كنت قد اقترحت على وزارة التربية والتعليم في هذه الزاوية (عام 2003م) بأن تقوم بتدريس مادة (الثقافة الأمنية) في مدارسنا الحكومية والأهلية. لأن الأمن مطلب ملح للإنسان في هذه الحياة؛ بل هو المطلب الأوّل الملح لكل الشعوب على هذه البسيطة, به ينعم الإنسان باستقرار العيش , ومن ثم تزدهر حياته في جميع مناحيها؛ ولأن الثقافة الأمنية تعني الحصانة الفكرية, والوعي الأمني للجماهير, وغرس المفاهيم الأمنية في عقول الناشئة, والتعريف بالدور الذي يضطلع به رجال الأمن في حماية أمن المواطن والوطن, فقد نشرت هذا الاقتراح، لكي تسهم الوزارة بواسطة المدارس بمساعدة إخواننا رجال الأمن في نشر هذه الثقافة الضرورية شبه الغائبة؛ ذلك لأن المسئولية الأمنية مسؤوليتنا جميعاً وليست مسئولية محصورة في رجال الأمن فقط، كما أن الأمن الذي ننعم به هو من أهم النعم التي أنعم الله بها علينا في هذه البلاد، ومشاركة الأبناء الطلاب والطالبات فيه يجعل من الفرد وسائر المؤسسات في حلقات منسجمة تعمل جميعها من أجل توفير الأمن، وقد اقترحت ما اقترحت؛ ولا اعرف هل درَسَت الوزارة هذا المقترح أم أخذ طريقه إلى مستودعات الحفظ في الوزارة !!! ستكون الوزارة سبّاقة في إيجاد قنوات جديدة، للتعبير الحر المستقل والمسؤول، وسبّاقة في إيجاد ثقافة عامة تعمل على ترسيخ قيم ومبادئ حضارية أعمدتها الحوار والتسامح والمحبة، ينعم بها أبناؤنا الطلاب والطالبات ويؤثرون من خلالها على باقي أفراد المجتمع اليوم أقترح اقتراحا آخر، فيه فكرة مفيدة ومجلجلة وعاصفة، تتوجه لكل طلابنا وطالباتنا في الداخل والخارج؛ ليوقظ ويحفز الوعي بالحوار وأهميته في مسيرة النهضة التي نحاول تثبيتها، ومفادة أن تقوم الوزارة بتدريس مادة جديدة سمّيتها (الحوار) ومن ضمن ما تحتويه هذه المادة تواصل أبنائنا في الداخل مع أبنائنا الدارسين في الخارج عبر الإنترنت، فهذا سيسهم في نقل بعض مشاهدات أبنائنا الدارسين في أمريكا وأوربا واليابان واستراليا .. بل وفي بقية دول العالم إلى أبنائنا في فصول الدراسة ، وأظن أن هذا سيعزز مفهوم الحوار وسينقل لأبنائنا كل شيء عن الحضارات الأخرى ، وبهذا لن تكون طريقة تفكير أبنائنا مختلفة عن أبناء الحضارات الأخرى ، لأنهم سيتعرفون على ما يدور في العالم التعليمي حول العالم ، وسيتعرفون إلى منظومات واهتمامات مختلفة ، بدلاً من الثبات على ثقافة واحدة. المتغيرات العالمية التي تفرضها العولمة سريعة جداً، وعلينا اللحاق بالموكب إذا أردنا أن يكون لنا مكان في الساحة العالمية، ولن يتم ذلك ما لم نهيئ أبناءنا لذلك، ولعمري إن هذا الاقتراح سيسهم في فرض نقلة نوعية في طريقة التفكير وفي طريقة الحوار لدى طلابنا وطالباتنا ، وستكون الوزارة سبّاقة في إيجاد قنوات جديدة، للتعبير الحر المستقل والمسؤول، وسبّاقة في إيجاد ثقافة عامة تعمل على ترسيخ قيم ومبادئ حضارية أعمدتها الحوار والتسامح والمحبة، ينعم بها أبناؤنا الطلاب والطالبات ويؤثرون من خلالها على باقي أفراد المجتمع، ثم إن هذا التوجه سيدعم جهود مركز الملك عبدالعزيز للحوار، وسيسهل عمليات اللقاءات الوطنية للحوار الفكري التي تقام هنا وهناك، فأرجو ألا يرى هذا الاقتراح مستودعات الحفظ في الوزارة!!.