خالفت سوق الاسهم توقعات اكثر المراقبين بتحسن ادائها بعد القفزة الكبيرة لأرباح شركة الاتصالات في الربع الثالث التي فاقت التوقعات وبنى عليها المراقبون آمالهم باعادة السوق الى مسارها الصاعد بسبب التأثير الكبير لسهم الاتصالات على المزاج العام للمتعاملين وتأثيره ايضا على اداء السوق. واظهرت السوق افتتاحا جيدا قفز فيه المؤشر العام للاسعار الى 4125.03 نقطة لأعلى مستوى مدعوما بصعود الاتصالات الى 417 ريالا وسابك الى 313.75 ريال والكهرباء الى 92 ريالا لأعلى مستوى لم تستمر بعدها السوق حيث عادت الى التراجع مع مسيل بيعي على غالبية الاسهم ومنها الاسهم القيادية. وخلت السوق من ضغوط عمليات الشراء كما خلت من ضغوط عمليات البيع في آن واحد ومالت الى الركود في اغلب اوقات تعاملاتها الامر الذي اثر بشكل كبير على اجماليات السوق الذي لم يتجاوز التنفيذ فيه نحو 8.35 مليون سهم في 9391 صفقة بقيمة 1.93 مليار ريال. وعكس ذلك الركود حالة الغياب الجزئي للمشترين المؤثرين على احداث السوق فيما برز عامل الحذر للمتعاملين لتوسيع عمليات الشراء اضافة الا ان عددا غير قليل من مضاربي السوق معلقون بأسعار عليا، وجمدت الاسعار المنخفضة حركتهم نحو البيع وبالتالي تم ضخ السيولة من جديد. الى ذلك خالف قطاع الاتصالات المسار الهابط لباقي القطاعات وارتفع بمقدار 32.35 نقطة فيما سجل قطاع الصناعة أعلى هبوط وفقد مؤشره 127.14 نقطة متأثرا بهبوط سهم سابك الذي خسر 7.50 ريال ليقفل عند 302.25 ريال بعد ان قاوم حاجز ال 300 ريال هبوط، وتدني الى 301 ريال وهو أقل سعر. وتصدرت اسهم الاتصالات الصفقات والكميات والقيمة على المستوى العام للسوق ولم تتجاوز في تعاملاتها المسائية أعلى سعر وصلت اليه وهو الذي اعقب الافتتاح وعاد ليقفل عند سعر 408.50 ريال مرتفعا بمقدار 5.50 ريال عن اليوم السابق. واقتصر الصعود على اسهم 9 شركات جاءت في مقدمتها الجوف الزراعية بنسبة 2.38 بالمائة وصولا الى 43 ريالا فيما جاءت نسب الصعود لباقي الشركات محدودة. وتأثر قطاع البنوك بهبوط غالبية اسهمه التي انخفضت فيه الاسهم المؤثرة بمقادير 3 ريالات لسابك و 1.25 ريال للامريكي و 3 ريالات للرياض وترك ذلك أثره على مؤشر القطاع الذي خسر 47.2 نقطة. وتوصف النتيجة المخالفة للتوقعات التي آلت اليها السوق الى حالة الترقب المتضمة حذرا من قبل المشترين من رفع عملياتهم الشرائية بعد ان كانت السوق تشهد تزايدهم قبل يومي التصحيح السعري المشؤومين اللذين شهدهما شهر سبتمبر الماضي حيث أصيب المتعاملون بنوع من خيبة الآمال لسوء تقديرات القوى المؤثرة على السوق. وافتقدت السوق الضخ النقدي ايضا من مستثمرين آخرين لم يجازفوا بالدخول في الشراء وسط غموض وعدم وضوح للمسار العام للسوق. وترك ضعف عمليات الشراء اثرا على مستويات الاسعار والذي شمل فيه التراجع 51 شركة كانت تراجعاتها محدودة من حيث النسبة التي فاقت 4.4 بالمائة والشركات الثلاث هي المتطورة وانخفضت 4.44 بالمائة والخزف 5.31 بالمائة والزامل 5.90 بالمائة فيما جاءت تراجعات باقي تلك الشركات دون تلك النسبة وهو ما يوضح حقيقة عدم الاندفاع للبيع وخلو السوق من اي ضغط بيعي .