الحي الغربي بالعوامية أو كما يسميه البعض حي الصعب يسكنه مجموعة من الفقراء الذين لا يملكون حق البناء عليه، كما لا يملكون إيجار منزل يحلمون بسكناه .. حي غريب يموج بالفقراء والروائح النتنة المتفشية بين المستنقعات التي تحيط بالمنازل والتي تكونت نتيجة الصرف الصحي لهذه المنازل سبع عائلات بعضها من الأرامل والمطلقات تسكن منازل الصفيح في وضع مأساوي بينما ينعم الآخرون بسكن ثابت يقيهم حراراة الصيف وبرودة الشتاء ومهما كان نوع هذا السكن من حيث قدمة أو بدائيته إلا أنه يظل أرحم من منازل الصفيح . (اليوم) التقت ببعض ساكني هذا الحي وبعض أبناء العوامية للوقوف على حقيقة وابعاد هذه الحالة الإنسانية .. مراحل التطور (أحمد الهويدي) أحد ساكني الحي يقول: أسكن هذا الحي منذ 23 سنة خلال هذه المدة تغيرت المنازل من السعف إلى الصنادق ثم إلى الشنكو الآن ومن مرة إلى أخرى كان سبب التغيير هو حريق يأتي على كافة المنازل وأيضا كل مرة نبقى في العراء حتى يقوم أحد فاعلي الخير بأعانتنا على إقامة منازلنا . الشتاء والصيف (ادريس عبد الهادي) يسكن هو وعائلته احد المنازل: المنزل في مجمله يتكون من الصفيح فقط وكأنه مستودع للمواد التالفة يقول: احترق منزلي قبل شهر بسبب ماس كهربائي وكدنا أن نقضي في الحريق الذي أتى على كل ما نملكه من أجهزة وأدوات وقد قدمت الجمعية الخيرية بالعوامية لنا بعض المساعدات لكنها لا تكفي للعودة إلى الوضع السابق فنحن الآن نفترش هذه الأرض الرطبة في منزل يتحول خلال ساعات النهار إلى حرارة لا أحد يستطيع احتمالها وعندما يدخل فصل الشتاء يتحول إلى ثلاجة . ويضيف : الصرف الصحي يحيط بمنازلنا فنحن ساكنون في مستنقع يعج بكل أنواع الحشرات الضارة من بعوض وذباب وغيرها على مدار العام . الهروب من الواقع كما التقت (اليوم) (مهدي علي الجارودي) أحد أطفال الحي الذي كان يلعب على جذع أحدى اشجار النخيل يقول في ساعات النهار وعندما تشتد الحرارة نخرج إلى الساحات المحيطة بالمنزل نستظل بظلال الأشجار والجدران بسبب الحراة التي لا تتحمل داخل الغرف. طبيعة الحي (نصر المشيخص) من وجوه العوامية كان ماراً بالحي عند تجولنا فية ذكر أن الأرض وقف لذلك لا يستطيعون البناء عليها وأن السكان من المعدمين لذلك يبنى هذا الحي مرة بعد أخرى بسبب الحرائق التي تشب فيه وأضاف أن عدد عوائل الحي سبع عوائل فقط بعض هذه العوائل من النساء فقط وهم في حالة يرثى لها . اقتراح كما التقت اليوم (حمزة الشاخوري) احد أبناء العوامية ومن الناشطين الاجتماعيين بها يقول: إن حالة هذه الأسر سيئة جداً مادياً فوضعهم الاقتصادي مترد ولا يملكون إلا هذا الصفيح المقام كمنازل على أرض الوقف . الوضع الدراسي لأبنائهم هو أيضا مترد بسبب ما يعكسه وضعهم المعيشي على الوضع النفسي للابناء . ويذكر أن الجمعية الخيرية تقدم لهم بعض المساعدات ولكن لكثرة مسؤولياتها وقلة مواردها تكون مساعداتها غير كافية . وأضاف أن بعض فاعلي الخير يقدمون لهم بعض المساعدات في المناسبات مثل شهر رمضان والأعياد . ويقترح الشاخوري أن يجتمع وجهاء العوامية ويبحثوا أمر هذا الوقف لأستثماره ومساعدة هؤلاء الفقراء كأن تبنى عليه مساكن شعبية أو مسلحة وتؤجر لهم بأجر رمزي بحيث لا تثقل كاهلهم . وبذلك يسكنون منازل حقيقية، بدل هذا الصفيح اللاهب في الصيف البارد جداً في الشتاء وأيضا لتوفير الاستقرار لهم . المستنقع يحيط بالمنازل منازل الصفيح