قمت يوم الاحد بجولة على مكتب التوظيف في شركة (ارامكو السعودية) فشاهدت افواجا من خريجي الثانوية العامة قسم علمي. فالصالة الكبيرة غصت بالشباب لدرجة ان المداخل الرئيسة للمبنى شبه مغلقة من تزاحم الشباب في محاولة للدخول واخذ رقم لاجراء الاختبار الذي يحدد قبول المتقدم من عدمه، ناهيك عن الشباب الذين تناثروا في الحدائق المقابلة للمبنى شباب يرغبون في العمل والمشاركة في خدمة الوطن عبر هذه الشركة العملاقة وفي حديث مع احد الموظفين قال: ان هذا العدد الهائل يجعل منافسة القبول صعبة بسبب البحث عن الافضل واصحاب النسب العالية فالحد الادنى للقبول هو خمسة وسبعون في المائة، فما دون ذلك لن يقبل، فأخذت نفسي ازاحم الشباب رغبة في الخروج من المكتب ولكن هيهات، فالمكان مكتظ بالمتقدمين ولكن لحسن حظي اني دعيت من احد العاملين من داخل الادارة فذلك الطريق اسهل. وفور دخولي وجدت احد الاخوان من الزملاء وهو يقول: ما الحل، هل هناك طريقة لتوظيف ابنائنا، وهل من حقهم علينا تركهم من دون محاولة ومحاكاة الادارة العامة، من ياترى نلجأ اليه، فالحاسب الآلي لا يخاطبنا ولا يرد على اسئلتنا اني قلق وحزين على ابني وابن اختي. وبعد كل ذلك لابد من ذكر ان الشركة على الاقل توظف اعدادا معينة في كل عام، ولم القسوه عليها دون غيرها من الشركات؟ نعم نرغب في توظيف الشباب في ارامكو السعودية ولكن الشركة لها اهداف واستراتيجيات تعمل على تنفيذها. ولكن لم لا يلجأ الشباب الى الشركات الرائدة الاخرى كسكيكو، الشركة السعودية الموحدة للكهرباء وشركة الاتصالات، والبنوك، وشركة سابك للبتروكيماويات، وشركات اخرى كثيره؟ الا يوجد عند هذه الشركات برامج لتوظيف الشباب؟ فان كان هناك شيء من هذا لم يتم التكتم عليه، ام ان هذه الشركات لا يوجد عليها ضغط كما هو حادث لشركة ارامكو السعودية ام ان الشركة مع حرصها في توظيف عدد لا بأس به من الشباب كل عام، نأتي باللوم والعتاب عليها دائما، نحن لا نلوم الشباب حين يصابون بالاحباط، فهم كل ما يبحثون عنه هو شغلهم الشاغل، الحصول على وظيفة ولكن (ارامكو) ليست وحدها في المملكة، معها مئات الشركات والمؤسسات فلم لا يعلنون عن برامجهم التوظيفية؟ كما ان هناك الهيئة الملكية بالجبيل، ومعامل تحلية المياه، وتلك المشاريع الضخمة للشركات الاجنبية العاملة في حقل الغاز لابد من مخاطبتهم في توظيف الشباب وبمرتبات معقولة. وهناك العسكرية والامن العام والحرس الوطني ووزارة الدفاع لم ذلك الاعراض من الشباب عن هذه القطاعات المهمة التي من خلالها يساهم الشاب في الدفاع عن الوطن والمحافظة على الأمن في هذا البلاد. ولا انسى تلك الاعمال في مجالات كثيرة، لا يقوم بها الا الاجانب، والامثلة على ذلك كثيرة فهي موجودة في الاسواق والمجمعات والشارع.. الى متى سنظل معتمدين على ايدي عاملة اجنبية تخدم في هذه الاعمال وتكسب الكثير من المال قد يفوق بعض مرتبات الشركات. وختاما نرجو من ارامكو السعودية محاولة عمل شيء ما كمساعدة ارامكو في اخذ بعض الاجزاء من المجوعات المتقدمة وتوظيفها فهذا واجب على الجميع فخذوهم قبل ان يصيبهم اليأس والأمراض النفسية بسبب التفكير في البحث عن عمل والعجز التام في ايجاده. نرجو الاسراع في توظيفهم، حتى لا تصبح الشوارع ملاذا لهم.