شاب طموح حمل على عاتقه مهمة شائكة ومعقدة، دلف باب الرياضة من خلال عضويته لنادي القادسية؛ لينتقل بعدها إلى حمل لواء الاستثمار الرياضي في المنطقة الشرقية، من خلال رئاسته للّجنة الاستثمار الرياضي في الغرفة التجارية، بصماته كانت جلية وملموسة، أهدافه بعيدة المدى، يستشرف المستقبل بكل ثقة وهدوء. لن أطيل عليكم؛ فضيفي وضيفكم هو «حمود البقعاوي» رئيس لجنة الاستثمار الرياضي في الغرفة التجارية بالشرقية؛ فإلى ثنايا الحوار: • غالبًا ما يتردد اسم «حمود البقعاوي» في الوسط الرياضي من خلال مجال الاستثمار الرياضي،قدم نفسك للقارئ كما تحب. - من شباب رجال الأعمال في المنطقة الشرقية، يريد خدمة الرياضة السعودية في مجال الاستثمار الرياضي، ودخولي هذا المجال من خلال فرع الدعاية والإعلان في المجموعة، وأؤمن بأهمية المسئولية الاجتماعية، كلٌّ في مجاله، وخاصة على شباب الأعمال الذين يعول عليهم المجتمع في إكمال مسيرة الجيل الأول لمجتمع أفضل بإذن الله. • عرفت بإسهاماتك المتواصلة فيما يعنى بالاستثمار الرياضي، أين وصلتم في هذا الملف؟ وما أبرز المكاسب التي خرجتم بها ؟ يعد الاستثمار الرياضي مصدر جذب لرجال الأعمال والشركات للاستثمار فيه، وهناك العديد من الدول التي تتخذ من الاستثمار الرياضي مصدرًا للجذب السياحي وداعما لاقتصادها الوطنيوهناك العديد من الاستثمارات المجدية في هذا المجال، وتم دخول العديد من رجال الأعمال، وأتوقع أضعاف هذا العدد مستقبلا. •وماذا عن أبرز المعوقات؟ عدم وضوح الأنظمة والتشريعات والإجراءات، وعدم وجود ضوابط لحفظ حقوق المستثمرين، يعتبر من المعوقات الأساسية التي ساهمت في تردد الكثيرين من رجال الأعمال والشركات الدخول هذا المجال، فإذا توفرت قوانين وضوابط متخصصة للاستثمار الرياضي فسوف ينعكس إيجابيًا في دعم هذه الصناعة، وهذا لا يعني انه لا يوجد استثمارات متاحة حاليًا؛ فهناك الكثير من الاستثمارات المجدية. • من خلال رئاسة لجنة الاستثمار الرياضي في غرفة الشرقية، هل لك أن توجز لنا الهدف من إنشاء هذه اللجنة؟ وما أبرز إنجازاتها؟ حرصت غرفة الشرقية برئاسة الأستاذ عبدا لرحمن الراشد على تأسيس لجنة الاستثمار الرياضي كأول لجنة في الغرف التجارية بالمملكة؛ لإيمانهم بأهمية هذا الاستثمار، ومن أهداف اللجنة هو إبراز أهم الفرص الاستثمارية في هذا المجال، بالإضافة إلى توعية مجتمع الأعمال والأندية بأفضل الأساليب المستخدمة للاستثمار، وذلك من خلال تنظيم المؤتمرات والندوات واللقاءات والزيارات وورش العمل التي تخدم القطاع، ولكن للأسف اعتقد البعض أن دور اللجنة هو الاهتمام بالأندية وتطويرها وإيجاد الدعم لها، بينما دور لجان الغرفة هو استشاري، والعمل على حل مشاكل قطاع الأعمال مع الجهات الحكومية ذات العلاقة، بالإضافة لاستضافة العديد من الشخصيات الرياضة المهمة عالميًا وعربيًا ومحليًا. •وماذا عن دور الرئاسة العامة لرعاية الشباب في دعم توجهكم وتسهيل مهامكم؟ نعلم مدى حرص الرئيس العام لرعاية الرياضة والشباب الأمير نواف بن فيصل واهتمامه الدائم بتطوير هذا القطاع المهم، والعمل على وجود أنظمة وقوانين وسرعة تسهيل الإجراءات؛ لتشجيع المستثمرين والقطاع الخاص بشكل عام للدخول فيه، وأبوابه دائمًا مفتوحة لأي مقترح او رأي، ولكن سن التشريعات والأنظمة ليست من اختصاص الرئاسة فقط، وإنما هي مرتبطة بجهات حكومية أخرى؛ مما تستغرق وقتًا أطول. •كثر الحديث عن ضرورة خصخصة الأندية والرياضة بشكل عام، فهل تعتقد أن ذلك كفيل بحل مشاكل الرياضة؟ وهل تعتقد أنه من الممكن تطبيق الخصخصة على أرض الواقع؟ الخصخصة اذا تم إقرارها ستخدم 5-6أندية فقط، ولكن ماذا عن باقي 148ناديًا؟ فالخصخصة مهمة جدًا لمستقبل كرة القدم خاصة وباقي الألعاب المختلفة وتطورها، ونحن في انتظار إقرارها، وأعتقد أنها سوف تستغرق وقتًا طويلاً مع الأسف؛ لأنها مرتبطة بعدة جهات حكومية، وليس -كما يعتقد البعض- مرتبطة بالرئاسة العامة، وبرأيي أن الأندية الأخرى بكل درجاتها ذات الإمكانيات المحدودة هي أحوج للدعم، والخصخصة سوف تستغرق وقتًا طويلاً لتصلها. •غياب الشركات عن الدعم وأخص بذلك التي لها ثقل في المنطقة، ألا تعتقد أنه أحد أسباب تأخر رياضتنا بشكل عام؟ الشركات الخاصة تتهرب عن دعم الأندية بسبب المهاترات الإعلامية، فالشركات في أوروبا وآسيا -مثلاً- تتهافت على رعاية الأندية؛ لأنها تضيف لها الكثير، بينما تتهرب الشركات المحلية من الرعاية؛ لأنها تسيء لها؛ بسبب ما يتداول بالأعلام من مهاترات ونزاعات ومشاكل لا تخدم تطور رياضتنا، والشركات تحتاج لغة تفهمها لتقديم الدعم، خاصة الشركات الأجنبية التي تعمل بالمملكة، ومع الأسف إلى الآن لم يطرق باب هذه الشركات أحد بطلب الدعم بلغة تفهمها، من خلال خدمة المجتمع، فهذه الشركات تؤمن بالمسؤولية الاجتماعية، وتخصص الشركات الأم ميزانية سنوية، ويساعدها على خصم الضرائب المفروضة عليهم في بلدانهم وتكاد تكون الاستفادة منها بالمملكة معدوم. •كثر الحديث عن غياب دور شركة «أرامكو» في دعم الأندية والرياضة من منطلق مسؤوليتها الاجتماعية أسوة بالشركات العالمية. شخصيًا إلامَ تعزو السبب؟ شركة «أرامكو» تدعم أندية المنطقة الشرقية سنويًا من خلال البرامج الصيفية فقط، تحت مظلة المسؤولية الاجتماعية، ويرى البعض أن هذا الدعم المتواضع لا يكفي، وأعتقد شخصيًا أن استراتيجية شركة أرامكو من الصعب أن ترعى أندية الشرقية دون غيرها في المناطق الأخرى بالمملكة، وبرأيي إذا وجد أو طرح تنظيم حديث للدعم من أندية الشرقية من خلال المسؤولية الاجتماعية، ويتماشى مع سياستها في خدمة المجتمع أتوقع أنها لن تتردد بالدعم. • مؤخرًا كان لك -أنت شخصيًا- رؤية حول الأراضي البيضاء، فهل لك أن توجز لنا عنها؟ كثر الحديث على فرض رسوم على الأراضي البيضاء، ففكرة استغلال الأراضي البيضاء واستثمارها في بناء ملاعب أو حلبات سيارات لدعم مواهب الشباب، وذلك بمقابل مادي لأصحابها، فبدلاً من فرض الرسوم على أصحابها سوف يكون لها عائد، وفي الوقت نفسه تكون هذه الأراضي فاعله ونافعة في خدمة المجتمع، وتعكس منظرًا حضاريًا للمنطقة بدلاً من وضعها الحالي. • وماذا عن رياضة السيارات التي تبنيتم في الغرفة التجارية مؤخرًا ندوة تختص بمعوقات تطورها؟ في ظل عدم تطبيق خصخصة الأندية حاليًا، تعتبر رياضة السيارات أكثر جدوى؛ لأنها تعتبر قطاعًا خاصًا، والأنظمة موجودة وواضحة، وهناك حاجة للمنطقة لمثل هذا النوع من الاستثمارات، والدليل أن حلبات رياضية في دول الخليج سجلت حضورًا كبيرًا من أبناء المملكة عامة والشرقية خاصة، من حيث المشاركة في البطولات المقامة عليها، وأيضًا تأجير تلك الحلبات لإقامة بطولات خاصة لمشاركين سعوديين، ما يستدعي التفكير جديًّا في عودة تلك الأموال إلى المنطقة واستثمارها بشكل محترف؛ لتنشيط القطاع السياحي وتطوير رياضة المحركات التي أصبحت من أهم مقومات السياحة العالمية، بالإضافة الى الحد من انتشار ظاهرة التفحيط التي - مع الأسف- انتشرت بشكل كبير وخاطئ في مجتمعنا؛ لأنها لا تمارس بطريقة صحيحة داخل ساحات وحلبات خاصة تتوافر فيها وسائل السلامة، ما سمح للشباب من ممارسيها بإفراغ طاقاتهم على الطرقات، فلو وجد ناد أو حلبة في كل منطقة تستوعب الشباب وتدربهم لنجحنا في دعم استثمارات المنطقة، والمساهمة في تنوع مصادر الدخل لديها، وأيضًا القضاء على الممارسات السلبية. •بحكم رئاستك للجنة الاستثمار في غرفة الشرقية التي تضم كبار رجال الأعمال، أين هم عن دعم الأندية ورياضة المنطقة؟ عودة رجال الأعمال للدعم مرتبطة بتطور المجالس «الشرفية» بالأندية، ففي ظل الاحتراف الذي تعيشه المملكة حاليًا تحتاج المجالس الشرفية إلى إعادة هيكلة وتنظيم وتفعيل بأسلوب احترافي يتماشى مع عالم الاحتراف. •تبنيت فكرة الإعلان الداعم. حدثنا عنه وعن آخر مستجداته ؟ المعروف في الأندية أن العضوية الشرفية تعتمد على العلاقات الشخصية من خلال الاتصال برجال الأعمال للحصول منهم على دعم مالي وتقديم العضوية الشرفية لهم. ومن طبيعة رجال الأعمال انشغالهم الدائم، ومن الصعب الالتقاء بهم، أو الاجتماع معهم، والبعض منهم يعتقد أنه -كونه نال العضوية الشرفية- فإن عليه التزامات جديدة، والبعض يرى أنه مناسب له الدعم دون ذكر اسمه، ومن هنا انطلقت فكرة الإعلان الداعم والرعاية وهذه الفكرة ستتيح لرجال الأعمال والشركات المحلية والأجنبية التي تعمل بالمملكة دعم أبناء النادي وشباب المنطقة بطريقة احترافية، من خلال إعلان داعم سواء على أسوار النادي أو الصالات الداخلية أو لوحة شرف في مدخل النادي، حسب درجات العضوية وهو إعلان رمزي من باب المسؤولية الاجتماعية، والغرض منه هو جعل العلاقة بين النادي والداعم احترافية بموجب عقد إعلاني، ولتطبيقها بشكلها الصحيح يجب إعادة هيكلة المجالس الشرفية بالأندية عن طريق الرئاسة. •ميزانية الخير التي أعلن عنها مؤخرًا كيف تجد المخصصات التي اعتمدت للرياضة؟ وهل هي مواكبة للطموح والتطلعات؟ نسبة الشباب في المجتمع تتخطى70٪ ومعظم اهتماماتهم بالرياضة، وكلنا أمل في تخصيص ميزانية تتواكب مع طموحات الشباب في الرياضة. •أخيرًا بعد أيام يسدل الستار على تجربة دامت 4سنوات للجنتكم في غرفة الشرقية، فهل لك أن تضع لنا حلولاً موجزة لتفعيل الاستثمار في الرياضة بشكله الفعلي؟ حقيقة نعتبر أنفسنا شركاء ومسؤولون في المشاركة بتقديم المقترحات والحلول، وليس كما هو حاصل للأسف التفرغ للنقد ليس إلا. ولكي نتقدم إلى الأمام يجب أن نركز ونعمل بما هو متاح أمامنا من أنظمة واستثمارات متاحة حاليًا، خاصة الرياضات المختلفة، حيث تعتبر المنطقة الشرقية أرض خصبة لهذا النوع من الاستثمارات؛ نظرًا لاهتمام شريحة كبيرة من الشباب فيها، وما يميز هذا النوع من الاستثمار ليس العائد المادي فقط، وإنما خدمة أبناء المنطقة من باب المسؤولية الاجتماعية، بالإضافة إلى العائد السياحي الذي يخدم التوجه الحالي في تطوير المدخلات في المنطقة خاصة والمملكة عامة. •أترك المساحة لك لتختتم هذا الحوار فماذا تود أن تقول؟ أودّ ان أعرج على مسألة الدعم وخاصة من رجال الأعمال والشركات. من خلال تجربتي المتواضعة أرى أن أفضل طريقة لدعم الأندية والشباب وخاصة الرياضات المختلفة هو باب المسؤولية الاجتماعية، من خلال تطبيق فكرة الإعلان الداعم من القطاع الخاص، ولنجاح هذا العمل يتطلب شراكة ودعم الرئاسة العامة باستحداث 153وظيفة بعدد أندية المملكة، لضمان استقرار ونجاح البرنامج، بحيث يتم دعم كل ناد حسب منطقته أو المدينة المتواجد بها. أتمنى أن نكون وفقنا أنا وإخواني أعضاء اللجنة في خدمة هذا القطاع الهام، والتعريف بمدى أهمية وجدوى هذا الاستثمار وتهيئة أرضية لاستقبال الخصخصة في حال تطبيقها، وأشكركم على الاستضافة، وحقيقة نعتبر جريدة «اليوم» هي شريك لنا في تقديم رسالتنا. الضيف في سطور الاسم : حمود بن فهد حمود البقعاوي تاريخ الميلاد : 1391ه - 1971م المهنة : رجل أعمال ورئيس ومؤسس مجموعة «آفاق الخليج». المؤهلات العلمية : بكالوريوس ادارة الأعمال (تسويق) جامعة ولاية كاليفورنيا، عام 1995م •رئيس لجنة الاستثمار الرياضي في غرفة المنطقة الشرقية. •عضو اللجنة الوطنية للأعمال الرياضية. •عضو مجلس الأعمال السعودي الايطالي. •عضو جمعية أيتام الشرقية تمكين.