الامن هو مطلب ملح للانسان في هذه الحياة , بل هو المطلب الأول الملح لكل الشعوب على هذه البسيطة , فبه ينعم الانسان باستقرار العيش , ومن ثم تزدهر حياته في جميع مناحيها , ومن البديهي ان مفهوم الامن لا يقتصر على صون مطالب الانسان المادية , وإنما يتعداها ليشمل ايضا احتياجاته , الثقافية , والاجتماعية والانسانية ., ولذا ظهرت ابعاد جديدة متنوعة للأمن بمفهومه الشامل , فهناك مثلا الامن الاجتماعي , والامن الاقتصادي , والامن الداخلي , والأمن الخارجي , والامن الخاص , والامن العام , والامن السياسي , والأمن العسكري , والأمن الثقافي , والامن الصناعي , والامن السياحي.... الخ ولكي يتحقق كل هذا بمفهومه الامني الشامل ويستمر فلابد من نشر الثقافة الامنية على كافة المستويات , كما يجب اعتبارها ضرورة استراتيجية من اجل تحقيق ذلك المطلب. الثقافة الامنية تختلف عن الامن الثقافي كما اشرت الى ذلك في اكثر من مقالة , وهنا للتعريف بالثقافة الامنية - التي اطالب بنشرها في كل منزل , وفي كل معقل من معاقل العلم , وعلى كل المستويات يقول الدكتور أحمد حويتي رئيس دائرة التخصصات بجامعة الجزائر:( اذا كانت الثقافة بمفهومها الواسع تعني الافكار والمعارف والمعتقدات والقيم والاخلاق والدين والفنون والاداب , فإن الثقافة الامنية التي هي جزء لا يتجزأ من الامن الثقافي للامة أو المجتمع , تعني الحصانة الفكرية , والوعي الامني للجماهير, وغرس المفاهيم الامنية في عقول الناشئة , والتعريف بالدور الذي يضطلع به رجال الامن في حماية امن المواطن والوطن , والتضحيات التي تقوم بها الاجهزة الامنية في سبيل الوقاية من الجريمة ومكافحة السلوك المنحرف). انطلاقا من هذا التعريف وما قبله من مفاهيم يبدو أنه من الممكن رسم خريطة لنشر الثقافة الامنية , المبنية على اسس علمية سليمة ومدروسة , ضمن سياسة ثقافية أمنية شاملة , يسهم فيها كل فرد , وتسهم فيها كل جماعة في المجتمع , ويكون أول لبناتها التثقيف والتوعية بالحقائق الامنية المعاصرة التي فرضها الواقع , والدعوة عامة لبلوغ هذا الهدف النبيل.