شهر رمضان فرصة ذهبية نورانية للمؤمن يجب ان تغتنم فقد لا تتكرر, وباب التوبة اوسع ما يكون في هذا الشهر, تفتح ابواب الجنة وتغلق ابواب النار, وتصفد الشياطين, فيه ليلة عظيمة خير من الف شهر, نزل فيها جبريل على اشرف الخلق بأشرف كتاب, والأعمال فيه تضاعف بعشر امثالها الى سبعمائة ضعف واجر الصيام لا حصر له, فهو سر استأثر به الرب, ومن الظلم ان نسمح لأنفسنا بضياع فرصة اكتساب الأجر في رمضان, ونسمح لبعض الفضائيات التلفزيونية باغتيال هذا الأجر ليتحول رمضان الى شهر (فلكلوري) لا علاقة له بالعبادة والطاعة, مسلسلات, وافلام وفوازير ومسابقات ومنوعات الى مطلع الفجر, انما هو اغتيال فعلي لحسنات الشهر الكريم الذي من المفترض اغتنامها لا اغتيالها, اين كان هذا الكم الهائل من الملهيات مختزنا طيلة الاحد عشر شهرا الماضية, ولماذا هذا الشهر تحديدا؟ برامج مغرية ضحلة تطمس الجانب الروحي في هذا الشهر الذي يجب ان يكون للعبادة والقيام بالواجبات الحياتية, وكأن غاية هذه الفضائيات السيطرة على المشاهد في شهره الاستثنائي المميز وحرمانه من الاستفادة من شهر كريم وليلة خير من الف شهر, (من يقم ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر الله له ما تقدم من ذنبه), سلام هي ونور وبركة وقبول دعوات حتى مطلع الفجر, والشقي من يحرم نفسه خيراتها, شهر الرحمة والمغفرة هذا جعل الله صيام نهاره فريضة, وقيام ليله تطوعا, ومن تقرب اليه بخصلة من الخير كمن ادى فريضة فيما سواه, ومن أدى فريضة فيه كمن ادى سبعين فريضة فيما سواه, وهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار (من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) و(من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) فلماذا لا نغتنم هذه الفرصة ونحن نملك القدرة على اغتنامها لنكون ان شاء الله من عتقاء النار وليس ذلك بالمستحيل؟