ميز الله بني آدم بالعقل كما ميزهم بالاحساس والعاطفة، فهذه العاطفة قد تكون عند البعض كالغيمة التي تمطر بالشتاء بلا حدود.. وعند البعض الآخر كغيوم الصيف احيانا تجود بالامطار واحيانا العكس. وهناك ايضا من هم كغيوم الصحراء القاحلة في جفائها وقسوتها. هذه هي النفوس والعواطف البشرية.. وزعها الخالق على جميع الخلق بالتفاوت فمنها الرقيق جدا ومنها المتحكمة بعواطفها ومنها القاسية.. وكل هذه النوعيات من العواطف والاحاسيس لابد ان يكون هناك عقل يحكمها.. عقل يصوبها.. ويقومها لتقوم على اساس صحيح.. لاندم بعده فالتسرع في مسألة العواطف امر له آثاره.. فهذه العواطف قد تجر لما لا تحمد عقباه.. قد تهوي به الى القاع وقد ترفع الى اعالي القمة.. لذا العاطفة الانسانية تحتاج الى عقل يحكمها.. تحتاج الى مرشد يوجهها ان مالت هذه العاطفة عن طريق الحق، انها لاتحتاج الى جنون ولا الى تهور او ما يسمى ب (الطيش والجنون) لان الامر احيانا قد يكون معالما وبه بعض الاستمتاع واللامبالاة.. لكن لابد من شيء من العقل يحكم حياتنا.. لابد من التوازن.. لابد من العقلانية في الامور.. لا التهور والطيش في جميع شئون الحياة ورفع شعار (ماذا أفعل بقلبي) لان المشاعر والعواطف ليست كل شيء.. بل لابد من وجود التوازن لنكون جميعا عاطفيين عقلانيين. نجلاء السديري