"الكافيار" الروسي بألوانه وأنواعه المختلفة ظل أحد الوجبات الشعبية اللذيذة والمحببة لمواطني دول الاتحاد السوفيتي السابق، فقد كان المواطن الروسي يحرص على وجبات الكافيار ليس فقط في الأعياد والمناسبات بل وصل الأمر على اعتباره أحد الوجبات السريعة بوضعه على شرائح الخبز المخصص لذلك فكثير من المحال الصغيرة والمقاهي البسيطة كانت تقدمه بهذا الشكل، ولكنها الآن تراجعت بشكل ملحوظ قد استرعى الانتباه. والآن يفقد الكافيار مكانته الشعبية داخل المجتمع الروسي ليصبح أحد علامات الترف والرفاهية وصفة من صفات النخبة في المجتمع الروسي، ولعل ذلك يعود لارتفاع سعره حيث بلغ سعر 100جرام من الكافيار الأسود الطبيعي قد يصل في بعض الحالات إلى 5آلاف روبل ( 200دولار) ويمكن العثور عليه فقط في المحال الفاخرة والأسواق الحرة، ونتيجة لهذا التغير الذي طرأ على تجارة الكافيار، فإن سوق الكافيار في روسيا فُتحت له أبواب تؤدي إلى دروب عديدة ومختلفة لسوق سوداء لسلعة أطلق عليها البعض في روسيا قاتلة الأسماك. ولعل عمليات الصيد غير المشروعة لأسماك الكافيار وبهدف الحصول على الكافيار فقط، تاركة الأسماك نفسها، عندما تقصف بها الأمواج على الشواطئ، وجبة شهية لسكان مناطق الصيد أو لطيور وحيوانات، خاصة الكافيار الأسود مما أدى إحداث عملية شبه انقراض لهذه الأسماك المنتجة للكافيار، الأمر الذي دفع بالحكومة الروسية نهاية العام الماضي إلى حظر التجارة في الكافيار الأسود كخطوة منها قد تساعد على إعادة الحياة لأسماك الكافيار. ومن خلال البحث والدراسة لاحظ العلماء أنه بعد انهيار الاتحاد السوفيتي حتى عام 2003ضربت أوربا أمواج عالية من الكافيار الأسود عن طريق السوق السوداء، وأن إنتاج هذا الكافيار جاء نتيجة الصيد غير المشروع للأسماك مما كان له أكبر الأثر في تقلص أنواع سمك الكافيار خاصة سمك "الزجر" التي تُنتج أفخر أنواع الكافيار الأسود، وأن نسبة هذا التقلص وصلت في بحر قزوين حتى الآن إلى 80بالمئة وأكد معه العلماء على وصول القضية إلى حافة الخطر الحقيقي لثروة روسيا من هذه الأسماك خوفاً من انقراضها. ويرى البعض أنه على الرغم من الجهود المبذولة في هذا الشأن إلا أنه من الصعوبة على الحكومة الروسية السيطرة على عمليات الصيد غير المشروعة لسمك الكافيار الأسود خاصة سمكة " الزجر" كذلك تجارة السوق السوداء وذلك بسبب الأرباح الخيالية التي تُثمر عنها تجارة الكافيار. وتُشير المصادر الأوروبية إلى أن الاتحاد الأوربي في خطوة منه للحفاظ على سمكة "الزجر"من الانقراض، قام خلال عام 2002بفرض حظر على استيراد الكافيار الأسود من منطقة بحر قزوين، وفي عام 2005انضمت الولاياتالمتحدة إلى هذا الحظر. وبينما يجري الحديث عن تحديد حصص معينة من الكافيار الأسود وبأنواعه المختلفة قد تسمح روسيا بتصديرها كالسماح بتصدير 700كجم كافيار أسود من سمك "بيلوجا"، و 20طن كافيار أسود من سمك "الزجر"، 3.5أطنان كافيار أسود من سمك "سيفريوجا"، أكد مصدر من المؤسسة الحكومية لصيد الأسماك أنه لن يتم السماح بتصدير أي كميات من الكافيار خاصة الذي يُنتجه سمك "الزجر"، مشيراً إلى أنه قد يُستخدم في البحوث العلمية ولضمان تكاثر أنواع سمك الزجر في مؤسسات التكاثر الخاصة. ونتيجة لهذا فإن الكافيار الأسود الطبيعي قد يتوافر في السوق السوداء وأن الكميات المتوافرة في الأسواق الروسية بكل تأكيد هي كافيار لأسماك عادية يجرى معالجته ليعطي لون ومذاق الكافيار الحقيقي ودليل ذلك أن الأسعار المعروضة ( 10إلى 20ألف روبل ل (1) كجم، ما يعادل 400إلى 800دولار) لا تتناسب وأسعار الكافيار الحقيقي، وأعتقد أنه في الحالتين قد يكون المواطن هدفاً لعمليات الغش التي انتشرت في سوق الكافيار في موسكو إن لم يكن لديه القدرة على تحديد ما هو طبيعي وما هو مُعالج، وليس كل آكل للكافيار لديه هذه القدرة. الجدير بالذكر أن أفخم أنواع الكافيار الأسود موجودة في بحر قزوين خاصة في كل من روسيا وأذربيجان وإيران كما أن البحر الأسود ومناطق أخرى معروفة لا تخلو منه ولكن جودته أقل.