في هذا اليوم الاغر من كل عام تمر على المملكة مناسبة عزيزة على قلب كل مواطن حيث تحل ذكرى توحيد ارجاء المملكة على الكتاب والسنة، ففي مثل هذا اليوم منذ اثنين وسبعين عاما اعلن الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن بعد جهاد طويل توحيد اجزاء البلاد وضمها داخل كيان سياسي واحد لتقوم منذ ذلك التاريخ نهضة شاملة في كل مجال وميدان بدأها المؤسس بوضع لبناتها الاولى ثم جاء اشباله الميامين من بعده لاكمال رسالته النهضوية الكبرى حتى غدت المملكة اليوم مضرب مثل بين الامم والشعوب في تقدمها الحثيث الآخذ بكل مستجدات ومتغيرات ومعطيات العصر مع التمسك بالنواجذ بمبادىء وتعاليم العقيدة الاسلامية السمحة، ومازال قادة هذا الوطن يعلنون في كل مناسبة ان السر في تقدم. هذه الدولة ونموها وازدهارها واستقرارها يعود اولا واخيرا الى التمسك بالدين الاسلامي الحنيف عقيدة ومنهج حياة، فذكرى التوحيد مازالت تدفع كل مواطن للاعتزاز والفخر بما رسمه المؤسس من خطوط عريضة قامت عليها صروح نهضة عملاقة مازال المواطنون بفضل الله ثم بفضل القيادة الرشيدة يستثمرون معطياتها الخيرة وانجازاتها الضخمة فقد حققت المملكة منذ تأسيسها حتى اليوم سلسلة متلاحقة من القفزات النهضوية المشهودة في مختلف مجالات التنمية من جانب، وفي مختلف السبل المؤدية لخدمة الاسلام والمسلمين من جانب آخر، وقد بقيت المملكة منذ عهد التأسيس حتى اليوم متمسكة بثوابتها السياسية الراسخة ومواقفها المشرفة من سائر القضايا الاسلامية والعربية العادلة، وعلى رأسها قضية فلسطين والقدس، ولعل الذاكرة العربية مازالت تستعيد تفاصيل ذلك اللقاء التاريخي الذي جمع المؤسس بالرئيس الامريكي روزفلت وقتذاك فقد تبين للعالم بأسره بعد قراءة تلك التفاصيل تمسك المملكة بحقوق الشعب الفلسطيني والدفاع عنها، ويمكن قياسا النظر لكافة رؤى المملكة الراجحة والمتزنة تجاه مختلف القضايا التي تصب في روافد مصالح العرب والمسلمين، اضافة الى ان المؤسس ارسى القواعد الاساسية للتعاون العربي والتضامن الاسلامي المنشودين، وفي عهده كانت المملكة عضوا فاعلا في الجامعة العربية وهيئة الاممالمتحدة، وله مواقف شجاعة ومشهودة ازاء الاحداث الساخنة في عهده، وقد تمكن بما حباه الله من عبقرية سياسية واستشراف للمستقبل ورؤية بعيدة للامور من تجنيب المملكة من مغبة افرازات حربين كونيتين تأثرت بويلاتهما العديد من دول الشرق والغرب، وذاكرة الايام تعيد لنا سيرة رجل ترك بعد رحيله منهجا قيما مازال قادة هذه الدولة الشامخة بحمد الله متمسكين به ويسيرون على هديه المستقى من الكتاب والسنة، وازاء ذلك اكتمل بنيان المملكة امنا وتطورا واخذا بكل الخطوات الكفيلة بنهضة هذه الامة والعمل على كل مامن شأنه الارتقاء بالخدمات المزجاة لكل مواطن على اعتبار ان العرف السائد لدى قادة المملكة بدءا بمؤسسها وحتى العهد الراهن يتمحور في ان الانسان السعودي بحكم انه الركيزة الاولى من ركائز التنمية يمثل اغلى ثروات الوطن على الاطلاق.