كلما اجلس في مجلسنا الاسري ابحث عنها فهي اشعاع نفسي وملجأ نفسي المنهكة في نهاية الاسبوع اغضب عندما لا اراها او خانت وعيدي لها بعدم ترك المنزل اراها واسأل عنها في كل حين واستأنس اخبارها وضحكاتها المدوية فلها على حق الاحترام مني ولها مني هدية الشكر لخفة ظلها. شعارها كلما زاد ضحكها (الضحك من دون سبب قلة ادب) فيزيدها ضحكا واشاركها ضحكاتها العفوية وكلما نصحتها ان كثرة الضحك تميت القلب تقول هذا اكبر عيوبي واسأل الله العفو. الضحك ومن منا لا يضحك ويبتسم ولكن هناك من عرف بخفة ظله على مستوى العائلة وايضا الشعوب. الان يقال عنها اجماعا بخفيفة الظل ولعل المجتمع المصري بخفة ظله متميز بسرعة البديهة في الرد وصناعة النكتة. ولكن يحضرني بيت من الشعر لاحدهم يقول فيه: بشاشة وجه المرء خير من القرى فكيف بمن يأتي به وهو ضاحك والاجمل استبدال مثل معروف بقول (قل لي من تصاحب اقول لك من انت) بمثل اخر ولنفكر فيه بعمق وهو قل لي مما تضحك اقل لك من انت؟ لماذا صاحب الظل الخفيف محبوب؟ وضحك لغويا تعني انبساط الوجه وتظهر الاسنان اما اضحك بفتح الضاد وتعني حمله على الضحك وتضاحك اي تكلف بالضحك والضاحكة كل سن تبدو عند الضحك فيقال بانت ضواحكه والمضحاك والضحكوك كثير الضحك والضحكة بضم الضاد وفتح الحاء من يضحك عليه الناس والاضحوكة ما يضحك منه. هذا ما قاله المنجد في اللغة والاعلام وما وراء القصد من هذا ما باتت عليه المجتمعات اليوم والتي تبحث وتطرح اساليب للاضحوكة ولو بلغت بها مشارق الارض ومغاربها ولكن لنا وقفة قصيرة مع الاضحوكة الرمضانية ولماذا في هذا الشهر الكريم بالذات ولماذا نجد الخطوط الاعلامية تتسابق بكاميراتها الخفية وبرامجها والتي حملت جميع معاني المعجم سابقا جلية واضحة ونرى الضواحك قد بانت بعد الافطار مباشرة. لا اعتقد ان الصيام مرتبط بهذا والا لكانت كارثة وهل الاختيار على مدار العام لاظهار الضواحك منصب على رمضان هذا الشهر الروحاني العظيم لارى من يتسابق على (طاش ما طاش) و(صادوه) وغيرها وهل تحول شهر العبادة الى شهر الوناسة والقهقهة وبقية الشهور يرحمها الله. نعم نحتاج الى برامج الترفيه ولكن لن يكون شغلنا الشاغل صناعة الضحكة فقط ولكن تهذيب الانفس عبر الضحكة مطلوب والنقد الايجابي الهادف بضحكة ايضا مطلوب دون التعدي واظهار المجتمع امام محطات متعددة انه مقهور او مجبور او مضغوط فان كانت الحرية الاعلامية مطلوبة فهذا لا يعني ان نجعل من الاضحوكة هدفا للتجريح والتذمر على ما يقوم المجتمع اصلا وتكون له من ردود الفعل ما ينتقد فيضيع الجهد والانتاج. ان الخطة الاعلامية لابد ان تدرس بعناية والوعي الاجتماعي متقد والانتقاد يسن اسنانه دون هوادة. الضحك يصنع احيانا مصائب عجيبة وخاصة اذا كان على الغير فكم تشابكت ايدي من ضحكة لانها عابت الغير واخاف يوما ان تصنع ضحكة ماقضية لاحل لها ومني انا سابقي بضحكتي على حدود نهاية الاسبوع وما تجمعه اخيتي من حصيلة اسبوعها فهذا يكفيني. موضي محمد الشريم الدمام