حين يعلن أيّ كان إفلاسه، فذلك يعني أن هناك خللاً ما في مكان ما، هو الذي أدّى إلى الافلاس. إن ظاهرة الافلاس، حين تشيع، فانها لا يمكن أن تنشأ من فراغ، فالافلاس لا يمكن أن ينشأ من فراغ.. فهو لا يحدث بين يوم وليلة، وانما هو عملية تراكمية، لها مقدماتها التي لا يمكن أن تخطئها العين، وأولى هذه المقدمات، هو تتالي إصدار الشيكات التي لا غطاء لها..! في بعض الأحيان يكون الافلاس مشروعًا مستهدفًا على أجندة المفلس، وذلك للتخلص من تبعات استحقاقات يصعب عليه الوفاء بها، ولذلك، هو يستمر في لعبة النصب والاحتيال في السوق حتى نهاية الشوط، طالما أنه لن يتعرض للمساءلة ولا للعقاب، إذا هو أعلن افلاسه.. واضعًا المتضررين أمام الأمر الواقع.. على ما في ذلك من ضرر بالغ على الدائنين..! إنها عملية نصب بيّن، يستحيل أن يخفى أمرها على جهات الاختصاص، وهي مؤسسة النقد بالذات والبنوك التي يتعامل معها المفلس، وذلك لأن بامكانها اكتشاف الأمر في حينه، واتخاذ الاحتياطات الكفيلة، كي لا تتحوّل عملية النصب إلى واقع. بالأمس قرأنا أن شركة كبرى لجأت إلى المحاكم، تطلب منها أن تعلن افلاسها ويبقى السؤال: أين الشفافية.. يا أهل الشفافية؟!