توالت ردود الفعل الدولية المنددة بقرار الحكومة الاسرائيلية مواصلة بناء السور الامني الذي تبنيه الدولة العبرية لمنع تسلل فدائيين فلسطينيين الى اراضيها. ومده ليشمل مستوطنتي أرييل وكيدوميم في الضفة الغربية. وأثار الجدار الذي بني بزعم حماية المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية مخاوف دولية واسعة النطاق من أن يؤدي إلى عزل الفلسطينيين وإلى السيطرة على مزيد من الاراضي الفلسطينية. فيما طلب ممثل فلسطين لدى الاممالمتحدة من مجلس الامن ان يتخذ فورا الاجراءات الفورية والضرورية لوقف بناء الجدار الامني الذي تبنيه اسرائيل في الضفة الغربية. وقال ناصر القدوة في رسالة الى رئيس مجلس الامن نطلب بالتحديد من مجلس الامن ان يتخذ فورا بموجب شرعة الاممالمتحدة والقانون الانساني الدولي وقراراته الخاصة، الاجراءات الضرورية لوقف هذه الاعمال غير المشروعة من قبل قوة الاحتلال. وحذرت بريطانيا إسرائيل من أن قرارها بالبدء في مد الجدار الفاصل المثير للجدل سيكون عقبة أمام تحقيق تسوية سلمية في الشرق الاوسط. وأقرت وزارة الخارجية البريطانية بحق إسرائيل في الامن لكنها قالت إن الجدار ينبغي أن يتبع الخط الاخضر الذي يحدد الحدود بين إسرائيل والضفة الغربية قبل حرب 1967 أو أن يقام داخل إسرائيل. وقال متحدث رسمي بريطاني ندرك رغبة إسرائيل في اتخاذ إجراءات أمنية ضد التهديد. ولكن أي جدار يبنى يجب أن يكون على الخط الاخضر أو في الاراضي الاسرائيلية. وقال المتحدث تقطيع الضفة الغربية من خلال الجدار ومستوطنات مثل مستوطنة أرييل يمثل عقبة أمام الحل القاضي بوجود دولتين ويضر بأمن إسرائيل على المدى الطويل. من جانبها ذكرت الخارجية أن الولاياتالمتحدة ستراقب عن كثب قرار الحكومة الاسرائيلية بالمضي في بناء جدار أمني في الضفة الغربية. وتعارض الادارة الامريكية بناء الجدار بشكل عام حيث يخترق الاراضي الفلسطينية، كما وصفه الرئيس الامريكي جورج بوش بأنه مشكلة. وقال ريتشارد باوتشر المتحدث باسم البيت الابيض إن موقف الولاياتالمتحدة لن يتغير ولكنه لم ينتقد قرار الحكومة الاسرائيلية باستئناف بناء الجدار بشكل مباشر. وقال باوتشر سنراقب هذا القرار جيدا.. وستبقى سياستنا الثابتة هي معارضة أي إجراء يتخذه أي من الطرفين يكون من شأنه تعريض مفاوضات السلام للخطر. وقالت السلطات الاسرائيلية إن الجزء الذي سيبني من الجدار لحماية مستوطنة أرئيل ومستوطنة أخرى لن يتصل بالجدار الرئيسي. وأكدت أنها تؤمن بأهمية الجدار لحماية مواطنيها من هجمات المسلحين الفلسطينيين. وأدان المسئولون الفلسطينيون القرار الاسرائيلي. وقال ياسر أبو ردينه مستشار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات إن ما بني من الجدار حتى الان يمثل عقبة أمام استمرار المفاوضات وعمل الحكومة الفلسطينية الجديدة. بدورها استنكرت القيادة الفلسطينية اقدام الحكومة الاسرائيلية على اتخاذ قرار تمديد جدار التوسع الاستيطانى والفصل العنصرى داخل الاراضى الفلسطينية على عمق 22 كم فى محافظة سلفيت على اراضى قرى سكاكا وياسوف وقيره وسلفيت. ونقلت وكالة الانباء الفلسطينية عن ناطق رسمى باسم القيادة الفلسطينية قوله ان هذا القرار التوسعى الاستيطانى الاسرائيلى ببناء هذا التمدد للجدار شرق مستعمرة ارئيل سيجعل سكان 19 بلدة وقرية فلسطينية يعيش فيها اكثر من 130 الف مواطن محاطين بجدار الفصل العنصرى ويعزلهم عن ارضهم. واضاف ان بناء الجدار الاحتلالى ادى فى مرحلته الاولى الى فصل 72200 فلسطينى يعيشون فى 36 قرية فلسطينية عن اراضيهم الزراعية وتحويلهم الى سجناء فى قراهم المعزولة عن باقى الاراضى الفلسطينية ويلتهم مساحات واسعة من مزارعهم. وطالبت القيادة الفلسطينية مجلس الامن الدولى واللجنة الرباعية والادارة الامريكية ومن كافة دول المجتمع الدولى اتخاذ موقف حازم وقاطع لوقف هذا التدمير الاسرائيلى المتعمد لكل جهود السلام كما ندد وزير الخارجية الكندى بيل غراهام والامين العام لجامعة الدول العربية عمر موسى فى اوتاوا بقرار اسرائيل مواصلة بناء الجدار.وحذر موسى الذى يقوم بزيارة لمدة يومين لكندا من نتيجة مواصلة اسرائيل لبناء الجدار الامنى فى الضفة الغربية على عملية السلام والتى ستكون وخيمة كما ستؤثر على خارطة الطريق. واضاف خلال مؤتمر صحافى مشترك مع الوزير الكندى ان هذه الاجراءات هى تحريض بالنسبة للفلسطينيين. ومن ناحيته اعتبر غراهام ان هذا البناء ليس فى محله.