دعا خبراء للقيام بإصلاحات أساسية وبنيوية تؤدي الى تنويع الاقتصادات العربية المنتجة للنفط، محذرين من الاستمرار في الارتكاز على المداخيل النفطية. غير أن الجديد هو ظهور مؤشرات توحي بأن العديد من المراكز العالمية وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية تكثف جهودها وأبحاثها لتطوير مصادر أخرى للنفط والطاقة. وتظهر تلك المؤشرات المحاولات الجادة للاستغناء عن النفط العربي والتي تتلخص بالإعلان عن شراكة جديدة بين الإدارة الأمريكية ومنتجي السيارات لتكثيف الأبحاث الرامية الى استخدام الهيدروجين. كما تتجه الدول الآسيوية لا سيما الصين واليابان وكوريا وتايوان لاستبدال مصادر النفط والاعتماد على روسيا بدلا من الدول العربية، الى جانب زيادة الاستثمارات في التنقيب عن النفط وزيادة إنتاج الحقول خارج الشرق الأوسط لا سيما في بحر قزوين حيث سيؤدي اكتشاف مخزوناتها الضخمة والسحب منها لتغيير إحصاءات الاحتياطي النفطي على الخارطة العالمية، وازدياد الضغوط الأمريكية على دول أوبك للتحكم في الأسعار وفقا لمصالح الولاياتالمتحدة بعيداً عن الأوضاع في الدول المنتجة. كل ذلك مؤشرات واضحة على التوجه نحو الاستغناء عن النفط العربي. ويؤكد الخبراء ازدياد الأبحاث السياسية في الولاياتالمتحدة التي تحذر الإدارة الأمريكية من أن استمرار انحيازها ضد العرب سيجعل من الصعب قبول نفوذها في المنطقة، مما دفع الرئيس الأمريكي بوش أخيراً لطلب رفع احتياط النفط الاستراتيجي الى طاقته القصوى، لضمان أعلى درجة حماية ضد مخاطر انقطاع الإمدادات النفطية في المدى البعيد.