إنها حكايات مبللة بالقهر والدموع .. حكايات أبناء وبنات الوطن الذين لايجدون فرصة .. ويتعرضون لأقسى أنواع الاستغلال من شركات توريد العمالة التي يطلق عليها اصطلاحا شركات «الباطن»، حيث يتم التعامل معهم على أنهم أجانب، بل أسوأ .. فيتم استغلالهم نفسيا وإنهاكهم جسديا .. معاناة مستمرة لموظفي شركات «الباطن» لم تجد حلا حتى الآن وقتل أحلامهم وآمالهم وهي لاتزال في المهد، بلا رقيب من مسئول، أو ضمير من أصحاب هذه الشركات التي تتعاقد على توريد قوى بشرية إلى شركات كبرى مقابل مبالغ كبيرة، ثم يحصل أبناء الوطن المتعاقدون مع هذه الشركات الوسيطة على الفتات". "اليوم" فتحت الملف الشائك، ورصدت آلام وآهات أبناء وبنات الوطن، وحكاياتهم المبللة بالقهر والدموع، ننقلها إلى المسئولين وأصحاب الضمائر، ليجدوا لها حلا، حتى لا يهرم أبناء الوطن وهم في ريعان الشباب، وحتى لا تموت الأشجار وهي واقفة يأسا وقنوطا من أصحاب "شركات الباطن" الذين ماتت ضمائرهم بحثا عن المال. ورغم مرور سنتين على قرار مجلس الشورى بإلزام الشركات الكبيرة مثل أرامكو السعودية والشركات النفطية الأخرى والهيئة الملكية بالجبيل و"سابك" وغيرها، بمنح السعوديين المتعاقدين مع مقاولي الباطن الذين يعملون في هذه الشركات بالعقود كافة المزايا والحقوق التي يعطيها صاحب العمل الأصلي لغيرهم من العاملين السعوديين، إلا ان شيئا لم يتغير، ومازالت المعاناة مستمرة. في الحلقة الخامسة والاخيرة تواصل «اليوم» نشر المزيد من آلام ومعاناة الشباب الذين دخلوا هذه الدائرة الجهنمية، ولم يجدوا منها فكاكا، ونستجلي رأي حقوق الانسان، وننتظر رد المسئولين المعنيين بهذه القضية".
رجاء أم: انظروا لأبني بعين الرحمة قالت أم سلمان والدة أحد موظفي شركات الباطن: "يحمل ابني شهادة إدارة ونظم معلومات تخصص أنابيب ويعمل منذ سنوات بمنطقة نائية ولايأتي إلينا إلا يومي الخميس والجمعة بحالة صحية ونفسية سيئة حيث يتقاضى راتبا ضئيلا من الشركة المتعاقده مع أرامكو في الوقت الذي يتقاضى زملاؤه الرسميين وكذلك الأجانب رواتب عالية تفوق ما أضعاف ما يتقاضاه رغم أنه يبذل جهودا أكثر منهم ويعمل في تخصص نادر ومرغوب في موقع العمل", وطلبت أم سلمان من المسئولين في الشركة أن ينظروا بعين الرحمة والمهنية لهؤلاء الشباب السعوديين الذين يطمحون إلى خدمة وطنهم وتأمين مستقبلهم".
شركة عمانية بلا تراخيص أو سجل كشف مجموعة من موظفي شركة عمانية بالمنطقة الشرقية " تحتفظ الجريدة باسمها ترتبط بعقد مع إحدى الشركات النفطية الكبرى عن وجود عدة مخالفات ضد هذه الشركة في ظل تجاهل من الشركة النفطية التي تعتزم تجديد عقدها الذي يشارف على الانتهاء قريبا ، مشيرين إلى أنهم كموظفين سعوديين يصل عددهم إلى 160 موظفا تم تحويلهم للعمل لدى هذه الشركة لتقليل التكاليف المالية حيث إن المشكلة تكمن بعملها دون الحصول على ترخيص وسجل تجاري وتحتضن عمالة أجنبية منتهية صلاحية إقاماتهم فيما لها سوابق مخالفات في مملكة البحرين . وأوضحوا أنهم رفعوا شكوى رسمية إلى مكتب العمل والعمال وقد وقعت الشركة على تعهد بدفع الرواتب في الوقت المتفق عليه ولكن لا حياة لمن تنادي حيث قاموا لاحقا بمخاطبة الشركة النفطية التي أكدت لهم أن إشكاليات هذه الشركة سيتم معالجتها قريبا في الوقت الذي لايزالون يواجهون صعوبات معهم تتعلق بتأخير الرواتب التي يتم تسليمها أحيانا "كاش" أو تحويلها من أشخاص مجهولين .
أمل: عقد الخادمة أفضل مني أوضحت "أمل . غ " موظفة لدى أرامكو السعودية بنظام العقود أنها تعمل كأي موظف في هذه الشركة الكبرى بذات العدد من الساعات وكمية العمل ولكن لا تحظى بما يستحقه الموظف الرسمي لسبب واحد فقط أنها مستأجرة من شركة أخرى تأخذ مبلغا من أرامكو وتصرف لها ربعه في نهاية الشهر, مضيفة: "ما أود قوله إنني لا أتمتع بالكثير من الذي يتمتع به باقي موظفي الشركة على سبيل المثال الاحتفاظ بجزء من إجازتي إلى السنة الجديدة فعليّ اتمام جميع الايام وبعد ذلك أجدد عقدي بنهاية الإجازة حتى السائق والعاملة المنزلية عقدها أطول من عقود المتعاقدين لدى اكبر شركة نفط بالعالم, أفلا يحق للموظف في اي قطاع خاص ان يأخذ إجازة مرضية وتصدّق من صاحب العمل اذا كانت صادرة من مستشفى حكومي! وتقول: "وقع لي حادث حريق وذهبت الى مستشفى حكومي وصرف لي إجازة 10 ايام وقدمتها الى الشركة المتعاقدة مع ارامكو حتى تبحث مدى صحة التقرير، والشركه ارسلتها الى ارامكو حتى تصدق من اللجنة الطبية من مستشفى ارامكو وبعد مرور شهرين تم الموافقة على 5 أيام فقط من اصل 10 وعلى العلم يجب ان أقدم إجازة بدون راتب حتى يصدق التقرير وبعدها توجهت الى المستشفى الحكومي لأخذ تقرير مفصل بالحالة وارساله الى ارامكو في ذلك الحين تم اصدار قرارهم بان الخميس والجمعة من الاجازة المرضية يعتبر بدون راتب وليس من ايام الاجازة المرضية فأي ظلم هذا الذي يقع علينا؟!
صورة ضوئية من موقع الشركة
موقع أرامكو يفضل غير السعوديين ومصدر يبرر: خطأ تقني لجأت شركة «أرامكو السعودية « إلى التهرب من توظيف الشباب السعودي بعد أن كشف المتقدمون للتسجيل على موقعها الإلكتروني عدم وجود معايير ثابتة لطرح الوظائف بين السعوديين والأجانب, حيث يتم التقديم لوظيفتين فقط للسعوديين فيما تطرح مئات الوظائف للأجانب بتخصصات يمكن شغلها بسعوديين. وأوضح مجموعة من المتقدمين أنهم فوجئوا خلال التسجيل على الموقع الالكتروني أن هناك تمييزا واضحا للأجانب فيما يتعلق بطرح الوظائف لهم في تخصصات يتوفر بعضها لدى الشباب السعودي ولكنها تمنح حق الأفضلية لغير السعوديين وتتيح لهم المقابلة والتقديم من خارج المملكة. وبرر مصدر في الشركة أن هذا مجرد خطأ تقني غير مقصود، وانه لا تمييز بين المواطنين والاجانب والوظائف تطرح حسب التخصصات المتوافرة وسيتم العمل على تلافي هذا الخطأ مستقبلا.