تحتفل المملكة اليوم بذكرى يومها الوطني الثالث والسبعين لتعيد الى الاذهان سيرة زعيم فذ تمكن بعبقريته السياسية وحنكته وبعد نظره من لم شتات شبه الجزيرة العربية داخل كيان سياسي موحد وخط بجهاده وملاحمه البطولية اعظم وحدة في تاريخ الامة العربية الحديث, فالذكرى تمثل في جوهرها تتويجا لمسيرة مظفرة من الكفاح الذي خاضه الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن (رحمه الله) ليضع اللبنات الاولى من نهضة شعب, ويرسم لهذا الوطن عنوانا عريضا في صفحات التاريخ, فما بذله المؤسس الراحل من تضحيات جسام توجه باعلان قيام هذا الكيان الشامخ يعد منعطفا تاريخيا هاما لملاحم من البطولة والعطاء والتضحيات تمكن معها الملك العادل من وضع هذه الدولة على اول طريق النماء والرخاء لتمضي في تحقيق سلسلة من القفزات الحضارية الهائلة على مسالك التقدم والازدهار على الاسس والقواعد التي وضعها الملك عبدالعزيز, فاستذكار ذلك اليوم الخالد الذي اعلن فيه عن قيام كيان المملكة بعد توحيدها يمثل سلسلة من التحديات الصعبة التي واجهها المؤسس وتمكن باقتدار وكفاءة من التغلب عليها ليحقق هذه الوحدة الوطنية الكبرى ويضع المملكة في مكانها للائق والمناسب بين امم العالم وشعوبه, وقد نجح اشباله الميامين من بعده في حمل رايات التنمية والعطاء مستلهمين من خطواته الحكمة والثقة لصناعة حاضر هذه الامة ومستقبلها متمسكين بالثوابت الاساسية الراسخة التي وضعت اثناء التأسيس فجاءت تلك الصناعة بخطوات واثقة ومطمئنة لتغدو المملكة بفضل الله ثم بفضل عبدالعزيز واشباله واحدة من الدول التي لها شأن وأي شأن في تكريس منطلقات التضامن العربي المنشود ومعاضدة المنظومة الدولية على القيام بتحمل مسؤولياتها, وقد تمكنت المملكة في ظل تمتعها بأثقال دينية وسياسية واقتصادية متميزة من اداء ادوار حيوية ومشهودة في نصرة قضايا المسلمين ودعم القضايا العربية العادلة والعمل على استقرار الاقتصاد العالمي ونموه.