يبدو أن الهدف الأمريكي يتجه إلى لبننة العراق فتارة نجد الإدارة الأمريكية تؤيد قوات بدر وقوات الباشمارجا الكردية بينما تستثني قوات المهدي التابعة لمقتدى الصدر. ثم نجد الحاكم المدني الأمريكي للعراق بول باريمر يوقف قوات بدر وقوات الباشمارجا بعد أيام من مباركة الإدارة الأمريكية لها. ويركز على أن قوات الاحتلال الأمريكي هي المسؤولة الوحيدة عن الملف الأمني الداخلي العراقي. وهذه مناورة أمريكية وبالون اختبار لقياس ردود فعل الشارع العراقي الذي سئم القتل والسرقة والاختطاف ولم تقدم قوات الاحتلال الأمريكي أي حل جذري يحد من هذه الأعمال لأنها منهمكة في مقاومة المقاومة العراقية التي فوجئت بها قوات الاحتلال الأمريكي. ولعل رسالة الصحفي المعروف فريدمان على لسان صدام حسين إلى الرئيس الأمريكي: (الحرب لا تدار هكذا يا عزيزي بوش. فأنا على علم بغزوكم لبلدي. ولهذا دمرت أسلحة الدمار الشامل ووضعت استراتيجية للمقاومة طويلة الأمد وقد خزنت من الأسلحة لمقاومة جنودكم وضباطكم وها أنت تراهم كل يوم يسقطون) وهي طبعاً رسالة انتقاد من فريدمان للسياسة الأمريكية في العراق. إن لبننة العراق ستخدم المصالح الأمريكية وستجعل الشعب العراقي ينشغل بنفسه وأمنه. وهي ستنشغل بوضع استراتيجية ما بعد الحرب الأهلية العراقية.