يطلقون على أنفسهم وصف "حراس البوابة في الحرب على الإرهاب".. عندما يأتي شخص من وكالات المخابرات الامريكية ويطرق بابك قائلا نريدك ان تعمل معنا .. فانهم يقولون .. يا الهي .. الشرطة السرية. لا أريد اي علاقة معهم. منذ هجمات 11 سبتمبر 2001 يلعب المترجمون العرب دورا حساسا في الحرب ضد الارهاب وينقبون فيما يصفه مسؤول بالمخابرات الامريكية "مستودعات"من الوثائق والاشرطة الصوتية المسجلة التي قد تساعد في احباط هجمات. ورغم مرور أكثر من عامين على هجمات 11 سبتمبر مازالت الحكومة الامريكية تواجه نقصا كبيرا في عدد الناطقين بالعربية الامر الذي يصفه مسؤولون في وكالة المخابرات المركزية الامريكية ووزارة الدفاع (البنتاجون) بأنه يمثل مبعث قلق خطير على الامن القومي. ويقول مسؤولون ولغويون انه لايوجد حل على المدى القصير نظرا لعمليات التدقيق والفحص الامني الصارمة والاجور الحكومية الضعيفة اضافة الى النفور من السياسات الامريكية بين بعض الناطقين بالعربية. وقال النائب الديمقراطي رش هولت في جلسة لمجلس النواب عقدت مؤخرا "قدرتنا على العثور على اسامة بن لادن يقوضها بصورة اكبر ضعف قدراتنا اللغوية". كما ان مهارات لغوية اكبر يمكن ان تساعد واشنطن في كسب "معركة الافكار" في الشرق الاوسط حيث يوجد عرب كثيرون يرتابون بشدة في الدوافع الامريكية. وكثير من المسلمين مقتنعون بان الحرب على الارهاب هي في حقيقتها حرب ضد الاسلام. وقال فيليب ويلكوكس المنسق السابق لمكافحة الارهاب بوزارة الخارجية الامريكية "محاربة الارهاب هي في الاساس معرفة من هو الارهابي ... الامر يتعلق بكسب تعاون الحكومات والمجتمعات الاجنبية حتى تكون هناك قضية مشتركة معنا في مراقبة وعزل الارهابيين" ويشير مسؤولون الى حاجة ماسة للغويين. ومازال الجميع يتذكرون رسالتين تم اعتراضهما من اعضاء يشتبه بانهم من تنظيم القاعدة بزعامة اسامة بن لادن في العاشر من سبتمبر 2001 تقول احداهما "غدا ساعة الصفر" وتقول الاخرى "المباراة تبدأ غدا".. لقد ترجمت الرسالتان في 11 سبتمبر وسلمتا الى صانعي القرار في 12 سبتمبر. وتظل الكميات الضخمة من البيانات والمعلومات التي يتم الحصول عليها من الاقمار الصناعية واجهزة التنصت والجواسيس متراكمة كما هي. وقال مسؤول سابق في المخابرات المركزية "في الحقيقة اداؤنا جيد في جمع البيانات ولكن ليست لدينا فكرة عما جمعناه" ويقول القائمون على تجنيد العناصر الجديدة ومسؤولون كبار انهم يدركون تماما الحاجة لاستئجار لغويين ومحللين بمهارات لغوية "اجنبية" ولكنهم يقولون ان عمليات الفحص والتدقيق الامني الصارمة بين مجموعة محدودة من المرشحين المؤهلين تعقد المهمة. ويقول جان كارتز من مديرالعاملين في مجموعة التحليل الاستراتيجي التي مقرها وكالة المخابرات المركزية: ان مكتب التحقيقات الاتحادي يضطر لفحص عشرة متقدمين للعثور على واحد من بينهم يتمتع بالمهارات المطلوبة ويجتاز الاختبارات الامنية. وقال فريدريك وونج كبير المسؤولين عن التوظيف بوكالة مخابرات الدفاع انه يركز على المدن التي يقطنها تجمعات كبيرة من العرب الامريكيين للعثور على مزيد من المرشحين يتحدثون لغة عربية جيدة ولديهم فهم جيد للثقافة. ولكن مسؤولين يقولون انه من المستحيل تقريبا الحصول على موافقة امنية اذا لم يكن المرشحون مواطنين امريكيين أو ان يكون لهم علاقات اسرية قوية في الخارج. وكثير من المتقدمين يتخلون عن طلب الوظيفة مع اجراءات الفحص الامني البطيئة التي قد تستغرق اكثر من عام وخاصة عندما يقدم القطاع الخاص وظائف بمرتبات مربحة وبصورة اسرع. في نفس الوقت يقول مسؤولون ان اعتقال اثنين من المترجمين الناطقين بالعربية مؤخرا في قاعدة جوانتانامو في كوبا في تحقيق يتعلق بالتجسس اظهر الحاجة لاجراءات تدقيقات امنية صارمة. إضافة الى ذلك فان السياسات الأمريكية في الشرق الأوسط وبعض التشريعات التي صدرت بعد هجمات 11 سبتمبر مثل قانون الوطنية الخاص بمكافحة الإرهاب والذي تراه بعض مجتمعات المهاجرين باعتباره تمييزا ضدها جعل بعض الناطقين بالعربية يترددون في العمل مع الحكومة. وقال ديمتري جوتاس الذي يترأس البرنامج العربي بجامعة ييل "ينتابني شعور بان الناس الذين يسخرون جهدهم في تعلم العربية ويعمدون الى معرفة المنطقة ثم لايريدون ان يعملوا مع الحكومة الأمريكية يعود الى ان رؤاهم السياسية تصبح اكثر اختلافا عن الرؤى التي تروجها الادارة الامريكية" كما ان بعض الامريكيين العرب التي جاءت اسرهم من دول ذات نظم قمعية تنتابهم شكوك عميقة من وكالات المخابرات الامريكية ويأنفون العمل بها. وقالت ايفيريت جوردان التي ترأس مركزا اتحاديا جديدا للترجمة انشئ للمساعدة في انجاز العمل المتراكم "عندما يأتي شخص من وكالات المخابرات الامريكية ويطرق بابك قائلا نريدك ان تعمل معنا .. فانهم يقولون .. يا الهي .. الشرطة السرية. لا أريد اي علاقة معهم".