أهاب الشيخ أحمد عبدالكريم الخضير عضو الدعوة والإرشاد بالرياض بالمسلمين إلى استغلال أيام رمضان في أعمال البر والخير، والإكثار من الصدقات، وبذل المعروف، والإحسان إلى الفقراء والمحتاجين، حيث إن رمضان موسم عظيم تستثمر فيه الدقائق قبل الأيام، فهو شهر الصيام والقيام، والإكثار من النوافل وسائر العبادات، إلا أن للصدقات في هذا الشهر الكريم شأن عظيم فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الشهر أجود بالخير من الريح المرسلة. جاء ذلك في حديث ل «الجزيرة» عن شهر رمضان وفضله وفضل الأعمال فيه وأجرها المضاعف وفضل أيامه وخصوصاً العشر الأواخر منه، وقال: إن المؤمن يتعرض في هذا الشهر لنفحات الرب سبحانه وتعالى ويرجو ثوابه ويروم المغفرة منه سبحانه، ولهذا كان السلف الصالح يبذلون الغالي والنفيس في هذا الشهر الكريم وقد ورد فضل الأنفاق في سبيل الله في جملة من الآيات والأحاديث، بل لو تأملنا ردود أهل النار عندما يسألهم الملائكة عن سبب دخول النار يجيبون بإجابات تكررن فيها {وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ} وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمى شهر رمضان «شهر المواساة» وقد ورد في السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال «من فطر في رمضان كان كفارة لذنوبه، وعتق رقبته من النار، وكان له من الأجر مثل أجر الصائم من غير أن ينقص من أجره شيئاً». وأكد فضيلته أهمية أن يتنبه المنفقين والباذلين والمتصدقين أن الصدقة ينبغي أن تكون من أفضل الأموال والأنواع فقد قال الله - عز وجل - {لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ} والصدقة تزيد في المال ولا تنقصه بل تطيبه وتباركه فقد ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال «ما نقص مال من صدقه، بل تزده». وفي السياق ذاته، أهاب الشيخ أحمد الخضير بالمسلمين باغتنام العشر الأواخر من رمضان وهي العشر الفاضلة التي كان يشمّر فيها النبي صلى الله عليه وسلم ويوقظ أهله ويحيي ليله، فيها ليلة خير من ألف شهر، من فاز فيها وقبل فليبشر بالفوز والفلاح، وقد ورد عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجتهد في العشر ما لا يجتهد في غيرها، ولها في الصحيحين (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله).. لذا فالذي ينبغي أن يزداد الباذل وأن يتدارك المفرط فهذا موسم عظيم من حُرِم استغلاله فقد فاته خير عظيم والحرمان لا نهاية له. وأكد فضيلته أن مواسم الخيرات تتابع، واستغلال مثل هذه المواسم من علامات البركة في العمر، حيث يتحصل لمن عمل فيها ما لا يتحصل لغيره ممن طال عمره ولم يحسن عمله، ومن أعظم هذه المواسم «شهر رمضان» وهذا الشهر الذي أنزل الله عز وجل فيه القرآن {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} وجعل من ضمن لياليه ليلة مباركة «هي ليلة القدر» والتي هي خير من ألف شهر وتعدل ثلاثاً وثمانين عاماً، فمن وفق لقيامها والقبول فقد فاز وأفلح. وخلص الشيخ أحمد الخضير إلى القول الذي ينبغي على المسلم أن يستقبل هذا الشهر الكريم بتوبة نصوح، وعزم على الإكثار من الأعمال الصالحة من تلاوة وذكر وصلة وقيام، وقد ورد من الأدلة على فضائل الأعمال في هذا الشهر ما لم يرد في غيره «من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه» «من قام رمضان إيماناً واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه» «من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه» «من فطر صائماً فله مثل أجره» وهذا يدل على سعة فضل الله عز وجل ولكن أين المستثمرون؟!