جريمة بشعة بكل المقاييس هزت المشاعر ووجدان كل من سمع بها .. أصبحت حديث الناس في كل مكان .. فقد ارتكبها أناس بلا ضمير هم تاجر عملة وزوجته طالبة الجامعة وصديقه السائق انتزعت الرحمة من قلوبهم وتخلصوا من صاحب مكتب صرافة بطريقة إجرامية لسرقة أمواله. استدرجوه إلى شقتهم بعد إيهامه باستبدال 12 ألف دولار وبمجرد دخول الشقة .. قطعوه بالمطاوي والسكاكين ولم يتركوه سوى اشلاء غارقة في الدماء ثم استولوا منه على 80 الف جنيه احضرها معه بدون ان يعلم بانه سيدفع حياته وامواله ثمنا للغدر والخيانة. التفاصيل الكاملة للجريمة رواها الجناة في الشقة مسرح الحادث اثناء تمثيلها امام النيابة ورجال المباحث. مازن الشريف مندوب (اليوم) في القاهرة تابع القضية: بدأت احداث الجريمة عندما وقع المتهم الاول محمود يحي (27 سنة) تاجر عملة في غرام بنت الجيران سوزان فكري السعيد (22 سنة) طالبة بالفرقة الثانية بكلية الاداب. ربط الحب بين قلبيهما في مرحلة المراهقة ورغم الفارق العلمي ورفض اهل محبوبته اتفقا على الارتباط مهما كان الثمن، هربا سويا منذ اربعة اشهر من مسكنهما بالقاهرة واخذها (الدنجوان) إلى بلدته بطنطا وتزوجا عرفيا في البداية .. حتى يضع اسرتها امام الأمر الواقع بعد ان اشتعل قلباهما بالحب ولعدم قدرة أي منهما على فراق الآخر. وفعلاً بعد تنفيذ خطتهما وعلم اهل الفتاة تم عقد القران الرسمي وعاد الشاب (تاجر العملة) إلى القاهرة مرة اخرى .. واستاجر شقة في منطقة الحي العاشر بمدينة نصر بمبلغ 300 جنيه شهريا ليعيش فيها مع عروسه الحسناء. بمرور الايام وجد نفسه عاجزا عن تحقيق مطالب عروسه وازدادت احوالهما المادية سوءا وشاءت الظروف ان يحضر صديقه كريم مجدي سائق تاكسي لزيارته ومباركة الزواج .. اجتمع الثلاثة يتبادلون الضحكات والنكات .. شكا خلالها التاجر همومه للسائق في وجود العروس وجلسوا يفكرون في وسيلة للخروج من ضائقتهم المالية لتتحول سهرتهم إلى جلسة للافكار الشريرة وذلك حتى يخرجوا من ازمتهم المالية إلى عالم الثراء باسهل الطرق.. اختمرت الفكرة الشيطانية في راس تاجر العملة محمود يحي وهي سرقة يسري عبد الحميد عبد الله صاحب شركة (الصفا للصرافة) والتي اغلقتها اجهزة الامن منذ عام لمخالفتها القانون والذي سبق للمتهم الاول التعامل معه في تغيير الدولارات .. وبذلك فان صاحب مكتب الصرافة لن يشك في شي ء اذا تم استدراجه بحجة تغيير أي مبلغ والتخلص منه وسرقته.. رحبت العروس الجامعية والصديق ايضا بالفكرة الاجرامية من اجل حل مشاكلهم المالية وقام الثلاثة بشراء كمية من البرشام المخدر لتخدير الزبون وقضوا سهرتهم يتعاطون الخمور احتفالا بمخططهم الاجرامي .. وفي اليوم التالي اتصل العريس التاجر بصاحب شركة الصرافة يخبره بانه يريد تغيير مبلغ 12 الف دولار إلى مبالغ مصرية لشقيقته التي حضرت من الخارج. وافق صاحب مكتب الصرافة وحضر مسرعاً ومعه مبلغ 80 الف جنيه قيمة الدولارات دون ان يدري بنهايته المؤلمة. قابله المتهم الاول وصديقه في المكان المحدد واخذاه إلى شقتهما بحجة تسليمه الدولارات .. وبمجرد دخول الضحية أسرعوا بتقديم كوب عصير مانجو بالمخدر فاعتذر صاحب شركة الصرافة عن تناوله لمرضه بالسكر وطلب كوب شاي فقط .. هنا جن جنون المتهمين الثلاثة وقرروا سرعة التخلص منه للاستيلاء على اموالهولا من شاف ولا من دري خاصة بعد ان شعر الضحية بالقلق .. وفي لحظة عاجل التاجر وصديقه الرجل بالطعنات بينما وقفت العروس بالبلكونة تراقب المكان من الشرفة .. ولم يرحما صرخاته وهو يرد لهم ليه كده حرام عليكم خذ كل شي وسيبوني اعيش ولكنهم لم يتركوه سوى جثة هامدة تسبح في الدماء خاصة ان المجني عليه تلقى مكالمة من ابنه على الموبايل للاطمئنان عليه لتأخره وشعوره من نبرة صوته بالقلق عليه .. المهم استولى الثلاثة على المبلغ بعد تنفيذ المهمة الاجرامية وقاموا بمسح آثار الدماء من الشقة ووضعوا الجثة في (بطانية) وتركوها بالشقة وخرجوأ يستقلون سيارة القتيل وهم يفكرون في وسيلة للتخلص من آثار الجريمة والجثة والاحتفال بنجاح مهمتهم الشيطانية إلا أن القدر لعب دوره في اكتشاف امرهم في تلك اللحظات حتى لا يضيع دمه هدراً .. حيث شاهدهم ابن المجني عليه يستقلون سيارة والده باحد شوارع مدينة نصر وذلك مصادفة اثناء بحثه عن مكان تواجد الاب مستعينا بسيارة صديقه. طاردهم ابن صاحب مكتب الصرافة المجني عليه إلى ان استطاع في النهاية ايقافهم وتمكن من ضبط (العروس) المتهمة بينما هرب زوجها وصديقه وتركا سيارة القتيل. قام نجل المجني عليه بتسليمها رئيس مباحث قسم شرطة اول مدينة نصر ومعاونه وتعترف بقيامهم بقتل صاحب شركة الصرافة وسرقة امواله وارشدت عن مكان الجثة. فور اخطار مساعد اول الوزير لأمن القاهرة بالحادث امر بسرعة تشكيل فريق بحث لضبط زوج المتهمة وصديقه الهاربين وتم اعداد اكمنة لهما بمداخل العاصمة وخارجها لصيدهما .. وفي كمين للمباحث تم القبض عليهما بعد ساعات قليلة وعثر معهما على اموال القتيل .. واعترف الثلاثة بجريمتهم امام مدير مباحث القاهرة ليتم زفافهم إلى السجن ليقضوا فيه بقية حياتهم جزاء جريمة شيطانية دفع فيها صاحب مكتب الصرافة حياته ثمنا لصفقة السوق السوداء. المجرمون أمام رجال المباحث