مازال الوطن يحتفل بيومه السعيد الحافل بالامجاد والبطولات، فذكرى الفتوحات التي خاضها الملك عبدالعزيز لتوحيد هذا الوطن ولم اجزائه المترامية الأطراف تحت كيان سياسي واحد هي بكل المقاييس والأوزان ملحمة بطولية كبرى غير مشهودة في التاريخ الحديث، وبعد ان استتب الامر للمؤسس بدأ ملحمة اخرى في سبيل النهوض بهذا الوطن في كل مجال وميدان، فأرسى بيديه الكريمتين القواعد الأولى لنهضة مشهودة تمكن اشباله من الاخذ بها لاكمال رسالة كبرى وضع لبناتها عبدالعزيز ليتواصل البناء والرخاء في هذا الوطن المقدس، فالاحتفال بذكرى مرور اليوم الوطني يذكرنا بتلك المواقف البطولية التي مارسها عبدالعزيز طوال اثنين وثلاثين عاما متواصلة من اجل استعادة ملك آبائه واجداده من جانب، وللاضطلاع بمسؤوليات نهضة كبرى وصناعة دولة حديثة من جانب آخر، وللقيام بمهمات اساسية وحيوية لنصرة الاسلام واعلان كلمة الله ونشر تعاليم العقيدة في كل مكان والوقوف الى جانب المسلمين لنصرة قضاياهم العادلة من جانب ثالث، وهي مهمات كبرى مثلت منذ ذلك الحين الركيزة الأولى لمسؤوليات قادة هذا الوطن، ومازالت مستمرة حتى اليوم لتغدو المملكة بفضل الله وحمده واحدة من اهم الدول الحديثة التي حققت تقدما مطردا ونهضة شاملة وتنمية متصاعدة في فترة قياسية من الزمن اضحت محط اعجاب العالم وتقديره واكباره مع حفاظها على تعاليم ومبادئ العقيدة الاسلامية السمحة واصول الثقافة العربية الاصيلة التي لم تتغير ولم تتبدل رغم مستجدات العصر ومستحدثاته وماطرأ عليه من تحولات خطيرة، فاليوم الوطني يمثل للمملكة نقلة حضارية نوعية كبرى تمكن بها عبدالعزيز من وضع المملكة في مصاف الدول المتقدمة، ويمثل عزم واصرار قياداتها الحكيمة على استمرارية ذلك النهج القويم الذي وضع قواعده الاولى الملك عبدالعزيز رحمه الله.