تسعى القيادة الفلسطينية لتسوية الازمة التي نشبت بسبب خلافات حادة بين الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الوزراء احمد قريع. في الوقت الذي يحاول فيه وسطاء فلسطينيون انهاء الازمة التي نجمت عن تهديد قريع بالاستقالة. ولزم قريع الصمت ازاء ما يبدو أنه خلاف مع الرئيس عرفات بشأن السلطات الامنية التي تعتبر اساسية لاستئناف عملية احلال السلام في الشرق الاوسط. وصرح مسؤولون فلسطينيون بأن قريع هدد بالاستقالة بعد الغاء اجتماع للمجلس التشريعي تمت الدعوة اليه اول امس للتصديق على حكومة طواريء وسط اعتراض من عدد من أعضاء المجلس لفكرة تشكيل حكومة طوارىء. وقال مسؤول فلسطيني ان جهود الوساطة ستستمر لتضييق شقة الخلاف بين أبو علاء وعرفات . وأردف قائلا ان أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح يقومون باتصالات دبلوماسية عبر الهاتف مع قريع. وقال المسؤولون ان قريع وعرفات على خلاف بشأن قرار عرفات برفض وزير الداخلية ناصر يوسف الذي كان سيتمتع بسلطات أمنية مهمة لخطة السلام التي تدعمها الولاياتالمتحدة والمعروفة باسم خارطة الطريق. وأكد عضو بالمجلس التشريعي الفلسطيني وجود الخلاف مشيرا الى أن هناك جهودا تبذل لحسم الخلاف بين الجانبين. وذكر عضو المجلس أحمد حاتم عبد القادر أن الخلاف يعود الى اصرار عرفات على تقديم حكومة قريع للمجلس التشريعي على أنها حكومة طوارىء بينما يصر الاخير على تقديمها على أنها حكومة عادية مصغرة حتى تستطيع الحصول على ثقة المجلس . وأضاف عبد القادر أن هناك خلافا آخر بين عرفات ورئيس وزرائه المكلف بشأن حقيبة الداخلية التى يتولاها اللواء نصر يوسف معربا عن أمله فى أن تنجح الجهود المبذولة في تضييق هوة الخلاف بين عرفات وقريع . وأثار يوسف غضب عرفات بمقاطعته حفل أداء الحكومة اليمين الدستورية يوم الثلاثاء الماضي. وصرحت مصادر فلسطينية بأن يوسف لم يكن يريد تولي مهامه دون تصويت برلماني لمنح الشرعية لاي اجراءات أمنية قد ينفذها. ودارت تكهنات بأن غياب يوسف كان احتجاجا على تعيين نواب لوزير الداخلية دون الرجوع اليه. وكان خلاف بشأن السيطرة على قوات الامن عاملا وراء استقالة محمود عباس الشهر الماضي من منصبه كرئيس للوزراء. وتطالب اسرائيل بأن تشن حكومة قريع حملة على حركات المقاومة الفلسطينية التي نفذت موجة من التفجيرات الفدائية ضد الاسرائيليين خلال الانتفاضة الفلسطينية التي بدأت قبل ثلاث سنوات. ويقول المسؤولون الفلسطينيون ان أي حملة على المقاومة قد تشعل حربا أهلية. واعلن عرفات الذي حددت اسرائيل اقامته في مقره برام الله حالة الطواريء يوم الاحد الماضي بعد ان جدد وزراء اسرائيليون الدعوات لابعاده اثر هجوم فجرت فيه فلسطينية نفسها يوم السبت الماضي في مطعم بمدينة حيفا مما اسفر عن مقتل 20 اسرائيليا. ولم يظهر عرفات علنا اول امس. وقال مساعدون للرئيس الفلسطيني ان عرفات مصاب بنزلة انفلونزا شديدة ورفضوا تكهنات وسائل الاعلام بأنه ربما تعرض لازمة قلبية خفيفة او مصاب بسرطان في المعدة. وعلى صعيد متصل ذكرت وزارة الخارجية الاميركية امس ان الولاياتالمتحدة لا تستطيع تأكيد استقالة رئيس الوزراء أحمد قريع . وقال المتحدث باسم الوزارة ريتشارد باوتشر : ليس لدينا اية معلومات محددة حول ما اذا كان أحمد قريع قدم الاستقالة رسميا أو حول ما حدث بالضبط مضيفا ان واشنطن تراقب الاحداث عن كثب وتتصل مع الاطراف المعنية فى القدسالمحتلة. وكان قريع قد قدم استقالته الى الرئيس عرفات فى وقت سابق طبقا لمصادر فلسطينية بعد تأجيل جلسة للمجلس التشريعى كان ينبغى ان توافق على برنامج الحكومة. ولم يصدر أى تصريح من مقر عرفات حول ما اذا كان قد تم قبول الاستقالة التى جاءت بعد يومين من أداء قريع وثمانية من وزرائه اليمين الدستورية. ولكن مستشار عرفات نبيل ابو ردينة قال ان قريع لم يقدم استقالته ولا يزال يحظى بثقة الرئيس ياسر عرفات.