واشنطن - «نشرة واشنطن» - قد يسهل إطلاق شركة في الولاياتالمتحدة، لكن يسهل أيضاً السعي إلى البدء من جديد بعد فشل المحاولة الأولى، وفقاً لمقولة الفيلسوف إريك فروم ان «حرية الفشل أمر أساسي للحرية ككل». ويشار إلى هذا القول المأثور على أنه مبدأ أساسي في الحياة الاقتصادية الأميركية. تنظم قوانين الإفلاس في الولاياتالمتحدة حالات فشل مؤسسات الأعمال. وحاول الكونغرس وضع توازن يُستعاد بموجبه أكبر مقدار ممكن من أصول الشركة المفلسة لصالح الدائنين والمقرضين، مع تأمين حماية مالية تسمح لبعض أصحاب المشاريع الخاصة بالانطلاق من جديد. وقد تختلف عملية الإفلاس بالنسبة إلى الأفراد، والمؤسسات الصغيرة، والشركات الكبيرة التي يملك أسهمها عامة الناس. فشركة الأعمال الصغيرة العاجزة عن تسديد ديونها تقوم بما يُسمى بعملية تصفية، وتُباع كافة أصولها لتسديد المبالغ الواجبة السداد إلى مقرضيها. وتُدفع بعض ديون الشركة قبل أي ديون أخرى، وتعيّن محكمة الإفلاس أميناً للتأكد من ان العملية تلتزم بالقوانين. وتحتل المصارف والدائنون «المضمونون» الآخرون صدارة قائمة التسديد وكذلك معظم أجور المستخدمين. ولكن في حال وجود حملة أسهم عامة، فإن هؤلاء المالكين، الذين قبلوا أخطاراً أكبر في مقابل مكافأة مالية محتملة أكبر، تُدرج أسماؤهم في أسفل القائمة، وفي أحيان كثيرة لا يحصلون على أي شيء عندما تغلق شركة الأعمال أبوابها. أما الشركات الكبيرة التي لا تستطيع تسديد ديونها فيمكنها ان تختار الدخول في عملية إفلاس بموجب الفصل 11 من القانون، الذي يسمح لها بالبقاء في السوق، بينما تحاول ان تستعيد عافيتها المالية. وفي حال كانت تملك بعض الأصول الثمينة، أو كان متوقعاً لها ان تستعيد بعض المال المستحق لها، وإذا بدا ان أزمتها مؤقتة، فقد يختار الدائنون في بادئ الأمر تلقي كميات أقل من المبلغ الكامل الذي يطالبون به لتمكين الشركة من مواصلة العمل والاستمرار في تسديد ديون مقرضيها. في هذه الحال أيضاً، قد تُلغى حقوق حملة الأسهم، لكن الشركة تستطيع ممارسة أعمالها. يمكِّن قانون الإفلاس أيضاً الأفراد من الإفلات من دفع ديون لا يمكن تحملها والبدء من جديد، على رغم إمكان ان يفقدوا ملكية مساكنهم في هذه العملية. ومحتمل، مثلاً، ان تكون طريق الإفلات هذه حاسمة للناس الذين يفقدون وظائفهم، أو للعائلات التي تواجه دفع نفقات طبية باهظة. وتُشكِّل قوانين الإفلاس جزءاً من الاعتقاد الثقافي الأميركي بتأمين فرصة ثانية. وهذه القصة جزء عميق من النسيج القومي للهجرة والاستيطان، اللذين بدآ مع إنزال أولى سفن للواصلين الأوروبيين إلى الولاياتالمتحدة، ولم يتوقفا منذ ذلك الوقت.