استهل الخطاط التركي شهريان شاه سراج الدين مساء أول من أمس ورشة "الخط الديواني الجلي"، التي تنظمها إدارة الفنون في دائرة الثقافة والإعلام ضمن احتفالات الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية 2014، بكتابة لوحة خطية بالآية الكريمة "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن" بالخط الديواني الجلي، متوقفا عند كل مرحلة من مراحل صناعة اللوحة. وقال شهريات: إن الخطاط عليه قبل أن يبدأ في الكتابة أن يضع في ذهنه تصورا عن الشكل النهائي الذي ستكون عليه لوحته، ويعرف كيف يضع الحروف وينسقها، ولفت إلى أن من المهم للخطاط أن يكون ملما بفن الرسم، لأنه يساعده على تصور الجملة الخطية على شكل رسومات وأشكال هندسية معينة، وقال إنه هو بدأ حياته رساما ودرس الرسم، ثم مال إلى الخط، وتخصص فيه. وقال شهريان إن الخطوة التالية بعد وضع التصور هي أن يقوم الخطاط عن طريق قلم الرصاص بكتابة اللوحة، محددا مواضع وحدود كل حرف، ثم يبدأ في خط اللوحة بقلم الحبر، واختار شاه أن يجعل لوحته لهذه الآية الكريمة "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن، على شكل "برج العرب" في دبي، فحكاه بالخط محاكاة بديعة، مستخدما ورقا مقهرا، فرسم الشكل ومواضع الحروف بالقلم الرصاص، ثم بدأ يخطها بقلم الحبر، واختار لونين من الحبر هما الأزرق والبني، مناوبا بينهما في الاستعمال، ووضّح أن اختيار لون الحبر لا يتبع قواعد معينة، وإنما يعود لذوق الخطاط، لافتا إلى أن اللون الأساسي في الخط الكلاسيكي هو الأسود، لما له من جمال على الورق الأبيض، لكنّ الخطاطين ظلوا على الدوام يلجؤون إلى التلوين في بعض الحالات التي يريدون فيها زيادة البهاء في خطوطهم، وأشار إلى أن معاهد الخط في تركيا تقدم دروسا في التلوين ترشد المتدربين إلى خصائص اللون، وطرق مزج الألوان، وتنسيقها، وهو ما أمد الخطاطين بمعرفة مهمة في هذا العصر الذي اقترب فيه فن الخط من التشكيل، وأضاف أن الخط الجلي يكتب في الغالب بالقلم الكبير بسمك 3 ملمترات، لأن حروفه يجب أن تكون واضحة، وهذا هو معنى "الجلي" أي الوضوح، ويشترك معه في ذلك خط الثلث، وهذا لا يمنع من أنه أثناء الكتابة قد يستعمل الخطاط القلم الصغير في بعض الحروف خاصة عند الرؤوس والمنعطفات التي يدق فيه الحرف ويرق. وشدد شاه على أن الخطاط ينبغي أن يكتب بروية وتركيز، وأن يخط اللوحة على مراحل، فيتوقف مرات كلما أراد أن ينتقل من مستوى إلى آخر من مستويات اللوحة حتى لا يمحو يده ما سبق خطه، وذلك لكي يجف الحبر، فلا يمّحيَ الخط أو يفسد عندما تلمسه يد الخطاط، وقال إن اللوحة لا تكتب في العادة في يوم واحد، بل تأخذ أياما وربما شهرا لكي تخرج متناسقة الحروف متناسبة الأحجام، ويعمد الفنان أثناء ذلك إلى إصلاح الأحرف بكشط الزائد على الحجم الذي حدده بقلم الرصاص، ويتم الكشط عن طريق الفرشاة أو القلم، وقال إن من ميزات الورق المقهر (المصنوع باليد) الذي يفضله الخطاطون على غيره أنه يدخل في تكوينه البيض الذي يجعل سطح الورقة أملس، ويسهل عملية الكشط عند التصحيح. وعن خصائص الديواني الجلي قال شهريان شاه سراج الدين، إنه يمتاز بلين الحروف، وهي الخاصية التي جعلته قابلا للتشكيل، وصناعة صورة على شكل رسم، فالحرف فيه مرن، ويسمح بالتركيب، مثل خط الثلث، ولهذا فالجلي من أكثر الخطوط استعمالا في التصاميم الخطية الحديثة، وأكثرها ملاءمة لفن الرسم، وهو يستطيع تمثيل كل الصور التي يأتي بها خيال الخطاط.