تنام أكبر مناطق المملكة جغرافيا في حضن البحر المالح، وتدور على شواطئ الخليج العربي في المنطقة الشرقية، مكائن تحلية المياه العملاقة. ومع هذا بات الحصول على مياه محلاة في بعض أحياء الخبروالدمام عصيا بسبب افتقارها لشبكة مغذية، لذا تنتظر أحياء متعددة في المنطقة مشروع إيصال المياه إلى المنازل؛ ومنها أحياء الراكة، العزيزية، الجسر، الدوحة والإسكان، لتستمر معاناة السكان اليومية مع المياه المالحة مسببة الكثير من المشاكل الصحية والخسائر المادية. وفيما تتم معالجة عدد من الأحياء في مدينة الخبر عبر ضخ المياه المعالجة لها بأقل ملوحة، ومنها حي الثقبة، العقربية، الحزام الأخضر، الذهبي، الكورنيش والهدى، إلا أن الأحياء الجديدة لم تحظ بهذه المعالجة، وتظل المشكلة قائمة حتى تكتمل شبكات المياه المحلاة في جميع أحياء المنطقة الشرقية . وهنا يقول المواطن عايض الخماس -أحد سكان حي الجسر، الذي لا يفصله سوى كيلو متر واحد عن مقر محطة تحلية المياه المالحة في الخبر- بأنه يعيد صيانة منزله بشكل سنوي نتيجة الملوحة الزائدة عن الحد، ويكلفه ذلك مبالغ تتراوح بين 3000 إلى 5000 ريال. ويعتبر يوسف الأحمد أن من أهم مشاكل حي الراكة هي مشكلة ملوحة المياه «نضطر إلى شراء مرشحات حتى نشرب الماء النقي، لكن من شدة الملوحة لا تنفع تلك المرشحات في تنقية الماء. كما أننا ندفع مقابل المياه المالحة التسعيرة نفسها التي يدفعها الآخرون للمياه المحلاة». بينما يشير علي الدوسري -وهو من سكان حي الراكة في الخبر- إلى أن الحي محروم من المياه المحلاة، فالمياه التي تصلهم من الشبكة مياه مالحة «تدفعنا إلى جلب المياه بواسطة صهاريج على حسابنا الشخصي، والمشكلة في نظري ستظل قائمة طالما هنالك بطء في تنفيذ مشروع المياه المحلاة». ويرى سعد الشهري -وهو من سكان حي الدوحة- أن وجود المياه المالحة في الحي «سبب لنا خسائر مادية وصحية، وهذا سيعجل برحيل كثير من السكان من هنا بسبب التكلفة المرتفعة لصيانة التمديدات والأنابيب». من جهته، أكد أخصائي الأمراض الجلدية في مستشفى الخبر الدكتور طارق مرزوق أن استخدام المياه المالحة مسبب رئيس للإصابة بحساسية الجلد وجفافه، وكلما زادت الملوحة في المياه، زاد أثرها السلبي على جفاف البشرة، مطالبا بالاستحمام بالماء الحلو بدلا من المالح لأنه يهيج القروح الجلدية، ويؤثر بشكل كبير على مرض الإكزيما الجلدي، كما أن الغسيل بالماء المالح يسبب الحكة في العيون، بالإضافة إلى التأثير المباشر على الشعر عبر تساقطه وتقصفه. فعلى سكان الأحياء غير المتوفر فيها مياه محلاة أن يستحموا بمياه محلاة أو استخدام أنواع معينة من الشامبو لمعادلة تأثير الملوحة. إلى ذلك، أوضح ل «عكاظ» مدير عام المياه في المنطقة الشرقية المهندس أحمد البسام، أن المياه المحلاة التي تنتجها المؤسسة العامة لتحلية المياه في العزيزية لا تكفي لتغطية الأحياء كافة، حيث يتم استقبالها وضخها بالكامل عبر شبكة المياه ويتم تعويض النقص بمياه الآبار، وهذا ما يجعل هناك تفاوتا في نوعية المياه بين حي وآخر، خصوصا في أطراف الشبكة. وذكر المهندس البسام أن تشغيل مشروع شركة مرافق في الجبيل سيحل المشكلة وستتم تغطية الأحياء كافة بالمياه المحلاة بعد الانتهاء من هذا المشروع المتوقع في نهاية عام 2010م، حيث سيتم ضخ 500 ألف متر مكعب من الجبيل لمدن الدمام، الخبر، القطيف، رأس تنورة، صفوى، سيهات، بقيق والأحساء، بالإضافة إلى الجبيل.