* ما رأيك في الشعر الشعبي.؟ الشعر الشعبي في رأيي قدرة لا تقل عن الشعر الفصيح , يحتاج إلى قدرة شاعر وما دامت عنده قدرة الشاعر وأعني به الشاعر الذي يكرر الألفاظ والمقولات والمفردات . * هل تتابع أحداث الساحة الشعبية .؟ لا شك في انني أتابع الشعر الشعبي اللبناني والمصري والعراقي. أعلاه مقطع من لقاء الزميل/ محمد العلي الذي أجري معه في الزميلة الاقتصادية الأسبوع الماضي نقلته حرفياً , وأود أن أناقشه خلال هذه المساحة المتاحة لحرفي , محمد العلي الذي يسبق اسمه عادة بالكثير من الألقاب المهمة في الحركة الثقافية خصوصاً أنه أحد الرموز الفاعلة في حركة الحداثة السعودية , لذا فان ما قاله في أجابته عن السؤالين المتعلقين بالشعر الشعبي جدير بالمناقشة , فتعريفه للقدرة الشعرية عندما قال ( الشاعر هو الذي يكرر الألفاظ والمقولات والمفردات ) تعريف يتسم بالعشوائية والتسطيح الذي لا يليق بالأستاذ/ العلي , الذي يعتبره الحداثيون السعوديون قدوة لهم , وقد أجلت مناقشة هذا الرأي أسبوعاً كاملاً لعلي أجد في الجريدة التي نشرت الحوار تصحيحاً من الأستاذ محمد العلي يتنصل فيه من هذا التوصيف الذي لا يقوله من يملك الحد الأدنى من الوعي الثقافي , فكيف بمن يسبق اسمه بصفات متعددة مثل الشاعر ..الكاتب .. الناقد .. الأديب , و يبدو أن هذا التوصيف الباهت من رمز من رموز الحداثة هو تجسيد للشعر الحداثي ويمثل رأي الحداثيين بماهية الشعر بالرغم من كل الأجواء الضبابية (المقصودة ) التي يقيمها الحداثيون حول نصوصهم , بينما حقيقة القدرة الشاعرية غير ذلك تماماً , و لعل إجابة الأستاذ/ محمد العلي عن السؤال الثاني تنسف كل الظنون الحسنة التي تراود كل من يجد أن تعريف القدرة الشعرية في إجابة السؤال الأول لا يمكن أن يكون لمحمد العلي وهو الشاعر والمفكر والأديب والكاتب , فتجاهله للشعر الشعبي السعودي ومتابعته للشعر اللبناني والمصري يدل على اختلال المقاييس الذي لا يليق بالأستاذ العلي , فالشعر الشعبي في مصر ولبنان عبارة عن أزجال متدنية القيمة من الناحية الفنية ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تصنف على أنها شعر شعبي يقارن بالشعر السعودي أو العراقي من حيث الجودة , بالرغم من حالة الطفو الشعري السائدة في الساحة السعودية التي لا علاقة للشعر الشعبي بها , ولكن الأستاذ العلي ليس بالإنسان العادي الذي يحكم على ظواهر الأمور , لذا فإنه مطالب بأن يدير وجهه للداخل بدلا من ديمومة النظر من خلال ( النافذة الخارجية) والتخلص الجريء من ( فوبيا الجذور) والعودة للحق إلا إذا كان قد أصدر حكمه على الشعر الشعبي السعودي من خلال أشعار زميليه ( سعيد السريحي وعبدالله الصيخان ) الشعبية فهذا اجتزاء لا يمكن الاحتكام إليه , لأن أشعارهما الشعبية جاءت بائسة ورديئة وضحلة مما يعطي مؤشراً على أن هناك شكوكا حول الكثير من شعراء الحداثة السعوديين , فهذان الشاعران يملكان صك الشاعرية من مدرسة الحداثة ويملكان أدوات اللغة الشعبية من البيئة والممارسة اليومية , ولكن أشعارهما كانت باهتة لا حياة فيها... بقي أن أؤكد للأستاذ العلي أننا لا نقرأ للحداثيين السعوديين وهذا ليس رد فعل على رأيه تجاه الشعر الشعبي السعودي ولكنها الحقيقة , فالتجربة الحداثية العربية لم تنتج شعرا يعتد به وهذا ليس رأيي بل هو رأي أدونيس عراب الحداثة العربية خلال المحاضرة التي ألقاها في الجامعة الأمريكية بالقاهرة قبل خمس سنوات , هذا على مستوى تجربة الحداثة العربية أما تجربة الحداثة السعودية فلا يمكن الالتفات ل ( أغلب ) شعرائها فهم اما ظلا باهتا للحداثيين العرب كالبياتي وعبدالصبور والسياب وإما استنساخا رديئا للشعر المترجم ولعلي لا أجافي الحقيقة عندما أقول أن لواء الشعر الفصيح لدينا معقود لشاعرية الدكتور/ غازي القصيبي وتجليات الشاعر/ جاسم الصحيح , بالرغم من تحفظ الحداثيين عليهما لأسباب لا علاقة للشعر بها .. ختاما ً أتمنى من الأستاذ العلي أن يعيد قراءة الشعر الشعبي السعودي بعيداً عن كل المؤثرات لعله يتوصل إلى الحقيقة التي يبدو أنه لن يصل إليها لأنه لم يبحث عنها.