تنضم الى قائمة الغرائب التي تعيشها منطقة حفر الباطن ظاهرة جديدة استيقظت عليها بين عشية وضحاها، فقد شهدت انتعاش سوق الجوالات المستعملة بصورة تدعو للدهشة والاستغراب، واصبحت المحلات التي تتناول هذا النوع من النشاط والاخرى التي قررت تحويل نشاطها اليه منتشرة في كل مكان كما شهدت المحلات الخاصة ببيع الجوالات المستعملة ارتفاعا في اسعار الايجارات ليصل ايجار متر متر حوالي الف ريال شهريا. فماذا جرى في سوق (المستخدم) في حفر الباطن. في البداية يقول فايز المطلق (متسوق) انا اتابع المستجدات في عالم اجهزة الجوال ومتى ما تم طرحها في الاسواق فأنني من المبادرين بشرائها لأكون من اوآئل المستخدمين لها فهوايتي التبديل والتجديد في عالم الجوال الغريب الذي يجبرك على التجديد والاطلاع على احدث ما يطرح منه في الاسواق فحينما اقوم ببيع جوالي الاول اخسر جزء من قيمته وهذا طبيعي ويحدث في كل السلع لدينا وليس على الجوال ولكن في المقابل ما اخسره من مبلغ يجعلني أحصل على جول آخر موديل. ويتحدث المتسوق عبدالعزيز خلف الله قائلا: يلجأ مستخدم الجوال الى ابداله اما لمحدويته او لكثرة أعطاله فتجده يحرص على ابدال جواله بآخر جديد ومطور وبالطبع لن يلجأ الى محلات غير المستعمل للتوفير. اما عبدالله الحلوا صاحب محل جوال يقول: الطلب يكثر على الهواتف المستعملة نظرا لحداثة عمرها ولرخص ثمنها وهذا السبب الذي يجعل الكثير من الشباب يحرصون على الاجهزة المستعملة لا سيما وانها تعمل بصورة جيدة ولاتزال خاضعة لفترة الضمان من الوكيل. ويبين ان الربح في الجهاز المستعمل تصل من 250-300 ريال على عكس الربح في الجهاز الجديد فالربح فيه يصل من 15-30 ريالا. اما سالم الشمري صاحب محل بحي ابو موسى الاشعري يقول: ان هذه المجمعات فرصة لجذب الشباب لسوق العمل واغلبهم من الطلاب وهناك من يريد توفير مصروفه اليومي من هذا العمل كما ان البعض من هؤلاء الذين في السوق غايتهم وهدفهم هو الحصول على المحل وجعله مصدرا لتوفير نققات ومصاريف السفر خارج المملكة (للسياحة الخارجية) لبعض الدول المجاورة. ويضيف بأن خريجي المرحلة الثانوية يصلون الى 2000 طالب بعضهم يذهب للجامعات والبعض الآخر يبحث عن وظيفة والبعض يبقى في المنزل ولذلك فان وجود هذه المجمعات فرصة لمن هم في المنازل وخاصة ان ايجار المحل (الكشك) بين 1000-1500 ريال حسب الموقع ولاشك ان الربح يكون كبيرا جدا في سوق الجوال المستعمل وبالتالي يستطيع دفع الايجار بسهولة بل ويدخر فيها ايضا. اما عبدالعزيز العامر صاحب محل للجوال يقول: لاشك ان الربح في الاجهزة المستعملة يجعلك تحرص على شراء العديد منها وتقديمها باسعار مناسبة للناس ويصبح المشتري مستفيدا لانه يجد الجوال المستعمل قليلا وبشكل انيق وسعر مغري ويضيف ان حركة الشراء للاجهزة المستعملة تكون من 10-23 من كل شهر. في حين تكون ايام 25-30 من كل شهر سوق لشراء الاجهزة الجديدة. ويضيف ان بعد ازدهار سوق الجوالات المستعملة وكثرة المجمعات أصبحت تلك المحلات في حالة صراع ومبالغة في الايجارات رغبة منهم في استغلال الظرف. اما عبدالمجيد العنزي بائع متجول يقول: نحرص على شراء المستعمل دائما ونبدأ بالحراج عليه وفي لحظات نبيع كميات كبيرة من الاجهزة نظرا لوجود الطلب عليها. وينصح منصور الشمري صاحب محل ان يراعي المشتري اخذ فاتورة من المحل ويدون بها رقم الجهاز والكثير من مستعمل الجوالات لا يعرف كيف نصل الى رقم الجهاز، بل اننا عندما نقوم بعملية اختيار للجهاز الذي نريد شراءه نقوم بالضغط على بعض الازرة ونتابع الشاشة والزبون يتوقع اننا نقوم بعملية غير طبيعية ومعقدة في حين ان هذه العملية سهلة ومن الواجب ان تكون معروفة لدى اي مستخدم للجوال. اما مجموعة من أصحاب هذه المحلات والمجمعات وخصوصا الموجودة وسط السوق التجاري والمحاطة بالبنوك فقد بينوا عدم ارتياحهم وتخوفهم لكثرة السرقات التي يتعرضون اليها وقد تصل بعضها الى كسر اسقف بعض المحلات والنزول في المحلات دون ان يشعر بهم احد.