نفى وزير الخارجية الأمريكي كولن باول أن يكون قد اتفق مع مجلس الحكم الانتقالي العراقي على تحديد موعد لنقل السلطة للعراقيين أو إجراء انتخابات عامة في العراق. جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده باول مع الحاكم المدني المؤقت للعراق بول بريمر في بغداد أمس في ختام زيارة قصيرة للعراق. وأكد باول أهمية إجراء الانتخابات في العراق من خلال وضع دستور دائم.. مشيرا إلى انه يتطلع إلى ذلك اليوم الذي سيتسلم فيه العراقيون السلطة بعد إجراء انتخابات حرة لاختيار حكومة دائمة ومنتخبة ومعترف بها. واعترف وزير الخارجية الأمريكي بان الأمن في العراق مازال غير مستتب تماما لكنه قلل في نفس الوقت من تأثيرات العمليات التي تنفذ ضد القوات الأمريكية التي قال إن اتباع النظام السابق يقومون بها. وشدد على أن قوى الأمن العراقية ستكون قريبا قادرة على تحمل مسئولياتها في الحفاظ على الأمن في البلاد.. مؤكدا أن الرئيس العراقي السابق صدام حسين ذهب إلى الأبد ولن يعود. وتطرق باول إلى اجتماع جنيف بين وزراء خارجية الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي يوم أمس الأول والذي كرس لبحث الوضع في العراق قائلا كان هناك بعض الخلاف بين بعضنا البعض حول موعد إجراء الانتخابات في العراق وموعد وصول القوات الدولية إلى العراق وطبيعة مهمتها فيه.. ومازال علينا إجراء المزيد من المباحثات الاثنين المقبل في نيويورك بين الدول الخمس عشرة الأعضاء في مجلس الأمن للتوصل إلى اتفاق نهائي وحل الخلافات القائمة. وحول ما يتردد بشأن وجود خلافات بين وزارتي الخارجية والدفاع الأمريكيتين بشأن العراق نفى وزير الخارجية الأمريكي نفيا قاطعا هذه الأنباء وقال نحن جميعا متحدون خلف الرئيس بوش ونتعاون لتحقيق هدفه في العراق وفى المنطقة. واعترف باول بان هناك مشاكل أمنية كبيرة مازالت تواجه القوات الأمريكية والإدارة المدنية الأمريكية التي تدير شئون العراق. وقال باول في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز الإخبارية الأمريكية من بغداد انه مازال واثقا من أن القوات الأمريكية المتواجدة في العراق ستتمكن من التغلب على تلك المشكلات الأمنية التي اعتبرها العائق الرئيسي للجهود الأمريكية هناك. وأعرب باول عن تفاؤله خلال اجتماعه بالقادة العسكريين الأمريكيين في العراق بقدرات القوات الأمريكية في التعامل مع جميع التهديدات الأمنية في العراق. من ناحية ثانية أكد وزير الخارجية الأمريكي أن عراقا ديمقراطيا سيقوم من بين أنقاض العراق الحالي. وقال باول في مقابلة مع شبكة سى0ان0ان الإخبارية الأمريكية من بغداد أمس أن ذلك الأمر سيحدث رغم انه سيتطلب الكثير من الجهود والأموال والوقت وأيضا الإرادة الصلبة. كمااجتمع وزير الخارجية الأمريكي في بغداد أمس مع نظيره العراقي هوشيار زيبارى وبحث معه الأوضاع الأمنية في العراق والمستقبل السياسي للبلاد. وحذر باول في تصريحات عقب الاجتماع من خطورة تسلل الإرهابيين إلى العراق.. وقال ان هذا الأمر اخطر تحد يواجه مستقبل العراق ومستقبل الديموقراطية فيه- على حد تعبيره- . واعترف باول بتدهور الأوضاع الأمنية في العراق مؤكدا أن قضية الأمن لا تزال تشكل تحديا حقيقيا لبناء العراق وإرساء أسس الديموقراطية فيه.. مبينا أن الوضع الأمني في العراق لا يزال يشكل خطورة وان اكبر تهديد للجهود التي تبذلها سلطة التحالف الأمريكي البريطاني لإرساء الديموقراطية وإعادة البناء في العراق يتمثل بتسلل الإرهابيين إلى أراضيه .. مجددا عزم بلاده على نقل السلطة إلى أيدي العراقيين في الوقت المناسب لكنه لم يحدد جدولا زمنيا أو تاريخا معينا لتحقيق هذا الهدف. وأضاف باول الذي كان قد وصل إلى بغداد قادما من الكويت في وقت سابق أمس مبتدئا أول زيارة يقوم بها للعراق..أضاف يقول أن الشعب العراقي ستتاح أمامه فرصة للتعبير عن الطريقة التي يود أن يحكم بها نفسه وسيؤدى ذلك إلى إقامة عراق ديموقراطي بعد تسليم السلطة إلى العراقيين في وقت مناسب. وكان باول قد أحاط أعضاء مجلس الحكم الانتقالي علما بما دار خلال المباحثات التي جرت في جنيف أمس الأول بين وزراء خارجية الدول الخمس الدائمة العضوية بمجلس الأمن والمتصلة بالوضع في العراق حاضرا ومستقبلا خاصة ما يتعلق بوضع جدول زمني لانتقال السلطة إلى العراقيين.وحسبما أكد عضو مجلس الحكم الدكتور محمود عثمان للصحفيين فان أعضاء المجلس ابلغوا باول بضرورة إيلاء مسألة الأمن الاهتمام المطلوب مؤكدين ضرورة منح العراقيين ملف الأمن بأسرع ما يمكن ..كما ابلغ عدد من أعضاء المجلس باول رفضهم استقدام قوات لحفظ الأمن في العراق من دول الجوار مؤكدين أن العراق ليس بحاجة أصلا لمثل هذه القوات لأنه لا يشهد حربا أهلية أو اقتتالا داخليا . ويرى المراقبون أن هذه الملاحظة تنصب بشكل أساسي على إيران وتركيا اللتين تثيران قلق الأكراد بشكل خاص . وتعد زيارة باول الحالية للعراق ثاني زيارة يقوم بها مسئول أمريكي رفيع بعد الزيارة التي قام بها وزير الدفاع دونالد رامسفيلد لبغداد مؤخرا والتي تعد ثاني زيارة يقوم بها للعراق في غضون شهرين. وتأتى زيارة باول للعراق فيما يستعد مجلس الأمن لمناقشة مشروع قرار جديد ينص على مشاركة دولية أوسع في العراق من خلال حث دول العالم على إرسال قوات لحفظ السلام والمشاركة في عملية إعادة أعمار العراق.. كما تأتى الزيارة بعد يوم واحد من اجتماع وزراء خارجية الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن في جنيف وهو الاجتماع الذي تركز البحث خلاله على مستقبل العراق.