الناحية التربوية والعلمية في تدريس رسوم الأطفال في المدارس الابتدائية سواء كانت بنين أو بنات تقتضي التوعية والإدراك لرسوم الأطفال التي تأتي من تلقائية الطفل وعفويته البحتة وخصائصه المعبرة عن مشاعره وميوله وإدراكه لما حوله وما يفكر فيه، ومما نلاحظه ونراه وندركه تماماً في تدريس رسوم الأطفال في مدارس البنات عكس ما ذكرناه ونعرفه حيث أن المعلمة لا تتيح الفرصة للطفلة بأن تعبر عن ما تشعر به أو تتصوره وتفكر فيه وتريد أن ترسمه،، وللأسف فإن أغلب المعلمات تملي الرسم على الأطفال كما لو كان قطعة إملاء أو تقرأ عليهم من حيث كتابة الموضوع والتاريخ واليوم والحصة والتسطير على الصفحة المطلوب الرسم عليها، في هذه الحالة تفقد اللوحة رونقها وجمالها الفني من تأثير الكتابات الدخيلة عليها،، وبعد انتهاء الأطفال من الرسوم يأتي دور المعلمة في التصحيح وليس التوجيه في الرسم أو الإرشاد الفني من حيث اللون والخط والتكوين وهذا التصحيح الذي تقوم به المعلمة بالقلم الأحمر على اللوحة وتضع الدرجة والنجمات كما لو كانت اللوحة سؤالا في أي مادة أخرى،،، التصحيح على الرسومات خطأ ولو كان تشجيعياً، يجعله مشوها فنياً ولا يمكن عرضه، فالتشجيع يمكن أن يكون بعرض اللوحة المرسومة ووضع اسم الطفل تحت اللوحة للمعرفة حتى تكون اللوحة نظيفة خالية من التشوهات الداخلة عليها، ودور المعلمة ليس بوضع علامة (صح) بالقلم الأحمر على اللوحة الفنية المرسومة من طفل، وإنما دورها في التوجيه والإرشاد الصحيح في رسوم الأطفال وبدون تدخلات فنية والتعريف بالألوان وكيفية وضعها والخطوط وتوزيعها والعناصر وتشكيلها وغير ذلك أن كان هناك نقص فني في اللوحة ومعالجته حتى تخرج اللوحة الفنية مكتملة، ولا يمنع التصحيح خلف الرسومات من باب التشجيع. والمعلمة تدرس مادة التربية الفنية أو رسوم الأطفال لأجيال قادمة بنات وأمهات وبطبيعة المرأة تحب الجمال وتتعامل معه بشكل كبير سواء في المنزل وترتيبه وتجميله أو في الزي والملابس التي ترتديها من حيث الاختيار والذوق الجميل والألوان المعبرة والدالة على التناسق والرونق، أيضاً تتعامل المرأة مع المكياج بألوانه وأقلامه وهذا من الفنون التشكيلية في وضع اللمسات والخطوط والنقوش والزخارف وغيرها، كل هذا التعامل يجعل المرأة الأكثر تعاملاً مع الجمال والأكثر إطلاعاً على النواحي الفنية الجميلة.. كيف؟؟ ونحن لا نعلم أن هذه المعلمة الرقيقة المحبة للجمال تعلم الأطفال الرسم نقلاً تسجيلياً مقيداً خصوصاً هذه الفئة العمرية في المراحل الأولى ( لا يتجاوزون السابعة والثامنة من العمر) بحيث تجعل الطفلة ترسم في المنزل بدون توجيه فني والبعض تقريباً يرسمون لهم الآباء والأمهات أو الخطاطون ودورهم في مواسم افتتاح المدارس حتى تعطيلها وهؤلاء الخطاطين يرسمون ويكتبون عمل الطالبة، اسم المدرسة، إشراف المعلمة، وغير ذلك والطالبة لم تضع يدها في العمل، ودور المعلمة من هذا العمل أن تضع الدرجة الكاملة للبنت التي تستجيب لهذا الطلب. أين إبداع الطفل من النواحي التربوية والنواحي الفنية؟؟ أين تعبير الطفل التلقائي؟؟ أين ألوان الطفل وتكويناته؟؟ أين خصائص الطفل التي تظهر في رسومه؟؟ وكثير من أين وأين وأين......؟؟ والإبداع أن تترك الطفل أو الطفلة بحرية وتلقائية دون تدخل ودون أن يرسم الآخرون له ودون تقيد بموضوعية أساسية تجعل الطفل بشكل عام لا ينطلق ولا يدرك التصور الفني لموضوعه أو التخيل الإبداعي بشكل طفولي تلقائي، إن ترك الطفل يعبر بحرية أو أن يعطي موضوعاً وتترك له حرية اختيار الخامة لتنفيذ العمل،، بهذا تجعل الطفل يشعر براحة نفسية ويبدع وحتى نرى خصائصه الفنية تظهر في عمله وهي كثيرة: مثل خط الأرض، المبالغة، الحذف، التصغير والتكبير، الشفوف والشفافية، التسطيح وغيرها الكثير المعروفة في رسوم الأطفال وهذه الخصائص لا نراها في رسوم الأطفال في مدارس البنات إلا القليل مما يترتب عليه ما ذكرناه سابقاً.