اثار مقال (المشكلة ليست في الخضير) حفيظة بعض الاخوة القراء كما توقعت، فالمساس بدور مشايخ الدين على اختلاف علمهم وفقههم أصبح مساسا بالعلوم الدينية وربما اعتبر مساسا بالدين نفسه! انما الذي لفت انتباهي تلك القواسم المشتركة التي جمعت ردودا جاءت من أماكن مختلفة لكنها اتفقت على التأكيد على انعدام خياراتنا وربما محدوديتها، بمعنى انه ليس امامنا الا ان نسأل ونسأل وننقل ونتبع، والا ضعنا كما قال هذا القارئ، وحقيقة هذا الكلام لا يبدر من انسان واع يعي دور العلماء في اصلاح المجتمع اذا لم نسلم لعلمهم وفق الكتاب والسنة فلمن نسلم؟ أهل الفجور وأهل الفضائيات المغربة عن الدين؟ ماذا قدموا لنا غير الذل والهوان والانقياد وراء الغرب حتى اصبحنا نقلدهم في كل شيء بينما هم يعملون ليل نهار لدينهم ودنياهم ونحن ببغاوات مقلدة لهم ليس إلا! وكأنه ليس امامنا الا التسليم وانما خياراتنا محصورة فيمن سنسلم له فقط، وليست المسألة فيما اذا كنا سنسلم وسنمعن التفكير ونتأمل ونشغل هذا الذي انعم به الله سبحانه وتعالى علينا ويدعى لبا. بعض الردود كانت مرنة الى حد ما اذ استثنت بعض امورنا من التسليم المطلق وتركت لنا مساحة من الحركة حول المسائل الصغيرة فقط والتي يسأل عنها الناس وكان بامكانهم الحصول على اجابتها اما من الكتب او حفظها منذ اصغر (تبعية استباقية)، انما باقي امورنا لابد ان تبقى رهنا بموافقة رجال الدين! نحن معك ان كثرة الاسئلة على رجال الدين ليس منهجا صحيحا، لذلك امر الاسلام الناس بالتعلم، ولكن للاسف الجهل أصبح طابعا لبعض الناس فهم يسألون عن اشياء مفروض تعلمها منذ الصغر ولكن سؤالهم عن الامور الاجتماعية امر طبيعي. هل الاشكال اذا في تحديد الخط الفاصل بين حرية التفكير وانعدامه؟ وكم من المساحة ستترك لنا وكم سنترك منها في يد مشايخنا؟ المشكلة تتبدى اكثر فاكثر في هذا الخوف والرعب الذي يتملكنا ان نحن سمحنا لهذا الجهاز ان يعمل بعد طول اغلاق، وزاد الامر حين هددنا بالضياع والتغريب ان نحن فتحنا الجهاز! وهذا يؤكد ما ذهبنا اليه في مقالنا بان هناك مشكلة في العقلية مشكلة في طريقة تفكيرنا وبرمجيتها التي اعطبت وعطلت واعتقدت ان (التسليم) المطلق مسألة طبيعية ومجرد نقاشها كفر وزندقة، او على اقل احتمال علمنة وتغريب!! ان هذا (التسليم المطلق) لشبابنا الملتزم لامر الشيخ تسبب في (نسف) حياة العديد منهم رأسا على عقب فبعضهم ترك بيته وأهله، وبعضهم هاجر، وبعضهم قاتل وقتل وفي أهون الحالات بعضهم ترك عمله وبعضهم طلق زوجته، وقدست الاراء وقدس الاشخاص نتيجة انعدام هذا الخط الفاصل وعدم وضوح الرؤية، فان كان سن الرشد غير كاف فمتى سنقرر ما اذا كنا نملك عقلا فرديا خاصا بنا يمكنه أن يميز الخبيث من الطيب؟ كاتبة بحرينية *