منذ أكثر من 51 عاما يعيش سكان حي النائفية في محافظة الأحساء وضعا مزريا في ظل غياب الخدمات الأساسية وطفح مياه الصرف الصحي المستمر منذ بناء هذا الحي، من دون أن تلقى مناشدات وشكاوى الأهالي الآذان الصاغية من الجهات المسؤولة لرفع هذه المعاناة عنهم أو على الأقل تخفيفها. وعبر عدد من سكان الحي ل«عكاظ» عن مخاوفهم من إصابتهم وعوائلهم بالأمراض الخطيرة بسبب طفح مياه الصرف حول منازلهم والتي تشكل بؤرة لتكاثر الحشرات والقوارض، إضافة إلى الروائح الكريهة والمزعجة التي تدخل منازلهم، مشيرين إلى أنه لم يتم إيصال خدمات المجاري إلى الحي ما دعا سكانه إلى حفر بيارات أمام أبواب منازلهم الأمر الذي يزيد من خطورة الوضع. وقال مساعد المالكي إنه منذ سكن في الحي قبل 15 عاما وهو في انتظار توفير الخدمات الأساسية، مشيرا إلى أنه يعيش معاناة يومية مما تسببه المياه الملوثة التي تغرق الشوارع من طفح البيارات، موضحا أن استهلاك السكان من المياه كثير والبيارات صغيرة ولذلك يبدو الوضع وكأنه لا يوجد تصريف نهائيا ما يتسبب في تجمع المياه الآسنة بكل ما تحمله من روائح كريهة وحشرات وقوارض وحيوانات مثل الكلاب الضالة، ما يجعلنا نخاف فعلا على ابنائنا وعوائلنا منها، فضلا عن خوفنا من الأمراض التي قد نصاب بها. من جابنه قال سعيد الخميس «أنا بعت منزلي الذي كان في حي تتوفر فيه كل الخدمات وانتقلت للسكن في حي النائفية، هربا من زحمة المدينة، ولكني فوجئت بعدم توفر الخدمات ومن أبرزها المجاري وسفلتة الشوارع، كما أن الشوارع ترابية وعندما تطفح البيارات تزيد المشكلة والمعاناة، حتى أننا نحرج عندما يزورنا ضيوف لما تسببه من روائح كريهة». وقال «منذ أكثر من عام ونحن نسمع وعودا بإدخال الخدمات إلى الحي ولكننا لم نر شيئا». أما حمود الشمري فقال إن الخدمات في الحي شبه معدومة، فالشوارع غير مسفلتة ولا توجد إنارة، ونحن نخاف على ابنائنا الخروج من بعد المغرب، إضافة إلى ذلك فإن المجاري لم تصلنا إذ إن الكثير من الشوارع يصعب على الشخص عبورها من طفح المياه الملوثة. وأضاف «إذا وجدت أمام منزل في الحي لا يوجد فيه طفح مياه ملوثة فتأكد أن صاحبه يدفع مبالغ إضافية لسواقي الصهاريج الذين يقومون بشفط البيارات رغم قلتهم، أما الشخص الذي لا يدفع فتجد بجوار منزله بحيرة من مياه البيارات الملوثة». من جانبه قال ماجد الزهراني إن هذا الحي محروم من الخدمات منذ زمن مثل سفلتة الشوارع وإدخال شبكة الصرف الصحي التي جعلتنا نعيش في موقع قد يتحول إلى كارثه على السكان، مشيرا إلى أن كل العالم يتمنون نزول الغيث، إلا سكان النائفية فإنهم يدعون الله لحبس المطر لأنه قد يجعلهم محاصرين في منازلهم، لتختلط مياه الأمطار بمياه الصرف ولتحول الشوارع الترابية الحي إلى منطقة موبوءة قد تسبب امراضا يصعب علاجها بسبب التلوث. واتهم البلدية بأن أعينها بعيدة عن الحي، مشيرا إلى وجود عدد من المخالفات من أصحاب المباني الجديدة الذي يرمون مخلفات البناء على الطريق، كما أن النفايات تمكث في الشوارع لأيام ولا تلتفت إليها الشركة المسؤولة عن النظافة بسبب عدم وجود الرقيب. «عكاظ» نقلت شكاوى الأهالي ومطالبهم إلى أمانة محافظة الأحساء، حيث أوضح مدير العلاقات العامة والإعلام المتحدث الرسمي للأمانة مبدر الشهاب أن الأمانة لديها الاستعداد التام لإيصال كل الخدمات التي تندرج تحت مهامها ومسؤوليتها كسفلتة الشوارع ورصفها ونظافة الأحياء من النفايات وكل ما يتعلق بهذا الجانب، مشيرا إلى أن الأمانة في انتظار اكتمال إيصال تمديدات المياه الى المنازل وإيصال شبكة الصرف الصحي لهذه الأحياء لإيصال خدماتها لها. بدء السفلتة أكد المتحدث الرسمي لأمانة محافظة الأحساء أن الأمانة بدأت فعلا بسفلتة عدد من الشوارع، مشيرا إلى أن العمل قائم في الشوارع الأخرى. وشدد على أن الأمانة مهتمة بكل أحياء المحافظة وتعاقدت مع عدد من المؤسسات الوطنية لإيصال الخدمات التي هي من اختصاص البلديات، مؤكدا حرص الأمانة على راحة المواطنين وتقديم أفضل الخدمات لهم.