تردد الفتيات دائما في المنزل , وعلى مسامع أهلهن مقولة(أنا طفشانة.. اما زهقانة). هل ذلك بسبب قلة الأماكن الترفيهية أم الرقابة الشديدة التي تفرضها بعض الأسر على الفتيات؟ أم لإحساسهن بالفراغ القاتل والروتين الممل؟ البعض أتهم الأهل بعدم المبالاة بهن , وعدم إعطائهن فرصة الحوار والمناقشة .. البعض الآخر وصفن أنفسهن بأنهن حبيسات لجدران المنازل , وأخريات ادرجن مطالبهن الترفيهية .. فتيات وأمهات وأخصائيتان اجتماعية ونفسية كشفن ل (اليوم) أسباب طفش وضجر الفتيات الدائم. والحل.. فكان هذا الاستطلاع: ملل وضيق تعترف سارة جابر البوجابر (جامعية) بأنها تردد تلك الكلمة عندما تشعر بالملل والضيق بسبب الروتين اليومي .. تقول النفس تحتاج للترفيه والترويح عنها , وهذا في حد ذاته يجدد النشاط , حتى لا تشعر بالممل وتضيف البو جابر: أنا أردد تلك الكلمات حتى يشعر من حولي أنني أريد الخروج والتنزه والترويح عن نفسي بعد عناء الأسبوع. وتشاركها في الرأي فوزية احمد(خريجة ثانوية) التي تقول: الحياة أصبحت روتينية مملة , لانشغال الأب عن البيت وخروج الأم المتكرر من المنزل إلى صديقاتها , فاكون في البيت وحيدة دون أن أجد من يناقشني أو يسليني فأردد دائما كلمة أنا طفشانة أنا زهقانة , أريد من يسمعني , أريد من يسليني , ويرفه عني .. وتضيف فوزية: عندما أحاور أهلي بشأن طفشي المستمر يقولون لي ماذا تريدين أن نفعل لك؟ ولم يفكروا ولو قليلا: أن يعملوا لي برنامجا للتسلية كالخروج للأهل والفسحة. وتشير فوزية إلى أن الفتاة تريد أن تغير روتين الحياة التي تعيش فيها , تريد أن تعمل شيئا بهدف معين تحس من خلاله بمكانتها في المجتمع فكل ما في الحياة هو مجرد مشاهدة تلفاز والتنقل بين القنوات والنوم فقط. سجينات في المنازل وتحدثت منى عبدالله بحدة (خريجة متوسط) تقول: لك أن تتصوري أن أهلي لا يسمحون لي بالخروج لأي مكان سواء لرحلة أو زيارة الأهل أو التسوق , فكل شيء لديهم ممنوع ودائما يقولون لي البنت لا تخرج من البيت مطلقا , فالبيت هو المكان المناسب لها , وعندما أحاورهم في ذلك , يقولون لي كل الفتيات اللاتي في سنك لا يخرجن وأنت مثل غيرك وتستطرد منى: أريد أن اخرج إلى السوق برفقة أهلي لقضاء ما احتاجه أريد زيارة أهلي وأقربائي وزميلاتي أريد كسر الملل. وتقول أسماء الحربي : تمر الإجازة تلو الإجازة وهي بنفس الروتين لا يتغير شيء لا أحس بطعمها كغيري من الفتيات وتضيف: إذا قلنا لهم نريد أن نرفه عن أنفسنا نريد الخروج .. يرددون علينا :إلى أين تريدوننا أن نذهب بكن . فلا وجود للحوار بيني وبين الأهل ودائما يصلون في نهاية الحوار إلى أنني غلطانة , ومن الصعب أن أغير طبع أهلي. أربعة جدران زهرة محمد قالت: وجودي بين الجدران الأربعة في المنزل يجعلني دائما طفشانة وعندما اسمع من زميلتي أنهن يخرجن ويتزاورن فيما بينهن , أتمنى لو كنت مثلهن , وأهلي مثل أهلهن فلا وجود لمن يؤنس وحدتي ولا حتى من يشاركني همي وضيقي , كل شيء ممنوع حتى الطفش عندهم , ممنوع الحوار معهم ممنوع , ومناقشتهم أيضا ممنوعة , لا يريدونني أن اعبر عما في قلبي , لذلك تجدينني دائمة التضجر والطفش , أتريد أن يتفهم الأهل طبيعة الفتاة, وأن يحرصوا على ملء وقت فراغها وتسليتها , وعدم تشديد الرقابة عليها بشكل لا يطاق. مشاكل نفسية وتقول والدة سارة البو جابر: قد يكون هناك ضغط من قبل الأسرة على الفتاة , مما يجعلها أسيرة الضجر والملل , لذلك يجب أن تعطى البنت فرصة للخروج في حدود المعقول , وعدم التضييق عليها , لأن ذلك يسبب لها مشاكل نفسية الأهل في غنى عنها. وتقول أم فيصل: ماذا تريد الفتاة ان نعمل لها فكل الفتيات مثل بعض يظهرن طفشهن لنا ويردن التسكع في كل مكان دون حسيب او رقيب فالبنت لابد أن تجلس في بيتها, ولا تفهمهن لأنك مهما فعلت ما يردن تجدهن دائمات التضجر والطفش. في حدود المعقول وتشاركها في الرأي ام عبد الله حيث تقول: ابنتي دائما تتضجر من الجلوس في المنزل , ودائما تشتكي وتقول: (أريد الخروج أريد التنزه) ولا يكفيها ما نفعل لها بل تريد أكثر , صحيح أنه لا بد ان نعطي أبناءنا فرصة للترفيه عن أنفسهم , ولكن لابد أن يكون في حدود المعقول , لأن الفتيات مازلن صغيرات ولا يعرفهن مصالحهن. عرضنا هذا الموضوع على الأخصائية النفسية رشا الزمام التي قالت: معرفة أسباب الملل من قبل والدة الفتاة أو القائمة على رعايتها والتي صارحتها بمللها ومناقشة الفتاة لماذا هذا الملل وهذا الطفش وعدم إهماله يعود بنتائج طيبة لأنه فراغ وبالتالي يؤدي إلى نتائج خطيرة وتستطرد الأخصائية الزمام: ولكي يتم الوقوف على هذه المشكلة لابد من معرفة كيف تقضي الفتاة يومها وكيف تقسم وقتها فالفتيات لديهن فروق فردية في مميزاتهن وهواياتهن. فالواجب على الأم معرفة هواية ابنتها، والتركيز على الهوايات العائدة عليها بالفائدة، حتى يمكن تطويرها وعدم تجاهلها، الذي يؤدي إلى اختفاء تلك الهواية أيضاً يجب عليها مساعدة البنت التي تمتلك أي هواية في الحصول على ما يناسب قدراتها وإمكانياتها حتى لا تشعر بالملل وطول الوقت وتنصح الزمام الأمهات بمصادقة بناتهن ومناقشتهن بهدوء شديد وألا ينفرن من أفكارهن التي يطرحنها عليهن وإفساح المجال لهن لمعرفة صحة الفكرة أو خطئها، دون إخبارهن مباشرة بصواب الفكرة أو خطئها. وتحذر الزمام الأمهات من عدم تكرارهن الدائم وبصوت مرتفع جملة ( أنت دائماً زهقانة وطفشانة) لأن ذلك يأتي بنتائج عكسية على الفتاة، مما يزيد مثلاً من عنادها أو التوقف وإنهاء أي شيء جميل كانت تقوم به وتمارسه فاللطف في المعاملة هو الأحسن في التربية وعدم العصبية والأخذ بيد الفتاة نحو الأفضل دائماً. مرافق خاصة للفتيات أما الأخصائية الاجتماعية فتحية الشيخ فتقول: يحق لفتاة تعيش في مجتمعنا المغلق أن تصرخ بأعلى صوتها أنا زهقانة أنا طفشانة لأنها تصبح وتمسي وهي سجينة البيت، . طبعاً تصرخ وتصرخ فإلى أين تذهب وهي لا تستطيع أن تخطو خطوة واحدة من دون أن يكون معها رجل يحميها. وترى الأخصائية الاجتماعية الشيخ أن الحل لهذه المشكلة هو تكاتف الجهات الحكومية والمؤسسات الخيرية في فتح نواد تذهب إليها الفتيات خاصة بهن يمارسن فيها هواياتهن وكذلك حدائق خاصة بهن يلتقين فيها بصديقاتهن وأسواق خاصة بالنساء فقط تبيع فيها نساء. وأيضاً ينبغي على النشاط الطلابي في المدارس أن ينظم رحلات أيام الخميس للطالبات للترفيه عنهن. الطفش يدفعهن لتدخين الشيشة!