فيما مضى كنا نسمع بالأعمال الاجتماعية (الفردية) الخيرية الجميلة، وكنا نتناقل أخبارها في محافظة الاحساء بين الهفوفوالمبرز، وكان الناس يستبشرون بها في كلتا المدينتين، ويذكرون فاعليها بالخير، ويدعون لهم خير الدعاء، واليوم هناك عمل خيري عملاق، يذكرنا ب(أيام زمان)، وهذا العمل تشرف عليه امرأة من (المبرز)، وهو يفوق كعمل فردي ما تقوم به بعض الجمعيات الخيرية، وهذه الفاضلة هي احدى نساء الاحساء الفاضلات، وتدعى (أم الخير)، وهي لا تمانع من تلقي التبرعات، لكي تقوم بتوزيعها على المحتاجين، كما أنها تقوم بيديها الطاهرتين، بعمل الغداء والعشاء يوميا، في (قدور) ضخمة، وتنقل الوجبات بواسطة عدة سيارات على حسابها الخاص، ومن ثم توزعها على الفقراء والمحتاجين، وهي تقضي شطرا طويلامن الليل في الاستعداد لعمل اليوم التالي، وتعمل بياض النهار في الاشراف على التوزيع، دون كلل أو ملل، لاتحفل بماتلقى من الأمر، في سبيل أن تساعد فقيرا، أو تعطف على محتاج ومسكين، تأمل في الحصول على الأجر والثواب من مجيب الدعاء. تجاوزت (أم الخير) في مساعداتها كل الأحياء في المحافظة، حتى عم خيرها جل الحياة الاجتماعية في الاحساء وقراها، فهي تحاول أن تتعرف على كل من يحتاج ملبسا أو مأكلا أو مادة، فتقوم بالبذل والعطاء، راجية في ذلك وجه الله، وهي تحب أن يشاركها الغير في فعل الخير، ولمن أراد المشاركة عزيزي القارىء في فعل الخير، فعليه ان يتقدم على الفور، فأم الخير مشهورة في (المبرز) والكل يعرفها، ولا يحتاج عنوانها الى دليل، وماعليك إلا أن تتجاوز القراءة والاعجاب الى الاقتداء والتجربة!. ان هذه الأعمال الخيرية ليس فيها شيء من العجب ولا من الغرابة على نساء ورجال (المبرز) و(الهفوف)، فقد تعلمنا بأن أهل الاحساء يتوارثون فعل الخير جيلا بعد جيل، فهاهو الشيخ حسن بن عبدالله العفالق بشرنا بافتتاح مركز للمسنين، بناه على نفقته الخاصة، بالقرب من (عين نجم) الشهيرة، وسبق أن قامت أسرة الجبر بإنشاء مركز الجبر للكلى، وكذلك أسرة الراشد أنشأت مستشفى الراشد للأطفال. وأقول هنا: انتظروا فربما ستأتيناأخبار أخرى سارة، فكم في (الهفوف) من اثرياء، وهم سيقرأون، وسيتأثرون، ثم سيقتدون، وسيشاركون، وهم إن شاء الله فاعلون.