يدرك صيادون ان معركة مع سمكة حفش وزنها نصف طن التي يستخرج منها الكافيار يمكن ان تنتهي بتحطيم قواربهم الصغيرة وتقذف بهم بين امواج بحر قزوين الثلجية.. فقدوا زملاء كثيرين بهذه الطريقة. ولكن اجيالا متعاقبة تتحدى تلك الاخطار للحصول على هذه الاطايب التي تكلف الذواقة 2000 دولار للكيلوجرام. ويخشى صيادون على ساحل بندر انزالي الذي تضربه الرياح ان الصيد غير المشروع والتلوث النفطي قد يقضي على تجارة الذهب الاسود. امضى عزيز بيزنياز (44 سنة) معظم حياته في صيد هذا النوع من السمك الذي يسميه علماء الاحفورة الحية لانه موجود منذ 250 مليون سنة. ويتفق مع بيئيين تشير احصائياتهم الى ان تجمعات الحفش تقلصت بنسبة 90 في المئة منذ نهاية السبعينات. قال: ينقص الصيد عاما بعد عام. وسياتي وقت لن يتبقى فيه شيء. وتقول منظمات بيئية ان تركمانستان وقازاخستان واذربيجان تخلت عن لوائح صيد صارمة من العهد السوفيتي ولم تفعل شيئا لوقف العصابات الاجرامية من الفتك بتجمعات الحفش في بحر قزوين. قال فريدون ازري مدير مركز مراقبة الجودة في بندر انزالي ميناء الكافيار الرئيسي ان الجمهورية الاسلامية تتخذ تدابير صارمة ضد المخالفين. و قال عند ضبطهم يدفعون غرامة تعادل ثلاثة اضعاف الصيد ويحكم عليهم بالسجن. واضاف ان التلوث من صناعة النفط الوليدة في اذربيجان يقتل الصيد ايضا. وقال انهم يهتمون بالنفط اكثر من الصيد. ونخشي من اليوم الذي لا يستطيع فيه احد السباحة في البحر. ويحصل الصيادون الايرانيون على مرتبات منتظمة يقول ازري عنها انها وسيلة فعالة ضد الصيد الجائر. ورغم ان سمكة الحفش تعيش نحو 100 سنة فان هذا المستوى هبط بنسبة 25 في المئة. ويحاول الايرانيون مكافحة تقلص هذه السلالة باقامة مفرخات لتكاثرها واطلاق ملايين من صغارها في البحر سنويا. تقول ايران اتها تطلق 30 مليون زريعة حفش سنويا فى عرض البحر.وقال محمد بوركاظمي مدير المعهد الدولي لابحاث اسماك الحفش ان اللوائح الصارمة ضد الصيد غير المشروع ويشير الى ان الموجة انعكست. ووافق ميثاق الاممالمتحدة للتجارة الدولية في الانواع المعرضة للانقراض على زيادة حصص صيد الحفش الفارسي الذي يعيش قريبا من سواحل ايران في اشارة الى ان التدابير تجدي. بيد ان حصص صيد السلالات المهاجرة مثل البيلوجا وهو نوع اخر من اسماك الكافيار قد انخفضت بينما لا تزال ايران تواجه انتقادا دوليا قويا لممارسة الصيد الجائر في عرض البحر. ولكن بوركاظمي قال لا تعتبر هذه السمكة مصدرا للدخل فقط بل ايضا مصدرا للاعتزاز مثل السجاد الايراني. ولذلك تهتم الحكومة بالموضوع. وعلى اية حال يتوقف مستقبل الحفش على مدى انفتاح بحر قزوين لمزيد من التنقيب عن النفط. وكهدف على المدى الطويل قالت ايران انها تأمل في مضاعفة قدراتها من انتاج النفط من نحو اربعة ملايين برميل يوميا الى ثمانية ملايين برميل يوميا بحلول عام 2020 فيما يمكن ان يعتبر تنقيبا عن ثروة بحر قزوين المعدنية. قال بوركاظمي انه ربما يحسن بايران ان تصل الى قرار على المدى الطويل فيما اذا كان الحصول على مزيد من النفط يستحق القضاء على الحفش وصناعة الكافيار.