يبقى الرئيس الفلسطني ياسر عرفات حصان طروادة في الشارع الفلسطيني وبرغم التلويحات الامريكية والتهديدات الاسرائيلية بان انهيار حكومة محمود عباس يعني انتهاء السلطة الفلسطينة وياسر عرفات شخصيا الا ان عرفات اقدم على قبول استقالة حكومة عباس وطلب تسيير امور السلطة حتى يتم اختيار مرشح آخر لهذا المنصب ولم يمض أكثر من اربع وعشرين ساعة حتى تم تكليف أبو علاء رئيس المجلس التشريع لهذا المنصب ليؤكد عرفات للعالم شرعيته وشرعية المرشح الجديد ابوعلاء فهو رئيس مؤسسة منتخبة من قبل الفلسطينيين وعبر صناديق الاقتراع ، مما شكل ضربة الى الاسرائيليين والامريكيين الذين طالبوا ابوعلاء بالافعال لا بالاقوال . وافاد مسؤول فلسطيني رفيع المستوى ان الرئيس الفلسطينيعرفات وافق على اقتراح رئيس الوزراء قريع بتشكيل حكومة مصغرة قبل نهاية الاسبوع الحالي . ورفضت الولاياتالمتحدة التعليق على تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة برئاسة قريع مؤكدة انها ستحكم عليها بشكل خاص على اساس مدى عزمها على وقف العنف ضد اسرائيل حسب تعبيرها. وقال ريتشارد باوتشر المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية فى تصريح له بهذا الصد ان مايهم واشنطن هو تمتع رئيس الحكومة الفلسطينية الجديدة بسلطات قوية تمكنه من التحرك بشكل حاسم ضد الارهاب والعنف.على حد رأيه . ونسبت صحيفة الايامالفلسطينية المقربة من السلطة الوطنية الى مصادر مطلعة قولها انه تم ادخال تعديل على عدد الحقائب التى تتشكل منها حكومة السيد احمد قريع بحيث يتم تخفيض عدد الحقائب من 24 حقيبة وزارية الى 12 حقيبة .وقالت انه سيتم النظر مستقبلا فى توسيع اعداد الحقائب الوزارية . واشارت الى انه ينتظر ان يعلن عن التشكيل الجديد لوزارة قريع وتقديمها للمجلس التشريعى خلال الساعات القليلة القادمة. ويبدو أن رئيس الوزراء الفلسطيني المكلف أحمد قريع ابو علاء تعلم درسا مفيدا من سلفه محمود عباس ابو مازن الذي دخل في مصادمات مع عرفات وكان الخاسر الوحيد في المعركة حيث خرج من حكومته والشارع الفلسطيني يتهمه بالعمالة . فيما كشفت مصادر فلسطينية ان قريع ومن خلال خبرته الطويلة بالعمل مع الرئيس عرفات فهم كيف يفكر عرفات وما الاسماء التي يرغب في ان تدخل حكومته وهو راض عنها ، لقد فهم قريع الدرس جيدا ولن يخطئ في ان يدخل في صدام مع الرئيس عرفات الذي يحظى بشعبية كبيرة وسط الشارع الفلسطيني بعد التهديدات الاسرائيلية . عرفات الذي كلف قريع بتشكيل حكومة فلسطينية لم يغفل عن المكان الذي سيتركه ابو علاء في المجلس التشريعي حيث كشفت مصادر لجريدة "اليوم" أن الرئيس عرفات قرر أن لا يخلف قريع أحد حاليا في رئاسة المجلس التشريعي وان يتولى ابراهيم أبوالنجا النائب الأول لرئيس المجلس منصب القائم بأعمال رئيس المجلس إلى حين انعقاد الدورة الجديدة للمجلس في مارس المقبل حيث تجرى الانتخابات لرئاسة المجلس. فيما تشير اوساط فلسطينية الى ان عباس زكي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح سيتولي منصب رئاسة المجلس التشريعي ،علما بأن التشريعات الفلسطينية تقول بتولي رئيس المجلس التشريعي مهام الرئاسة الفلسطينية في حال استقالة او وفاة الرئيس حتى يتم انتخاب او تعيين رئيس جديد للسلطة الفلسطينية حسبما تنص عليه التشريعات الدستورية ذات الصلة. فيما اعتبر عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي ان الحديث في هذا المجال سابق لاوانه وستتم مناقشة امر رئاسة المجلس التشريعي في الوقت المناسب وبعد الانتهاء من تشكيل الحكومة الفلسطينية. وحول الضغوط الخارجية على الفلسطينيين قال عباس ان الولاياتالمتحدة تسعى الى تقويض السلطة الفلسطينية من خلال حل كل مؤسساتها وتشكيل مجلس حكم انتقالي في فلسطين كما حدث في العراق مؤخرا. مشيرا الى ان دعوة الرئيس الأمريكي جورج بوش الى بروز قيادة فلسطينية جديدة فقد اصبح واضحا ان الأمريكيين يريدون عملاء لهم لقيادة السلطة الفلسطينية. وأكد عباس أن القرار يعود الى اللجنة المركزية لحركة فتح ولهذا قام قريع بعرض نتائج مباحثاته مع الأحزاب والفصائل والشخصيات المستقلة وتشكيل حكومته وتم اقرارها من قبل اللجنة. وأشار زكي الى أنها ستكون شابة وسيشارك فيها عدد من التكنوقراطيين . وقال ان رأي الجماعة هو الذي سيسود في النهاية وليس رأى الأفراد خاصة ان هناك من يستعين باسرائيل او بعض العرب او بالواسطة من اجل ان يصبح وزيرا وهو الأمر الذي يجب ان ينتهي كليا. وحول الانتهاء من موضوع اختيار الوزراء قال مما رشح من اسماء كثيرة معظمها صحيح وان هذا الموضوع أثار الجمهور الفلسطيني كثيرا ولذلك لا بد ان يعمل مجلس الوزراء بروح الفريق الواحد وان يسترشد بقرار القيادة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية في الأمور الهامة. من جانبه أبقى الدكتور صائب عريقات رئيس دائرة شئون المفاوضات فى منظمة التحرير الفلسطينية الباب مفتوحا أمام امكانية انضمامه الى حكومة قريع. موضحا أنه لم يعتذر عن عدم المشاركة فى الحكومة وانما أبلغ رئيس الوزراء المكلف بأنه ليست هناك ضرورة للحقيبة الوزارية التى كلف بها وهى وزارة شئون المفاوضات. وقال عريقات لم أعتذر عن عدم المشاركة فى الحكومة وانما أبلغت أبو علاء بأننا لسنا بحاجة الى وزارة شئون مفاوضات لان هذه المفاوضات هى شأن من شئون منظمة التحرير الفلسطينية وليس شأن الحكومة وأنا أدعم الاخ أبو علاء بكل ما أملك .ونفى انه يطمح بالحصول على حقيبة وزارية أخرى . واكد عريقات ان الحكومة الفلسطينية لم تشكل بعد وان كل ما طرح مجرد تكهنات واجتهادات بعضها صحيح وبعضها غير صحيح. وبدوره قال احمد الطيبي العضو الفلسطيني في الكنيست الاسرائيلي ان مهمة الحكومة الفلسطينية الجديدة برئاسة احمد قريع شبه مستحيلة بسبب الممارسات الاسرائيلية وموقف الادارة الامريكية. واشار ان اسباب فشل الحكومة الفلسطينية السابقة ثلاثة هي الجدل الفتحاوي الداخلي وتهرب الادارة الامريكية واللجنة الرباعية من تحمل مسؤوليتها في الضغط على اسرائيل للالتزام بتعهداتها ضمن خارطة الطريق وسياسة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الذي افرط في مدح ابو مازن علنا وامعن في العمل ضده ميدانيا ولم يقدم لحكومة محمود عباس شيئا يغير الواقع الفلسطيني اليومي. واضاف المستشار السابق للرئيس الفلسطيني ان حكومة قريع تحظى بتناغم داخلي غير انها تبقى رهينة الممارسات الاسرائيلية والموقف الامريكي. وتابع : كان الله في عون ابو علاء. مهمته شبه مستحيلة. ومنذ تكليفه بتشكيل الحكومة في السادس من شهر سبتمبر الجاري، وقريع يلتقي بشكل يومي مع عرفات للتشاور معه في كيفية تشكيل الحكومة التي يتوقع ان تضم 24 عضوا، 15 منهم على الاقل من اعضاء حركة فتح التي يتزعهما الرئيس الفلسطيني. فيما جددت الفصائل الفلسطينية تعهدها بمواصلة الانتفاضة حتى التحرير وقد أعلنت كتائب شهداء الاقصى التابعة لحركة فتح ان المقاومة هي اللغة الوحيدة التي يفهمها العدو. وتعهدت حماس بمواصلة الانتفاضة الى أن ينتهي الاحتلال. وطالبت الحركة السلطة الفلسطينية والحكومة الجديدة بمقاومة الضغوط الامريكية والاسرائيلية التي تهدف الى انهاء حق الفلسطينيين في المقاومة. وكشفت مصادر ل (اليوم) أنه وفي إطار المشاورات التي أجراها أحمد قريع (أبو العلاء) لتشكيل حكومته، عقد عدة اجتماعات مع عدد من الفصائل والكتل واطلع على مطالبها وشروطها للمشاركة في الوزارة القادمة. وتتمحور مطالب المعارضة والفصائل الفلسطينية التي التقى بها قريع تأكيدهم على ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية والتمسك بالثوابت الفلسطينية والحرص على سيادة القانون، واستقلال القضاء، والعمل على الإصلاح الداخلي انطلاقا من وثيقة الإصلاح التي وضعها المجلس التشريعي. فيما دعا النواب الاسلاميون في المجلس التشريعي الفلسطيني إلى تكريس مبدأ الشفافية والمصداقية، وتمثيل الطيف السياسي الفلسطيني، والحفاظ على المصالح الوطنية العليا، وتخفيف أعباء الحياة عن كاهل الشعب الفلسطيني في سبيل تحرير أرضه ومقدساته. فيما يؤكد المكتب السياسي للاتحاد الديمقراطي الفلسطيني فدا، على أهمية تشكيل حكومة اتحاد وطني من القوى السياسية والشخصيات والكفاءات الوطنية المستقلة المستعدة للمشاركة في الحكومة على قاعدة الاتفاق على برنامج للحكومة، يستند إلى البرنامج السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية وقرارات مؤسساتها الرسمية بشأن المفاوضات وقضايا الوضع النهائي ومجمل الوضع السياسي، ويستند إلى وثيقة المجلس التشريعي الفلسطيني وقراراته بشأن الاصلاح من أجل متابعة عملية الإصلاح الداخلي. وكانت فدا قد رحبت بدعوة قريع لمشاركة فدا في الحكومة، وأكد استعداده للمشاركة في الحكومة المقبلة على قاعدة الشراكة الحقيقية والاتفاق على البرنامج بين جميع الاطراف التي ستشكل منها الحكومة المقبلة، ورشح الوفد زهيرة كمال عضو المكتب السياسي لإشغال إحدى الحقائب الوزارية. فيما يطرح حزب الشعب الفلسطيني على ضرورة معالجة التحديات والمخاطر القائمة، بما في ذلك برنامج عمل الحكومة الفلسطينية، ومجموع الحركة الوطنية للمرحلة القادمة ودعا الحزب الى تشكيل لجنة لصياغة البرنامج الحكومي بمشاركة القوى المختلفة وكذلك الى اعتماد آلية تشاركية للعمل الوزاري من خلال اعتماد مجلس وزاري مصغر للشؤون الاستراتيجية. ويؤكد الحزب انه سيتعامل مع الحكومة على قاعدة الدعم والمشاركة فيما هو صائب وصحيح والنقد والاختلاف فيما هو سلبي ومتعارض مع رؤية الحزب وتوجهاته في مختلف المجالات. فيما أكد د. موسى الزعبوط المرشح لمنصب وزير في الحكومة الفلسطينية كما رشحت بها المعلومات لجريدة "اليوم" ان برنامج الحكومة الفلسطينية القادمة يرتكز على ترتيب البيت الداخلي، وصون اسس الوحدة الوطنية، ومعالجة الخلل القائم من خلال ترسيخ مبدأ الثواب والعقاب واصلاح القضاء. وحذر الزعبوط من احتمالات انهيار اية حكومة فلسطينية جديدة في حال ما إذا واصلت اسرائيل وامريكا ضغوطاتها وعدوانها على الشعب الفلسطيني التي تعد اخطر التحديات، معتبرا ان ابعاد الرئيس ياسر عرفات هو بداية النهاية للسلطة الفلسطينية ولاية حكومة قائمة. فيما تحدثت اوساط فلسطينية انه وبعد مصادقة اللجنة المركزية لحركة فتح، على الهيكلية شبه النهائية، قبل عرضها على المجلس التشريعي اواخر الاسبوع الحالي - ان هذه الحكومة لن تضم ممثلين عن الجبهة الشعبية وحماس والجهاد الاسلامي والجبهة الديمقراطية. وكان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات قد ترأس اجتماعا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية التي صادقت على التشكيلة الحكومية شبه النهائية والتي تتألف من 24 وزيرا بينهم عدد كبير من الوزراء الجدد وتضم : اللواء نصر يوسف وزيرا للداخلية، صائب عريقات وزيرا لشؤون المفاوضات وياسر عبد ربه وزيرا للاعلام وسالم فياض وزيرا للمالية ونبيل شعث وزيرا للخارجية. وتم استبعاد كل من جبريل الرجوب ومحمد دحلان. عباس.. دخل في مصادمات مع عرفات قريع فهم درس أبو مازن