تحتفي دول العالم يوم الجمعة القادم باليوم العالمي للسكري تحت عنوان (كيف تحمي كليتك من السكري). واوضح المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور توفيق بن احمد خوجة في تصريح بهذه المناسبة ان داء السكري من الامراض ذات الانتشار الواسع على مستوى العالم حيث بلغت نسبة انتشاره ما يقارب 5 بالمائة من اجمالي سكان العالم. وقال: ان هذه النسبة تزداد كثيرا في بعض الدول وخصوصا التي مرت بقفزة حضارية كدول مجلس التعاون الا ان ما يميز هذا المرض كونه من الامراض المزمنة والتي تنتج عنها مضاعفات بنسب عالية وكبيرة ترهق الخدمات الصحية. وبين الدكتور خوجة ان داء السكري من الامراض ذات الارتباط الوثيق بعوامل خطورته والمتمثلة بالسمنة وقلة النشاط البدني وزيادة السعرات الحرارية المستهلكة من قبل الفرد مشيرا الى ان العامل الوراثي يؤدي دورا اساسيا وخصوصا في المجتمع الخليجي. ولفت الى ان منظمة الصحة العالمية تعد داء السكري من الامراض التي بلغت حد الخطورة وخصوصا في بعض المجتمعات كالدول النامية وقال ان المنظمة دعت الدول الاعضاء الى اتخاذ الاجراءات العاجلة للحد من انتشاره وذلك عبر البدء ببرامج المكافحة الاولية للمرض والثانوية لمضاعفاته الحادة والمزمنة. وافاد الدكتور خوجة ان الاحصائيات قد بينت في بعض دول الخليج العربي انتشار داء السكري بصورة وبائية جعلت منه خطرا صحيا على المستوى الوطني يحتم التحذير الكبير منه حيث ان نسبة الاصابة قد تجاوزت 10 بالمائة في المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان ومملكة البحرين هذا بالنسبة للاصابة بداء السكري اما معدلات الاصابة باعتلال استقلاب السكر (وهي الحالات ذات القابلية للاصابة مستقبلا) فقد تجاوزت نفس النسبة وهذا يعني ان المجتمع الخليجي مصاب او سيصاب بالسكري بنسبة تزيد على 20 بالمائة وهذه النسبة مرتفعة جدا اذا ما قورنت بالدول الاخرى. واضاف ان الدراسات الوبائية اثبتت الازدياد عبر السنين في المملكة العربية السعودية حيث ارتفعت من 2ر2 في المائة في منتصف السبعينات الى 9ر4 بالمائة بعد عشر سنوات لتصل الى 3ر12 بالمائة في منتصف التسعينات وقد تكون النسبة اكبر مع هذا العام 2003م. ونبه الى ان دراسة صحة الاسرة الخليجية اوضحت ان معدل انتشار مرض السكري بدولة الكويت هو 2ر9 بالمائة من السكان فوق سن 15 سنة كما بينت الدراسة الوطنية لمرض السكري التي اجريت مؤخرا في دولة الامارات العربية المتحدة على 6609 افراد في عمر 20 سنة فاكثر ان نسبة انتشار مرض السكري من النوع الثاني تبلغ 6ر19 بالمائة كما يوجد 2ر15 بالمائة من افراد المجتمع لديهم اعتلالات في استقلاب السكر وهذا يؤكد ما اوضحته اللجنة الخليجية لمكافحة داء السكري ان ما بين خمس وربع مواطني دول مجلس التعاون مصابون او سيصابون بالسكر وخلال السنوات القليلة القادمة. واوضح الدكتور توفيق خوجة ان مجلس وزراء الصحة لدول التعاون ناقش مشكلة الداء السكري من خلال ثلاث قرارات في مؤتمراته 49و51و52و54 حيث تضمنت هذه القرارات اعادة تنشيط اللجنة الخليجية لداء السكري ودعوتها للاجتماع بغرض مراجعة تقارير الدول الاعضاء ومراجعة الخطط الوطنية لمكافحة هذا المرض ومضاعفاته ووضع البرامج والانظمة الصحية الاولية والثانوية والثالثة مع تبنى برامج توعية خاصة بمرضى السكري ضمن برامج التوعية لمكافحة الامراض غير المعدية ووضع نظام للمراقبة الوبائية والرصد والتقييم لمرض الداء السكري وتبني اساليب جديدة لتقديم الخدمات الصحية لرعاية مرضى السكري مثل العيادات المصغرة المتخصصة في الرعاية الصحية الاولية وتفعيل وتطوير دور المراكز الصحية في هذا الصدد وقائيا وعلاجيا وتأهيليا وتبنى مفاهيم الرعاية المشتركة للامراض المزمنة والاشتراك الفعال للاطباء وجميع الكوادر الصحية والعمل على اخضاع الانسولين المؤمن بالشراء الموحد لاختبارات الاتاحة الحيوية.