يبلغ عدد خطوط الهاتف الجوال في المملكة اكثر من 6 ملايين خط واغلبها خطوط بطاقات مسبقة الدفع (سوا)، وأوضح مسؤول في شركة الاتصالات ان الشركة تطرح في السوق 10 آلاف بطاقة مسبقة الدفع يوميا تتم عبر 252 منفذا لبيع البطاقات ولديها عقود مع 10 موزعين رسميين لديهم 70 فرعا في المملكة.. وان الشركة حققت مبيعات ضخمة تجاوزت الأرقام المستهدفة. وتؤكد منافذ البيع إقبال الوافدين على شراء البطاقات مستحوذين على نسبة 85% من حجم الشراء الكبير الذي تشهده بطاقات الاتصال المدفوع. ويعود سبب تهافت غير السعوديين على شراء بطاقة (سوا) إلى استخدامها للاتصال الخارجي حيث ان سعر المكالمة ببطاقات سوا نفس السعر عبر الهاتف الثابت والجوال العادي بعكس الاتصال الداخلي، وأوضح احد الباعة في محلات بيع الجوالات ان 70 بالمائة من عدد العمالة الأجنبية في البلد تستخدم البطاقات المدفوعة (سوا) ويؤكد البائع ان بعض الموزعين يلجأون الى بيع البطاقات بطرق غير نظامية مستغلين حجم الطلب الكبير عليها ويقومون باستخراجها بأسمائهم أو بأسماء مقربين لهم واستغلال فترة شح السوق من البطاقات ليتم طرحها في محلاتهم بأسعار تتجاوز سعرها المحدد بإضعاف كبيرة وفقا لنوعية الرقم وتميزه تصل الى 400 ريال وان قسما من مشتريها هم أشخاص موضوعون على قائمة المديونيات. وادى انتشار ظاهرة بيع بطاقات الاتصال المدفوع للهاتف الجوال (سوا) في الأسواق بهذه الطريقة الى نشوء تجاوزات ومخالفات ومشاكل كبيرة، كما ظهرت بوادر قيام سوق سوداء نشطة في المبيعات، ساهم في ذلك الخلل الكبير في طريقة تسويق البطاقات في الأسواق. وقد رافق انتشار البطاقة المدفوعة سوا تردي شبكة الهاتف الجوال خاصة في المناطق المزدحمة نتيجة للضغط الكبير وان كثيرا من المستخدمين للبطاقة لم يستفيدوا منها بالصورة المثلى مما سبب حالة من التذمر والسخط على الشركة. ومن المشاكل الكبيرة التي تسببها بطاقة سوا من سوء التسويق والتوزيع ان اغلب البائعين لا يتحملون اي مسؤولية نتيجة وجود خلل أو عدم عمل البطاقة وان على المشتري مراجعة مكاتب شركة الاتصالات. ومكاتب شركة الاتصالات بدورها ترفض استقبال الشكاوى والملاحظات حول البطاقات، وان على المشتري الاتصال والمتابعة فقط عبر 902 مثل ما حدث مع عبدالرحمن عبدالجبار الذي يقول: اشتريت بطاقة سوا من مكتب الاشتراكات لشركة الاتصالات ولكن البطاقة لم تعمل بشكل صحيح حيث انها للاستقبال فقط ولما راجعت المكتب طلبا لإيجاد حل قال الموظف هذا من اختصاص العاملين في خدمة 902 وعليك الاتصال بهم. واستمرت محاولات الاتصال مع خدمة 902 لمدة شهر حتى تم إصلاح الخلل. ويعتبر عبدالرحمن من المحظوظين حيث ان الكثير من المشترين للبطاقات المدفوعة سوا ما لهم الا الندم والحسرة على خسارة المبالغ التي دفعت خاصة عند الشراء من المحلات والبقالات التي لا تعطي أي ضمان. وتقول أم طارق اشتريت بطاقة من احد المحلات التجارية في الحي لكنها لم تعمل واتصلت بشركة الاتصالات على خدمة 902 فشرحت له الأمر فطلب مني ادخال رقم 1500 والانتظار لمدة ساعة واذا لم تعمل اكرر المحاولة.. حاولت وجربت ولكن جميع المحاولات باءت بالفشل كمحاولة اعادة البطاقة الى البائع الذي رفض اعادتها. أموال طائلة وأوقات طويلة تضيع على المستهلكين!! فمن يحمي المستهلك.. لا ضمان على بطاقات سوا لدى المحلات