كشفت صحيفة (يديعوت احرنوت) الاسرائيلية امس ان مسؤولين كبارا في المعارضة الاسرائيلية ومسؤولين فلسطينيين توصلوا خلال الايام الماضية الى اتفاق سياسي بشأن القضية الفلسطينية. وقالت الصحيفة ان هذا الاتفاق توصل اليه مجموعة من السياسيين البارزين في اليسار الاسرائيلي تصوغ وثيقة للحل النهائي مع الفلسطينيين أطلق عليها اسم اتفاق سويسرا مع مسؤولين كبار في السلطة الفلسطينية وبمعرفة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. ونقلت الصحيفة عن مصادر وصفتها بأنها عليمة قولها ان الاتفاق موجود في مرحلة متقدمة جدا وسيعقد في اطاره اجتماع هام آخر في نهاية الاسبوع الحالي في الاردن يحظى بتأييد مسؤولين كبار في المملكة الاردنية وجهات دولية أخرى بهدف تحقيق تقدم جدي في المحادثات. واشارت الى ان الحديث بين الجانبين يتعلق بالوصول الى اتفاق سلام يتضمن حلا جذريا لكل قضايا الحل الدائم منها الحدود والقدس وحق عودة اللاجئين الفلسطينيين. وحسب الصحيفة فان من بين الشخصيات الاسرائيلية التي تشارك في صياغة الاتفاق يوسي بيلين والوزير الفلسطيني السابق ياسر عبد ربه اضافة الى شخصيات فلسطينية واسرائيلية اخرى تشارك في صياغة الاتفاق. واضافت الصحيفة ان الطرفين توصلا الى حلول ابداعية لكثير من القضايا الخلافية خاصة في موضوع اللاجئين الفلسطينيين وادعت ان الجانب الفلسطيني ابدى مرونة كبيرة فيما يتعلق بهذا الموضوع. وبشأن المستوطنات قالت الصحيفة انه اتفق على ان يكون الأساس في حلها وثيقة كلينتون التي نشرت في شهر يناير 2000 والتي جاء فيها أن اسرائيل تتنازل عن غالبية مستوطناتها وعلى رأسها ارئيل الا أنها ستحتفظ بعدة مناطق استيطانية في غوش عتسيون وحول مدينة القدس بما فيها معليه ادوميم فيما يوافق الفلسطينيون على تعويضات في مناطق مختلفة منها منطقة جبل الخليل. وحول ملف القدس ادعت الصحيفة انه سيتم تقسيم المدينة الى قسمين وفق وثيقة كلينتون التي جاء فيها أن كل ما هو يهودي لليهود وكل ما هو عربي للعرب. وقالت الصحيفة ان اتفاق سويسرا تمت صياغته خلال السنة الأخيرة بتمويل سويسري وبمشاركة جهات دولية أخرى منها اليابان والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة0 كما نقلت الصحيفة عن مصادر ادعت أنها مقربة من الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي قولها ان هذا الاتفاق تمت صياغته بمعرفة رئيس السلطة الفلسطينية ياسرعرفات ومسؤولين فلسطينيين آخرين في السلطة الفلسطينية منهم رئيس الوزراء الفلسطيني المستقيل محمود عباس (أبو مازن) ورئيس الوزراء الفلسطيني الجديد أحمد قريع (أبو العلاء). ويخطط المشاركون في صياغة هذا الاتفاق للخروج في حملة اعلامية واسعة تهدف الى تسويقه للمجتمع الاسرائيلي كبديل يثبت أن هناك شريكا للسلام لدى الفلسطينيين. وكان رئيس الحكومة الاسرائيلي ارئيل شارون هاجم مساء اول أمس أحزاب اليسار الاسرائيلية قائلا ان شخصيات فيها لا تتردد باتخاذ كل خطوة ومنها من ينسق مع الفلسطينيين من وراء ظهر الحكومة. وحسب يديعوت فأنه يبدو أن أقوال شارون هذه وجهت لمجموعة السياسيين الاسرائيليين التي شاركت في صياغة الوثيقة مما يثير غضبا شديدا في مكتب رئيس الحكومة.