عندما يضحك الإنسان تتحرك 17 عضلة في وجهه، وعندما يحزن ويبكي تتحرك 44 عضلة في وجهه، وهذا سر التجاعيد الموجودة في وجوه بعض الناس اليائسين والمتجهمين، وسر انبساط بعض الوجوه المتفائلة الضاحكة والمحبة للكوميديا. عندما نشاهد فيلما كوميديا فمعنى ذلك أننا نعطي أنفسنا تمارين لإزالة التجاعيد التي يسببها الحزن، وبعض المسلسلات الخليجية التي سببت أزمة مناديل لكثرة ما ابتاعها المشاهدون لمسح دموعهم. على كل حال، أقول بعد هذه المقدمة هذه دعوة للقراء بأن يضحكوا، بل وأن يحددوا وقتا للتمارين على الضحك.. فالضحك مفيد للصحة فهو لا يضفي السعادة على حياتنا فحسب بل على أجسامنا ومعنوياتنا، فكل دقيقة واحدة من الضحك تعادل 45 دقيقة من الاسترخاء، إذن لماذا نحرم أنفسنا منها؟ وأنا أقترح أن يؤسس ناد للضحك، يجبر أعضاءه على الضحك منذ الدخول من بوابته وحتى يخرج بالسلامة، وقد كنا نتناقش يوما حول صناعة الكوميديا، وقد أسميتها صناعة لأنها فعلا تصنع كما يصنع الجهاز. كيف تصنع، وما مواد الخام المستعملة في صناعة الكوميديا وما مراحل الصناعة... إلخ هذا غير مهم، المهم كيف نستطيع أن نضحك «س» من الناس. وما زلت أتذكر المقولة المشهورة: «من السهل أن تبكي جماعة من الناس ولكن من الصعب إضحاكهم» لماذا؟ لأن البكاء هو أول مهارة يتقنها المولود، حيث يبكي بعد ولادته مباشرة، وكأنه يقول لنفسه: الله يعين على هالدنيا بخير. بينما يتعلم هذا المولود الضحك بعد شهر أو شهرين من ولادته، وكأنه يقول لنا، البكاء أولا. أخيرا أوجه رسالة لمؤسسات الإنتاج قائلا، رفقا بالقلوب، وأكثروا من إنتاج المسلسلات الكوميدية، فالضحك كما أثبتته جامعة ميريلاند الأمريكية، بأن الأشخاص الكوميديين والذين يضحكون بصوت عال هم أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب من الأشخاص الذين لا يملكون روح الفكاهة. قراءة: سعد المدهش