اختارت المقاومة العراقية مساء أمس قوات مدريد لتسديد ضرباتها المؤلمة فقتلت سبعة من عناصر الاستخبارات الاسبانية كانوا يستقلون عربتين قرب بلدة الصويرة (30 كلم جنوب العاصمة العراقية). وأكدت وزارة الدفاع الاسبانية مقتل عناصر الاستخبارات وقالت ان جنودا من قوات التحالف عثروا على الجثث في حين نقلوا جريحا الى احد المراكز الطبية. وكان فريق الاستخبارات يضم ثمانية عناصر يستقلون سيارتين في طريق العودة الى بغداد من مهمة، وفقا لوسائل الاعلام الاسبانية. وقال تيسير علوني مراسل تلفزيون الجزيرة من مدريد ان فريق الاستخبارات الاسباني كان يقوم بتعريف أربعة من عناصره على المنطقة التي قدموا اليها لتوهم لكن نيران المقاومة لم تمهلهم. ونقل مراسلو وسائل الاعلام عن شهود عيان عراقيين مقتل مالا يقل عن سبعة من ضباط الاستخبارات الاسبان وأسر اثنين آخرين على يد مهاجمين عراقيين. وقد قتل ضابط استخبارات أسباني بإطلاق النار عليه أمام منزله في بغداد في بداية أكتوبر الماضي. وكان الناطق باسم السرية الاسبانية العاملة في اطار التحالف في العراق لويس استيفيث قد أفاد فرانس برس بان عددا من عناصر الاستخبارات الاسبانية اصيبوا بجروح، وذلك قبل أن تؤكد مدريد مقتلهم. وقال: تعرض ثمانية اشخاص من المركز الوطني للاستخبارات الاسبانية كانوا في سيارتين لهجوم جنوببغداد، وهناك ضحايا ونخشى الأسوأ. وتتمركز السرية الاسبانية في منطقة كربلاء على بعد مسافة 110 كم الى الجنوب من بغداد. وقال مراسل تلفزيون اسكاي البريطاني ديفيد باودن في تقرير من بغداد عقب عودته من موقع الهجوم انه رأى بنفسه أربع جثث في حين أكد له بعض الاهالي الذين كانوا يهتفون باسم صدام حسين أن مجموع القتلى ثمانية اضافة لأسر عنصرين. وقال باودن كنا عائدين بالسيارة من بلدة الحلة التي تقع الى الجنوب مباشرة من بغداد ورأينا اولئك الرجال يرقدون قتلى على الارض الى جانب الطريق بعد الكمين. واضاف ابلغنا الاهالي هناك انه قبل 30 دقيقة تقريبا هاجموا قافلة من ثلاث عربات. اخرجوا الناس بالقوة من العربات. قالوا لنا انهم في الواقع قتلوا ثمانية اشخاص واسروا اثنين اخرين. وقبل ساعات من وقوع الهجوم على القوات الأسبانية، اكد قائد القوات الامريكية في العراق الجنرال ريكاردو سانشيز أنه سيعاد تنظيم القوات الامريكية في العراق لتصبح اكثر خفة وقدرة على التحرك ومزودة بجهاز استخبارات اكثر فاعلية لمواجهة مهاجميها. وقال ان مزيدا من وحدات سلاح المشاة وآليات مدرعة خفيفة ستحل، في اطار عمليات التبديل، محل الوحدات العسكرية المجهزة باسلحة ثقيلة والتي شاركت في اجتياح العراق. واضاف في مؤتمر صحافي عقده في بغداد سنغير تشكيلة قواتنا عبر التركيز على سلاح المشاة. اننا نتجه الى قوة اكثر قدرة على التحرك مع تدعيمها بوحدات خفيفة واخرى اكثر ثقلا. وقال ما نريده هو قوة سريعة التحرك والمرونة، قوة قادرة على انجاز مهمتها. العدو هو الذي يفرض علينا هذا التغيير. واعتبر أن الهدف من اعادة التنظيم هذه هو اكتساب المزيد من المرونة والحركة والقدرة الكبيرة على القتال، مضيفا انه لا مجال لتعريض قواتنا للخطر. واعلن سانشيز ان اعادة التنظيم هذه ستؤمن مزيدا من العناصر في مجال الاستخبارات والتحليل، مشيرا الى ان هذه العملية بدأت منذ بعض الوقت. وقال انني مسرور جدا من التقدم الحاصل، مضيفا ان الاستخبارات موزعة بشكل افضل اليوم بين الفرق المختلفة في التحالف. ويأتي تصاعد شراسة المقاومة العراقية في الوقت الذي يعلن فيه الجيش الأمريكي أن عدد الهجمات ضده آخذ في التناقص. ونشرت صحيفة واشنطن بوست في عددها أرقاما أظهرت أن نوفمبر المنصرم سجل أعلى معدل شهري في عدد القتلى من الجنود الامريكيين منذ بدء الحرب. ومع هذا أشارت الصحيفة أيضا الى أن عدد الهجمات التي تتعرض لها القوات الامريكية قد تناقص منذ أن شاركت هذه القوات في عرض أكبر للقوة من متوسط بلغ أكثر من 40 هجوما يوميا الى أقل من 30 هجوما يوميا. وخلال نوفمبر المنصرم قتل 79 جنديا أمريكيا في العراق وهو عدد يفوق مثيله في شهر مارس (65 قتيلا) وشهر أبريل (73 قتيلا) عندما اندلعت الحرب. بيد أن إسقاط أربع مروحيات عسكرية أمريكية كان يمثل أكثر من نصف عدد القتلى في نوفمبر (39 قتيلا). وفي مؤتمر صحفي في بغداد، قال الجنرال ريكاردو سانشيز قائد القوات الامريكية في العراق إنه في غضون الايام السبعة الماضية بلغ متوسط الهجمات اليومية 22 هجوما وهو ما يمثل انخفاضا حادا بالمقارنة مع أسبوعين ماضيين عندما وصل متوسط الهجمات اليومية إلى 35 هجوما والذي بلغ ذروته بشن 50 هجوما في بعض الايام. واعتبر سانشيز أن الانخفاض في عدد الهجمات كان أكثر أهمية في المناطق التي نقلنا المعارك فيها إلى العدو. معتبرا أن لعملية المطرقة الحديدية آثارها في بغداد كما لعملية الاعصار إيفي 2 في تكريت. وقال إن كلتا العمليتين اللتين بدأتا قبل أسبوعين ما زالتا مستمرتين. وقال سانشيز انه في بغداد والمنطقة المحيطة انخفض نشاط العدو بنسبة بلغت 70 في المائة.وقد اعتقل أكثر من 180 شخصا وفي تكريت اعتقلت القوات الامريكية ما يربو على 600 شخص. وفي هاتين العمليتين تم ضبط كميات كبيرة من الاسلحة والذخيرة والمتفجرات. غير أن مراقبين أشاروا الى أن الاحتفالات بعيد الفطر المبارك في نهاية شهر رمضان قد لعبت دورا في تناقص عدد الهجمات ضد الجنود الامريكيين لان العراقيين كانوا منشغلين بالاحتفال بهذه المناسبة مع أسرهم وأصدقائهم. وفيما تتصاعد أعمال المقاومة، عقد اعضاء مجلس الحكم العراقي الانتقالي ال 25 المنقسمين بشدة بشأن انتخاب "هيئة تشريعية مؤقتة" اجتماعا أمس السبت لبحث آليات تشكيل هذه الهيئة. ونقلت فرانس برس عن عضو مجلس الحكم محمود عثمان قوله اثر الاجتماع الذي استغرق اربع ساعات ان المجلس سيلتقي بريمر صباح الاربعاء وان اللقاء قد يتم قبل ذلك. واوضح عضو المجلس موفق الربيعي ان اعضاء المجلس سيجتمعون مجددا اليوم الاحد وانهم يعتزمون مواصلة الحوار مع سلطة التحالف المؤقتة، معتبرا أن هناك قرارات مصيرية قد اتخذت ولن يكشف عنها حاليا. ويقول مراقبون أن مجلس الحكم منقسم بين انصار "اولوية السيادة" الذين يعتبرون ان الهدف الاول هو استعادة سريعة للسيادة ونهاية الاحتلال وانصار "اولوية الديموقراطية" الذين يؤكدون ضرورة اجراء انتخابات مباشرة للشعب لاعطاء السلطات الجديدة شرعيتها.