نظم آلاف من أنصار وخصوم الرئيس الجورجي إدوارد شيفاردنادزه مسيرات في تبليسي أمس الاول الجمعة مما أدى إلى تفاقم الوضع المتوتر بالفعل في العاصمة الجورجية قبل الجلسة الافتتاحية للبرلمان الجديدالتي عقدت يوم أمس، حيث قال زعيم المعارضة ميخائيل ساكاشفيلي إن أنصاره سيزحفون على مكتب شيفاردنادزه ويخرجونه من مقر الحكم. وقاد ساكاشفيلي وهو وزير سابق للعدل قافلة من أكثر من مائة سيارة وحافلة من مدينة سوجديدي غربي البلاد إلى تبليسي. وأعربت وزارة الخارجية الروسية عن القلق ودعت جميع أطراف النزاع إلى التوصل إلى حل سلمي، وقد أعلنت يوم الخميس الماضي النتائج الرسمية النهائية للانتخابات التي جرت في الثاني من نوفمبر الجاري وأظهرت فوز كتلة من أجل جورجيا جديدة التي تشكلت حديثا والموالية لشيفردنادزه ب21,32في المائة من مجموع الاصوات، وجاء حزب أجاريا الاقليمي الذي ساند الرئيس المحاصر في المركز الثاني بنسبة 18,84في المائة، كما جاء في المركز الثالث حزب الحركة الوطنية اليميني برئاسة زعيم المعارضة ميخائيل ساكاشفيلي بنسبة 8,18في المائة. ونظم ساكاشفيلي وزعماء المعارضة الاخرون مؤتمرات احتجاج جماهيرية مطالبين بتنحي الرئيس شيفاردنادزه. ولكن الرئيس رفض ذلك قائلا إن هذا قد يتسبب في اندلاع حرب أهلية في الجمهورية الواقعة على البحر الاسود. وفي احتجاجات أمس الاول تجمع آلاف المتظاهرين على بعد مئات الامتار فقط من مسيرة ساكاشفيلي للتعبير عن تأييدهم لشيفاردنادزه وأصلان أباشيدزه زعيم حزب النهضة ورئيس جمهورية آجاريا المتمتعة بالحكم الذاتي. وبحسب تقارير تلفزيونية فأن قوات الشرطة وقفت فاصلة بين الجانبين، والتي تقول إنها لن تستعمل الاسلحة النارية في مواجهة المحتجين إذا وقعت اشتباكات بين الجانبين. وأضافت الشرطة إنها مستعدة لفض المظاهرات بكل السبل. من جانبها صعدت المعارضة في جورجيا ضغوطها على الرئيس شيفرنادزه امس من اجل الاستقالة في ثورة مخملية بيضاء وتعهدت بتعطيل اول جلسة لبرلمانه الذي وصفته بانه غير شرعي. وقال شيفرنادزه"75 عاما" ان المتظاهرين لن يجبروه على ترك منصبه وانه يأمل ان تحل اول جلسة يعقدها البرلمان الازمة التي نجمت عن الانتخابات التي جرت هذا الشهر والتي تقول المعارضة انه تم تزويرها، الا انه يواجه واحدا من اكبر التحديات بعد اتساع نطاق الاحتجاجات على التلاعب في الانتخابات الى المطالبة باستقالته بسبب الفقر والفساد وسوء الادارة. بدورها دعت الدول الغربية وروسيا الى التوصل لحل سلمي لهذه الاضطرابات في تلك الجمهورية السوفيتية الفقيرة السابقة خاصة وان الاضطرابات تهدد خطط مد خط انابيب نفط عبر جورجيا من جمهورية اذربيجان المجاورة الى تركيا. كما دعت الولاياتالمتحدة الى اجراء تحقيق مستقل فيما وصفته بعمليات التحايل الضخمة في الانتخابات وحثت الجانبين على حل الخلاف بشكل سلمي. وكان الاف من انصار المعارضة الجورجية قد تجمعوا في ميدان الحرية بالعاصمة تفليس للانضمام الى زعيم المعارضة ميخائيل ساكاشفيلي في لحث قوات الجيش على عدم التدخل للسماح بخلع شيفرنادزه.