلى مصيدة للسيارات العابرة، ولقد تأثرت سيارات أهل الحي من الحال السيء لهذه الشوارع المنسية، من قبل البلدية، ومن سوء الإهمال وعدم الصيانة.. فنأمل من البلدية إعادة السفلتة بطبقة اسفلت أخرى ذات مواصفات عالية، حتى يمكن الاستفادة منها مدة طويلة، فالشوارع حاليا، ومع مرور الأيام، ومع زيادة عدد السكان وإنشاء المزيد من البيارات تزداد سوءا. وطالب محمد الغزال بإعادة سفلتة الشارع الرئيسي من إشارة شارع عمر بن عبدالعزيز عند مجسم السفن شرقا، وإلى شارع الظهران الجبيل السريع غربا، فالشارع يمثل شريانامهما للحركة المرورية في المنطقة، وتكثر عليه الحركة، إلا أن حالته سيئة جدا، فهو بحاجة إلى إعادة السفلتة ووضع مطبات اصطناعية للحد من السرعة الجنونية.
مدارس في مبان مستأجرة
وحول دور المبنى المدرسي الحكومي في الرسالة التعليمية الصحيحة، وأهمية وجود المدرسة وسط الاحياء قال احمد العيد: لا توجد في الاحياء الغربية الجنوبية من سيهات مدارس حكومية، إلا مدرستين، في مبان مستأجرة للمرحلة الابتدائية، واحدة للبنين والأخرى للبنات، وهي تخدم جميع طلبة وطالبات حي الكويت والأحياء المجاورة، والمدرستان مزدحمتان جدا جدا، وفصولهما ضيقة مثل علبة الكبريت، والطلبة والطالبات والمعلمون والمعلمات غير مرتاحين. ويضيف العيد: يوجد في الحي 4 أراض مخصصة للمدارس، اثنتان للبنين واثنتان للبنات، ومازالت حتى الآن فضاء غير مستفاد منها, وعلى الوزارة الإسراع في بناء تلك الأراضي، من أجل رسالة تعليمية أفضل، خاصة أن عدد السكان في ازدياد والمدارس الموجودة لا توفر الأجواء المطلوبة للرسالة التعليمية الصحيحة. ويقول عبد الله المرشود: بما أن اغلب أهل الحي موظفون في شركة أرامكو السعودية، وتتوافر في الحي أراض كثيرة مخصصة للمدارس، تقدمنا للشركة بطلب بناء مدرسة بإشراف الشركة، خدمة لأبناء موظفي الشركة، إلا أن الشركة رفضت ذلك، وكان ذلك أمرا غير متوقع.. ونأمل من الشركة ان تغير رأيها.
حدائق ومنتزهات
ومن ضمن الأشياء المهمة المفقودة التي يطالب أهالي الأحياء الغربية بها إنشاء حديقة في إحدى الأراضي المخصصة لهذا الغرض، حسبما هو موجود في المخطط، يقول أحمد العيد: للحديقة دور في التجميل والترفيه وكمتنفس للأهالي. خاصة أن هذه الأحياء تمثل واجهة لمدينة سيهات وكذلك الدمام من الجهة الغربية، التي تقع على طريق الجبيل السريع.
الإذاعة والحشرات الضارة
ويتحدث محمد عايش، الذي يقع منزله مقابل محطة الإذاعة مباشرة: بعد سقوط الأمطار تتحول الأراضي الكبيرة التي داخل السياج التابع للمحطة إلى مستنقعات كبيرة، تمثل بيئة جيدة لنمو وتكاثر الحشرات الضارة، التي تسبب معاناة كبيرة للسكان, فنأمل من المسؤولين عن المحطة دفن هذه الساحات المليئة بالمياه الراكدة، ورشها بالمبيدات الحشرية.
الشارع أعلى من المنازل
أصحاب المنازل التي تقع على الشارع الشمالي من محطة الإذاعة بالدمام يشكرون البلدية على إعادة سفلتة الشارع بشكل كامل، ولكن كما يقول محمد العباد: كلفت السفلتة غير المدروسة أصحاب المنازل خسائر كبيرة، نتيجة ارتفاع الشارع الجديد عن السابق كثيرا، بحيث أصبح الشارع مرتفا عن منازلنا، مما اضطرني وغيري إلى رفع الأرصفة والأبواب .. وهذه الأعمال أثرت على قوة البناء, وكنا نتمنى من البلدية قبل إعطاء الرخصة والسماح للبناء تحديد مستوى الشارع، ليتمكن المرء من بناء منزله حسب ارتفاعه، ووضع دراسة للشارع، وعن أوضاع المنازل القائمة.
أصوات المصانع المزعجة
ونتيجة لقرب هذه الاحياء من المنطقة الصناعية والخضرية، والآثار السلبية التي تنعكس على الحي يقول عبدالله المرشود: عندما يخيم الهدوء في الليل على الأجواء في المنطقة نسمع فجأة صوتا مزعجا يمزق الهدوء ويثير الرعب والخوف في قلوب السكان، بسبب سقوط أنابيب في أحد المصانع أو الورش المجاورة للحي، التي تعمل على مدار الساعة!
مخططات صناعية
وبالقرب من هذه الاحياء تم تدشين حي صناعي جديد، حول الحي الجديد يقول محمد العباد: استغرب كيف يتم إصدار قرار موافقة من أمانة مدينة الدمام على إقامته، كما نستغرب من وزارة الصناعة لسماحها بإنشاء حي صناعي بين أحياء سكنية، مع أننا نعلم ان هناك قوانين تمنع إنشاء ورش مهنية بالقرب أو بين الأحياء السكنية، فكيف تمت الموافقة على إنشاء هذا الحي الكبير، وهو حي درة الخضرية. وحول الخطر الذي يمثله يقول العباد: وجوده بين الأحياء يمثل قنابل موقوتة قابلة للانفجار في أي وقت، ولا نعلم متى تنفجر، لما فيها من أدوات ومواد خطرة جدا.
وعبر بعض الأهالي عن استيائهم الشديد من ذلك، فقال عبد رب الأمير الشخص: وجود هذا الحي الصناعي بين الاحياء السكنية يمثل خطراً كبيراً على أرواحنا وأرواح أبنائنا، مما يسمح بدخول سيارات بأحجام متنوعة, وتغلغل عمالة من جميع الجنسيات والأشكال وسط الحي، وما تسببه من وضع أمني خطير وقلق وإزعاج كبيرين لأهل الحي.
وباستنكار وقلق يقول محمد عايش: الخوف بدأ يتسلل إلى قلوب جميع أهالي الحي، خوفاً من المستقبل المظلم من وجود هذا الحي الصناعي.. وان ذلك يشوه الاحياء السكنية المجاورة له.. ويرى عايش انه من الأفضل والأكثر فائدة للمستثمرين تحويل الحي إلى حي سكني، لأنه يقع بين أحياء سكنية من كل الجهات، والطلب على الأراضي السكنية في هذه المنطقة، يشهد إقبالا كبيرا، وهو أكثر فائدة اقتصادية.
أين البلدية من كل هذا؟
أنقاض تعبت من طول الانتظار


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.