@ بمناسبة حلول شهر الخير.. شهر القرآن الكريم، شهر رمضان المبارك.. نتعالى على جراحنا في كل قطر إسلامي.. لنهنىء الأمة بمقدم هذا الموسم العظيم. سائلين الله تعالى أن يلطف بالأمة، وأن يوقظها ويحميها ويحييها على الحق ويثبتها، وأن ينير بصائر أبنائها ويبعث في نفوسهم الحياة ليقوموا بواجبهم تجاه دينهم العظيم وأمتهم وأنفسهم ومستقبلهم.. شهر رمضان المبارك موسم من مواسم العزة الاسلامية والانتصار على النفس قبل الانتصار على أرباب الشيطنة في الثقلين (الإنس والجن).. هذا هو الشهر الذي أنزل فيه القرآن الكريم.. فيه ليلة عظيمة خير من ألف شهر.. فهو الموسم الذي يعظم الله فيه المثوبة والأجر أعظم ما يكون التعظيم.. ففيه تدنو فرص الرحمة من أبعد العباد ليقترب أقرب ما يكون من رب العباد.. لئلا ييأس مخطىء، ولا يقنط مذنب من رحمة الله.. فإن شط به البعد.. ها هو ذا رمضان يتيح له فرصة الأوبة المأمونة العاجلة!.. فإذا كان عمل ليلة واحدة يجازى عليه فيها المسلم من الأجر بقدر أجر عمل أكثر من 83 عاما.. فأي فضل آخر ينتظر العامل من الأجر؟، واي محروم ومغبون هو إن حرم هذا العرض الإلهي الكريم؟.. لذا جاء في الحديث النبوي الشريف: (رغم أنف رجل دخل عليه شهر رمضان فانسلخ قبل أن يغفر له).. رمضان هذا الموسم العظيم.. من صامه إيمانا واحتسابا لله.. غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قامه إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه (والقيام، هو أداء صلاة التراويح مع المسلمين في بيوت الله)، ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه (وليلة القدر هي إحدى الليالي الوتر في العشر الأواخر من الشهر).. فهذه سلسلة من فرص الأجر.. التي من أصاب إحداها ربح. لهذا استحق من بلغه الله رمضان أجمل التهاني.. لأنه أمام فرص من فرص العمر التي لا تقدر بثمن.. وإذا كانت دراسات الجدوى الاقتصادية لإقامة المشاريع المادية الهائلة في حياة الناس ومنشآت الأعمال مهمة.. فإن دراسة الجدوى الاقتصادية لحياة الانسان نفسها أهم.. ولو أجريت دراسة حقيقية من هذا النوع لما وجدت لسائر الناس في غير رمضان سوقا أعظم منه للكسب والربح!.. فهذه المناسبة بحق جديرة بأن تدفع بالعاقل لاغتنام فرص الأجر الرمضانية أفضل ما يستطيع.. فهي مضمونة وعاجلة العوائد، يستطيع من خلالها المسلم إدراك ما كان فاته فيما مضى، ويؤمن لنفسه مستقبلا لا تؤمنه أية فرص عمل مادية أخرى أيا كانت!.. فما عند الله خير وأبقى!، وكل منا غدا بحاجة لما هو خير وأبقى!. الروح الرمضانية للمنافسات! بالمناسبة الرمضانية.. ليس الحكام فقط (وهم من أكثر خلق الله ابتلاء في الأوساط الرياضية) من يحتاجون منا لدعوة عموم الرياضيين للتخفف من الخوض في ذممهم ونزاهاتهم وآماناتهم، ولكن أيضا كل من له علاق من قريب أو بعيد بمنافساتنا الرياضية.. ولنتعلم في رمضان كيف نسمو فوق هذه المستويات التي في الحقيقة هي صغائر.. ولكنها مع اجتراح الأخطاء والامعان فيها تقود الى ما هو أدهى وأمر.. لنتساءل مع نهاية الشهر: وما فائدة صوم في النهار.. يتبعه (حش) في الليل؟!.