أصدر الزوج حكما بإعدام زوجته الشابة..حدد ساعة الصفر وموعد تنفيذه الإعدام في عروسه.. ادعى أنه سوف يسافر إلى بور سعيد بحجة إنهاء بعض الأعمال حتى علم الجميع بسفره.. ثم عاد منتصف الليل وهو يحمل أدوات تنفيذ الجريمة.. انقض على زوجته وهي نائمة وراح يمزق جسدها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة فسرق نقودها ومجوهراتها وأسرع بالفرار. المتهم برر ارتكابه الجريمة البشعة برغبته في الزواج من حبيبة القلب التي رفضت الزواج منه وفي عصمته امرأة أخرى فقرر قتلها واعترف بجريمته تفصيليا. يوم زفافها كان يوما غير عادي.. السعادة ارتسمت فوق شفاه الجميع .. الأهل والأقارب والأصدقاء.. الجميع التفوا حول مدحت وعروسه فرحة وابتهاجا بزفافهما.. الكل راحوا يتحدثون عن السعادة التي تنتظر الزوجة الجميلة التي كانت مثل القمر في بياضه ونوره. أكد الجميع أنها فتاة محظوظة بزواجها من مدحت الشاب الثري الوسيم الذي كانت الفتيات يتهافتن على الارتباط به.. وهي كذلك كانت في قمة سعادتها بل واعتقدت أن السعادة قد خلقت من أجلها.. وأقسمت على أن تجعل من منزلها جنة وواجه لا يتردد فيها كلمات الحب والغرام وأن يكون زوجها أسعد رجل على ظهر الأرض. الابتسامة ترتسم فوق شفاة الجميع.. الكل يرقص ويغني.. إلا مدحت هو الوحيد الذي كانت الابتسامة تفارق وجهه.. قسمات وجهه تؤكد أنه غير سعيد وان هناك شيئا آخر يشغله عن عروسه ليلة زفافها.. كان متجهم الوجه.. تفلت منه بعض الابتسامات عندما يتلقى التهنئة من أحد أصدقائه أو أقاربه ثم سرعان ما يعود ثانية إلى حزنه وغضبه. انتهى حفل الزفاف وبدأ المعازيم في الانصراف وبقي مدحت وعروسه الجميلة مروة وحدهما في شقة الزوجية.. وفوجئت مروة بالعريس الذي يحسدها عليه الجميع يتركها وحدها ويسرع إلى غرفة أخرى لينام فيها وحده ووقفت العروس حزينة لا تجد تفسيرا لتصرف زوجها.. وظلت طوال الليل تفكر وتبحث عن السبب الذي دفع زوجها إلى ترك غرفة نومها في أول ليلة زواج.. وتحولت ليلة الزفاف التي هي أسعد ليلة في حياة أي عروس إلى ليلة حزينة لا تنساها.. وفي الصباح حاولت مروة أن تقترب من زوجها لتعرف منه سر التصرف الغريب الذي فعله ليلة زفافهما ولتر الخطأ الذي ارتكبته حتى يفعل زوجها ذلك.. لكن مدحت التزم الصمت لعدة أيام.. ومروة لم تفقد الأمل.. وراحت تكرر محاولتها عدة مرات حتى تقنع زوجها بالكلام.. حتى تحدث العريس وفجر المفاجأة في وجه زوجته. أخبرها أنها ليست الزوجة التي كان يحلم بها وأنها ليست أكثر من صديقة فقط لم يتخيل يوما أن تكون زوجته وأم أولاده لأنه على علاقة حب مع امرأة أخرى لكن والده رفض زواجه منها وأصر على أن يتزوج منها رغم إردته والا سيحرمه من ثروته ويطرده من البيت.. وقد وقعت كلمات العريس على عروسه مثل الصاعقة. راحت تبكي وتطالبه بأن يطلقها لأنها لا تريد الحياة معه. لكنه رفض لأنه لا يستطيع أن يطلقها وإلا واجه غضب والده الشديد وحرمانه من ثروته.. تركت العروس منزل الزوجية وذهبت إلى منزل والد العريس لأنه عمها وولي أمرها.. أخبرته بما حدث من زوجها ليلة زفافهما.. وقتها ثار الأب وأقسم على حرمان ابنه من الميراث إذا لم يعتذر لعروسه ويلغي الحديث عن رغبته في الزواج من امرأة أخرى إلى الأبد ونفذ الابن كلام والده وعادت مروة العروس إلى منزل الزوجية مرة أخرى بعد أن عاهدها زوجها بألا يغضبها مرة أخرى.. ومرت الأيام ومدحت يخفي داخله كرها شديدا لزوجته ولكنه لا يجرؤ على الحديث عنه أو الإفصاح عنه وإظهاره. ثلاثة أشهر مرت من عمر زواجهما.. والعروس تشعر بأن زوجها غير متقبل لوجودها إلى جواره والعريس هو الآخر يقضي أغلب ساعات اليوم خارج البيت مع أصدقائه ولا يعود إلى البيت إلا للنوم فقط.. قرر مدحت أن يتزوج من الفتاة التي يحبها.. عرض عليها أن يتزوجها سرا حتى لا يعلم والده ويقوم بحرمانه من الميراث.. لكن الفتاة رفضت بشدة وأكدت أنها لن ترضى أن تعيش في الظل في الوقت الذي تنعم فيه امرأة أخرى بالحياة معه في النور وأمام الجميع وهددته حبيبة القلب بإنهاء علاقتهما معا بسبب خوفها من كلام الناس الذي بدأ يحاصرها بالاضافة إلى ضغوط أسرتها المستمرة عليها حتى تتزوج من أحد الشباب الذين يريدون الزواج منها. وقتها أدرك مدحت أن الفتاة الوحيدة التي أحبها من كل قلبه سوف تضيع من يديه.. وفشلت كل محاولاته في إقناعها بالبقاء إلى جواره.. لأن الضغوط التي كانت تتعرض لها حبيبة القلب كانت أقوى من صمودها في وجه أسرتها حتى كان اليوم الذي أعلن فيه خطبة ناهد إلى أحد أبناء القرية العائدين من إحدى الدول العربية.. وقتها شعر مدحت بالضياع .. حبيبة القلب سوف تضيع من يديه.. راح يفكر في وسيلة يمنع بها زواجها من رجل آخر.. شعر بأن زوجته هي سبب كل المصائب التي وقعت عليه.. وأنه لولاها لكانت ناهد مكانها الآن زوجة له.. راح مدحت يفكر في حل.. حتى توصل إلى فكرة شيطانية وهي ضرورة التخلص من زوجته لأنها الوحيدة التي تقف عائقا أمام زواجه من ناهد. قرر رسم خطة شيطانية للتخلص من زوجته.. أوهمها بأنه سوف يسافر إلى مدينة بور سعيد لانهاء بعض أعماله هناك ويقضي خمسة أيام هناك وعلم كل أفراد الأسرة بسفر مدحت ورفضت مروة أن تترك منزل الزوجية حتى يعود زوجها المسافر.. وهي لا تدري أن سفر زوجها إلى بور سعيد مجرد خدعة سوف ينفذ بها جريمة شيطانية وسوف تكون هي ضحيتها الوحيدة.. ولم تكن تدري أن زوجها قد أصدر حكما بإعدامها. ودع مدحت زوجته وأسرته وسافر إلى بورسعيد.. لكنه لم يسافر.. اختفى لدى أحد أصدقائه حتى جاء المساء.. وانتصف الليل.. وقتها حمل مدحت أدوات جريمته وأسرع إلى شقته يتلصص حتى لا يشعر به أحد.. دخل الشقة بهدوء وحرص شديدين.. وكانت غرفة نوم زوجته هي مقصده كانت مروة تغط في نوم عميق.. وقتها أخرج مدحت مطواة من طيات ملابسه وانهال بها طعنا في جسد زوجته ولم يتركها إلا بعد أن تحولت إلى جثة هامدة بلا حراك.. وسرق مصاغها وأسرع بالفرار حتى لا تنكشف جريمته.. وسافر إلى بور سعيد وأجرى اتصالا تليفونيا بوالده من هناك حتى يبعد الشبهات عنه تماما. وقتها تلقى العميد مأمور مركز شرطة السنبلاوين بالدقهلية بلاغا من عبد الحفيظ إبراهيم تاجر باختفاء زوجة ابنه وأنها لا ترد وباب الشقة مغلق وقتها تم كسر باب الشقة وكانت الصاعقة حيث فوجئ رجال الشرطة بالزوجة جثة هامدة وفي حالة تحلل تام.. وقتها أمر مدير الأمن بسرعة إجراء التحريات حول الواقعة لضبط المتهمين ودلت التحريات على أن الزوجة وتدعى مروة محمود 26 سنة متزوجة منذ شهور وأن زوجها في رحلة عمل إلى بور سعيد.. وأن أبواب ومداخل الشقة مسرح الجريمة كلها سليمة ولا توجد أي آثار كسور أو عنف بها مما يؤكد أن القاتل قد دخل إلى الشقة بصورة طبيعية وأنه شخص معروف للمجني عليها. التحريات التي أجراها رجال الشرطة أكدت كذلك أن المجني عليها كانت على خلاف مع زوجها بسبب رغبته في الزواج من امرأة أخرى.. وفجر صديق الزوج مفاجأة كشفت لغز الجريمة عندما أكد أن الزوج ظل بصحبته حتى منتصف ليل الجريمة وقبل تنفيذ الجريمة بدقائق بسيطة وكان الزوج قد غادر منزله في الصباح الباكر متوجها إلى بور سعيد. وقتها اتجهت شكوك رجال الشرطة نحو الزوج.. وتمكن رئيس المباحث من القبض على الزوج وعثر بحوزته على مبلغ ألفي جنيه ومجوهرات زوجته التي قام بسرقتها فور تنفيذه الجريمة وبمواجهته انهار واعترف بجريمته تفصيليا وأكد أنه قرر قتل زوجته لأنه تزوجها رغم إرادته بضغوط من والده. وأضاف الزوج القاتل في اعترافاته قائلا: كنت أعيش قصة حب مع زميلتي بالعمل واتفقنا على الزواج لكن والدي رفض وأصر على موقفه وفرق بيننا وهددني اما الزواج من ابنة شقيقه أو حرماني من الميراث وطردي من المنزل ولم يكن أمامي خيار آخر حتى فوجئت بحبيبة القلب ناهد تستعد للزفاف من رجل آخر ورفضت اقتراحي بزواجنا عرفيا فقررت التخلص من زوجتي لأنها السبب في ضياع ناهد مني. ويضيف الزوج القاتل قائلا: قررت خداع الجميع.. أوهمت زوجتي بأنني مسافر إلى بور سعيد حتى أقوم بتنفيذ جريمتي ولا يكشفني أحد لكنني فوجئت برجال الشرطة يلقون القبض علي بعد أن كشفوا جريمتي.. وينهي المتهم اعترافاته بندمه الشديد على ارتكابه الجريمة مؤكد أنه ضحية للشيطان الذي خدعه حتى ارتكب جريمته.. وأحيل إلى النيابة وأمر وكيل النيابة بحبس المتهم على ذمة التحقيق تمهيدا لإحالته إلى محاكمة عاجلة. اثناء الحقيق