تكافح وكالة المخابرات المركزية الأمريكية التي كانت يوما مصدر قوة في مجال الجاسوسية أثناء الحرب الباردة للعثور على دور لها في الحرب على الإرهاب بينما تجري إصلاحات ما بعد هجمات 11 سبتمبر/ ايلول في مجتمع المخابرات الأمريكية المتنامي الاطراف. وبعد شهرين من تولي جون نغروبونتي منصبه الجديد كرئيس لجميع أفرع مخابرات الرئيس الأمريكي جورج بوش وهو العمل الذي كان يتولاه من قبل مدير المخابرات المركزية الامريكية يقول خبراء ان وضع الوكالة كبيت لتحليل ومقارنة المعلومات عن القضايا الهامة بما فيها محاربة الارهاب آخذ في التآكل. وقال ريتشارد بوسنر القاضي الامريكي ومؤلف كتاب (منع الهجمات المفاجئة: اصلاح المخابرات في أعقاب 11 - 9) ان «هناك احساسا بأن المخابرات المركزية محاصرة بدرجة كبيرة.» ويقول خبراء ان جهود اصلاح مجتمع الجاسوسية المكون من 15 وكالة في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/ ايلول على الولاياتالمتحدة الى جانب الأخطاء حول قدرات العراق التسلحية قلصت وضع المخابرات المركزية على عدة جبهات. ويهدد انشاء المركز القومي لمكافحة الارهاب الجديد للقيام بأعمال التحليل والتخطيط العملياتي بسرقة دور المخابرات المركزية كمركز رئيسي لمعلومات المخابرات عن الجماعات الدولية المتشددة بما فيها تنظيم (القاعدة) الذي يتزعمه الإرهابي اسامة بن لادن. ويقول خبراء انه منذ تولي نغروبونتي مسؤولية تقديم البيان الاستخباري اليومي الموجز للرئيس الامريكي أصبحت وكالة المخابرات المركزية التي كانت تحدد يوما فحوى محتويات التقارير مجرد مساهم إلى جانب آخرين مثل وكالات الاستخبارات التابعة لوزارتي الخارجية والدفاع (البنتاغون). ويقول مسؤولون سابقون ان هذه التطورات اثارت تكهنات بأن المخابرات المركزية قد تفقد مهمتها التحليلية بالكامل لصالح نغروبونتي وتصبح مكرسة فقط لجمع المعلومات. وقالت ميليسا بويلي ميهل وهي ضابطة سابقة بالمخابرات المركزية «هناك قدر كبير من القلق...انهم ليسوا متأكدين من كيفية اندماجهم في مجتمع المخابرات الجديد كما أنهم ليسوا واثقين من أنهم في موقع سلطة يخولهم حق تشكيل الرؤية.» ونفت جينيفر ميللر وايز المتحدثة باسم المخابرات المركزية ان الوكالة تفقد أهميتها وقالت انه تقرر زيادة أعداد المحللين والعملاء بنسبة 50 بالمئة بموجب خطة غير معلنة. وقالت «هذه وكالة آخذة في التنامي. آخذة في التحسن. تزداد قوة. منظمة تركز على العمليات وتجند الكثير من الناس في مختلف أنحاء العالم». واضافت ان القدرات الاستخبارية البشرية للمخابرات المركزية التي لا تضاهى تقوم بدور حيوي في الحرب على الإرهاب. واتفق لي هاميلتون النائب السابق لرئيس لجنة 11 سبتمبر مع هذا الرأي. وقال «المخابرات المركزية لا تزال وكالة التجسس الأولى ولا أعتقد ان دورها تقلص. وجهة نظري الشخصية هي انها باتت أكثر تركيزا.»